شذوذ جنسي وصرخة فتاة.. “القاهرة 24” في مسرح جريمة مقتل مُسن عاريًا بالمرج

فى الماضي، ما يقرب من 20 عامًا تقريبًا، على رصيف الصعيد، يقف قطار التاسعة صباحًا، وبسرعة يخرج ركاب القطار المميز متلهفين الى أكل عيشهم في المدينة الكبيرة المزدحمة، وبين آلاف الركاب، يظهر شاب عشريني بين يديه زوجته وابنته،  على وجوههم ارتسمت لوحة عنوانها “الحيرة والبساطة”.

كلما قابلهم أحد داخل القطار يسألونه “نروح المرج منين يا ريس؟”، البعض يتجاهل والبعض يرشد، حتى وجدوا “موقف المرج”، ووصلوا إلى أحد شوارع الحي الشعبي، استأجروا شقة “على قد الحال”.

سنوات من البساطة عاشوها، كانوا يحلمون بأن تستمر بـ”الستر”، ولكن هيهات، لم يتركهم الشيطان، تسلل إليهم عن طريق الأب، سرعان ما دخل عش الضياع، سلك طريق المخدرات، وكانت النتيجة واضحة، توتر مزعج في العلاقة الأسرية، ومن توتر إلى توتر إلى مشكلات، تعقدت الأمور كثيرًا، فالزوجة كانت معترضة على تعاطيه للمخدرات، كانت تخشى على أطفالها من طريق الشر الذي سلكه، لدرجة أنها كلما شاهدته عائدًا “متخدر”، أسرعت إلى المطبخ لتخفي “سكاكين البيت” بعيدًا عن ناظريه، فالهوس يخبرها بأنه من الممكن أن يجره شيطانه لطعنهم وهم نائمون.

هوس قاتل يأبى أن يترك الزوجة، هوس مؤلم حقًا، تقربت منه تستعطفه أن يتوقف عن تلك السموم، قائلةً: “سيبك من المخدرات عشان خاطر عيالنا، عايزين نربي العيال”، ينظر إليها مدعيًا الندم، ويخبرها بأنه سيتوقف قريبًا، وسيصبح كل شيء بخير، ” هنربي العيال، وكل حاجة هتبقى كويسة متقلقيش، وأنا هبطل المخدرات”.

وعود زائفة، وكلام للعلاج المؤقت فقط، ومع شروق الشمس، وقبل أن يتناول وجبة الإفطار ستذوب تلك الوعود كقطعة الملح في كوب الماء، وسيسرع لشراء المخدرات، وبنفس الحماس سيسرع لبيعها وتوزيعها.

في عالم الضياع سقط، وفى موجة عالية لا ترحم من القلق كانت هي تعاني، لا تنام الليل خشية من أن يصيب الجنان ذلك الأهوج ويقتل أحد طفليه، أو أن يقتلها هي نفسها، لم تجد حلًا سوى أن تنهي تلك العلاقة بسلام وبكل هدوء.

تم الطلاق، وكل منهم ذهب في طريقه، أخذت هي أطفالها، واستأجرت شقة بنفس المنطقة، واستمر هو في طريقه.

وفي صباح يوم غريب، كان الفصل الأخير في تلك القصة، حينما اشتم أهالي المنطقة رائحة كريهة تأتي من شقته، توقعوا روايات كثيرة لتلك الرائحة المنبوذة، “قطة ميتة أو كلب مثلًا”، ولكن لم يتخيلوا، أن الرائحة لجثة.

في الحقيقة الرائحة الكريهة تلك هي رائحة جثته، لقد قتله أحدهم، وهذا ما أكدته الشرطة حينما حضرت وفتحت الشقة، الذهول والتعجب يصيب الجميع، وراحت السيدات يتهامسن، ويتردد بينهن السؤال المحير “من قتله؟، ولماذا؟”.

وفي المشهد الأخير من حياته، يخرج المسعفون بجثته من داخل الشقة، جثة عارية، بها آثار ضرب في الرقبة، وبمجرد أن شاهدته ابنته حتى ارتفعت صرخاتها، وبعدها بساعات قام رجال المباحث بضبط المتهم.

في الماضي، كان في محطة مصر قادمًا من أجل مستقبل أفضل له ولأطفاله، واليوم، جثة يخرج بها المسعفون من الشقة، جثة عارية.

في الماضي، كانت طفلته تمرح وتجري في المحطة، فرحة بالحياة الجديدة في المدينة الجديدة، واليوم ابنته تقف في الشارع وسط الأهالي تصرخ علي حالها وحال والدها الذي سلك طريق الضياع، ليقتل نفسه بنفسه.

بعد طلاقه من زوجته، يبدو أنه قرر ألا يتوقف عن حياته الشيطانية تلك، وأن يستمر فى مصادقة الشيطان والسعي في رضاه بكل طاقته، حتى خسر أسرته، وخسر نفسه، حينما اتبع طريق المخدرات، ثم سلك طريق الشذوذ الجنسي، لتكون نهايته بأبشع طريقة، الموت وحيدًا، عاريًا، مذبوحًا.

البداية كانت عندما ورد بلاغ إلى قسم شرطة المرج، من الأهالي يفيد انبعاث رائحة كريهة من داخل إحدى الشقق، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين العثور على جثة لشخص فى العقد الخامس من العمر مذبوحًا، وتبين أن جثته متحللة.

وتم ضبط المتهم بارتكاب الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

علاقة شذوذ جنسي.. شاب يذبح مسنا داخل شقته في منطقة المرج