الثلاثاء 07 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فشل اتفاق دولي حول ضرائب عمالقة الإنترنت

القاهرة 24
اقتصاد
الإثنين 12/أكتوبر/2020 - 05:47 م

فشلت الدول الـ137 التي تتفاوض برعاية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في التوصل إلى اتفاق لجعل الشركات الرقمية العملاقة تسدد “نصيبها العادل من الضرائب”، وستتجه كل دولة إلى اعتماد نظامها الخاص.

وقال باسكال سانت أمان، مسؤول السياسة المالية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اليوم الاثنين إن “الكأس نصف ممتلئ: الحزمة جاهزة تقريبًا لكن الاتفاق السياسي مفقود”.

وأضاف باسكال: “تسبب فيروس كورونا المستجد في حدوث تأخير، لكننا على وشك الانتهاء وهناك رغبة في الانتهاء بسرعة”، موضحًا أن العملية التي بدأت في عام 2013 يمكن أن تصل إلى نتيجة “بحلول منتصف عام 2021”.

وفي غياب اتفاق رسمي، تبنت الدول تقريرًا يحدد الإطار العام لهذا الإصلاح ويقوم على مبدأ تحديد قواعد جديدة بحيث “تدفع الشركات الكبيرة الرابحة التي تمارس نشاطًا دوليًا نصيبها العادل من الضرائب ضمن الولاية القضائية التي تحقق فيها أرباحًا”، وفقًا للمنظمة. كما ينص ذلك على وضع حد أدنى عالمي لمعدل الضريبة يمكن تحديده عند نسبة 12,5%.

وستُعرض خارطة الطريق هذه الأربعاء على وزراء مالية دول مجموعة العشرين التي فوضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2018 إصلاح النظام الضريبي الدولي بحلول نهاية عام 2020 بعد أن عفا عليه الزمن إثر ظهور الشركات التي تُعرف اختصارًا باسم غافا وهي جوجل وآبل وفيسبوك وأمازون، وغيرها من المنصات الرئيسية.

وتتعرض هذه الشركات في الواقع لانتقادات لاستخدامها أنظمة قانونية تسمح لها بتقليل العبء الضريبي بشكل كبير من خلال الاستفادة من الاختلافات في المعدلات الضريبية بين البلدان.

وبعيدا عن الأزمة الصحية، فإن قرار الولايات المتحدة بتعليق مشاركتها في هذه المناقشات في يونيو حتى الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر هو ما يفسر تأخر المناقشات. فقد قال باسكال سانت أمان في يونيو إن ذلك من شأنه أن يجعل التوصل إلى اتفاق في أكتوبر أمرًا مستبعدًا.

بالإضافة إلى ذلك، ليس من المؤكد أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب البلدان الأخرى، فهي تطلب تمكين العمالقة الرقمية، وهي أميركية، من اختيار إن كانت ستخضع للاتفاقية العالمية أم لا، بموجب بند “الملاذ الآمن”.

وفي مواجهة هذه العقبات العديدة، يدرك باسكال سانت أمان أن النجاح في مسعاه ما زال بعيد المنال، قائلًا: “هناك الكثير من الحساسيات ونفاد صبر وإغراء باتخاذ إجراء من جانب واحد مقابل إجراء سيستغرق تنفيذه عدة سنوات” بعد التوصل إلى اتفاق.

وقد فتحت فرنسا الطريق من خلال اعتمادها في يوليو 2019 ضريبة على الشركات الرقمية العملاقة بدأ تطبيقها في مطلع يناير 2019. ورداً على ذلك، هددت إدارة ترامب بفرض ضريبة “تصل إلى 100%” على ما يعادل 2,4 مليار دولار على المنتجات الفرنسية، وخصوصاً النبيذ.

وعلى سبيل المثال، فإن ضريبة الشركات البالغة 8,46 ملايين يورو التي دفعتها فيسبوك في فرنسا لعام 2019 ليست سوى جزء ضئيل من ضرائب الدخل البالغة 6,3 مليارات التي أعلنت عنها فيسبوك إجمالاً في حساباتها السنوية لعام 2019، وهي ضرائب دُفعت بشكل أساسي في الولايات المتحدة.

وفي يناير، اتفقت باريس وواشنطن على هدنة، وتعهدت فرنسا بتأجيل سداد الأموال المستحقة لعام 2020 المقرر تسديدها في أبريل ونوفمبر، من أجل إعطاء وقت للمفاوضات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

لكن مصدرًا في وزارة المالية الفرنسية قال يوم الجمعة الماضى إنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاق دولي، فإن الأموال الخاصة بضريبة 2020 ستُطلب بنهاية العام، بينما يتعين سدادها في مطلع 2021. هذا رغم خطر صدور رد فعل جديد عن الولايات المتحدة. ويعتقد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أنه في حال فشل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن الأمر سيوكل إلى الاتحاد الأوروبي لأن الشركات الرقمية العملاقة هي بحسب قوله “الوحيدة التي خرجت منتصرة من الأزمة الاقتصادية”.

وخلال قمتهم الأخيرة في يوليو، طلب رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي من المفوضية الأوروبية أن تقدم في النصف الأول من عام 2021 اقتراحًا بشأن “الضرائب الرقمية”، وهو مشروع معقد في ضوء الاستراتيجيات المالية التي تختلف كثيرًا بين الدول الأعضاء في ما يتعلق بالشركات الرقمية.

تابع مواقعنا