الإثنين 03 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

يا أبو الطاقية الشبيكة مين عملهالك؟.. قصة أشهر صانعة "طواقي صوف" بالفيوم (صور وفيديو)

القاهرة 24
محافظات
الإثنين 14/ديسمبر/2020 - 04:25 م

"أنا أول سيدة في جيلي بعد أجدادي خرجت لسوق العمل، وامتهنت حرفة صناعة الطواقي الصوف وعلمت 3 أجيال بعدي، بعد أن ورثتها من أجدادي، وقرية السنباط فريدة من نوعها في هذه الحرفة، وهي البلد الوحيدة والأولى المشهورة بأصل صناعة الطواقي على مستوى الجمهورية".. بكلمات تشيرإلى الفخر والاعتزاز بأصل الصنعة واحترافها، بدأت الحديث منى السيد عبدالنبي جداوي، أقدم وأشهرصانعة طواقي صوف بالفيوم.

امتهنت "جداوي" ابنة قرية السنباط التابعة لمركزالفيوم، حرفة صناعة الطواقي الصوف وراثة عن والدتها وأجدادها، فتعتبرالطواقي الصوف مصدر رزقها الوحيد لها ولأبناءها، وهي السيدة الأولى في جيلها التي خرجت لسوق العمل، وامتهنت المهنة، ثم علمت أبناءها، حتى أصبحت أشهر صانعة طواقي صوف على مستوى الفيوم.

وعن قصة بدايتها في المهنة، تقول "جداوي": "تعلمت حرفة صناعة الطواقي الصوف، مُنذ السنوات السبع الأولى من عمري، والتحقت بالتعليم، واكتفيت بالمرحلة الإعدادية، لظروف أسُرية، فكانت الظروف حينها لا تسمح باستكمال دراستي لباقي مراحل التعليم الأخرى، ثم قررت أخرج وأواجه سوق العمل، وتفرغت لصناعة الطواقي الصوف التي وجدتها المهنة المناسبة لي.

 

 

كفاح

وبعد أن امتهنت "جداوي"، حرفة صناعة الطواقي الصوف من وبر الجمال وصوف الأغنام، علمت 3 أجيال من السيدات أصول الصناعة، فنساء القرية خرجن لسوق العمل لمساعدة أزواجهن، نظرًا للظروف الاقتصادية التي تشهدها القرية.

وتتابع أشهر وأقدم صانعة طواقي صوف بالفيوم: "بعد وفاة زوجي، مُنذعامين، والذي كان يعمل خفيرًانظاميًا، أصبحت هذه المهنة هي مدخل رزقي الوحيد لي ولأسرتي، فقررت أشغل ذاتي بالعمل في الطواقي بشكل أكبر، العمل أفضل من الثرثرة مع السيدات على نواصي البيوت بدون فائدة".

تقول "جداوي": "قرية السنباط فريدة من نوعها في صناعة الطواقي وهي القرية الوحيدة المشهورة بذلك، على مستوى الجمهورية، وسيدات السنباط هن أول سيدات خرجن للعمل لمساعدة أزواجهن من صناعة الطواقي"، لافتة إلى أن القرية صاحبة أشهر قصة نساء خرجن لمساعدة أزواجهن في سوق العمل، بسبب لقمة العيش.

وتكمل: "النساء اتجهن لحرفة الطواقي، بسبب عدم المال، رجال القرية بيشتغلوا يوم وعشرة مفيش ومعظمهم يعملون باليومية، فقررت كل سيدة بالقرية، العمل بصناعة الطواقي من أجل مساعدة أزواجهن في الحصول على لقمة العيش".

وتضيف "أن صناعة الطواقي حرفة قديمة تراثية امتهنتها نساء السنباط، ولهن تحدٍ كبيرفي التغلب على الفقر وأعباء تكاليف الزواج، باتجاههن إلى صناعة الطواقي كحرفة يدوية قديمة، فجيل يلوالآخر توارثن السيدات الصنعة، وكثيرمن الفتيات جهزن مستلزمات الزواج من الطواقي الصوف".

وعن أمنيات منى السيد جداوي، تقول "أمنيتي أن أطور من قرية السنباط، ويتم زيادة تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة، وفتح مصانع طواقي وسجاد بالقرية، حتى يعمل الجميع من شباب وفتيات وربات بيوت وكبار وصغار"، مضيفة "مفيش شغل في البلد، فالأولى تطويرحرفة الطواقي وفتح مجال لها بشكل أوسع للجميع".

كيفية صناعة الطواقي الصوف

ومازالت "جداوي" تتحدث عن حرفتها المفضلة، المتوارثة من أجدادها، وعن المواد المستخدمة في صناعة الطواقي، حيث تقول إنها لا تستخدم مواد مُكلفة، فجميع المواد من المنزل، فتصنع الخيط من صوف الأغنام ووبر الجمال".

وتضيف "أمتلك بعض الأغنام وأنا أربيها في منزلي، فأقص الصوف من الأغنام والوبرمن الجمال، وأكوّن الخيوط لأصنع منها الطواقي، وأما القطن الإفرنجي فأحضره من المصانع".

 وتشير إلى أن صوف الأغنام له لونان، الأبيض والأحمر، ووبرالجمال منه لونان الأبيض والأحمر أيضًا، أمّا عن القطن الإفرنجي الناعم فتشتريه من مصانع القطن وتصنع منه الطواقي،  ولكن غيرمُربح مثل صوف الأغنام ووبرالجمال لإنها متوفرة في منزلها بالريف، حيث إن الاعتماد الأكبر على وبر الجمال وصوف الأغنام".

تسويق الطواقي الصوف بالفيوم

وفي الظهيرة من كل يوم، تجلس "منى"، في مكان صغير يسمى"السويقة"، بقرية السنباط، تنتظر السيدات اللاتي يعملن بالطواقي ليحضرن منتجاتهن إلى السويقة، ثم تنتظر الزبائن لتبيع المنتجات، والربح والمكسب توزعه على جميع المشاركات معها في العمل.

وعندما تسير في شوارع قرية السنباط صباحًا، تجد النساء وأطفالهن يجلسن أمام منازلهن في الأضواء المشمسة على حصيرة، ويصنعن الطواقي، ويتناولن شاي الصباح معًا، ويتحدثن عن حياتهن الخاصة، حتى يمر الوقت عليهن بسهولة، فمعظمهن جهزن أنفسهن من الطواقي، كما أن أطفالهن احترفوا الصنعة.

 أصغر صانعة طواقي صوف بالفيوم

ومن الملفت للنظرفي قرية السنباط، الطفلة روان محمد رمضان، 11عامًا، طالبة تدرس بالصف الخامس الابتدائي، وجدتها تجلس بجوارأشهرصانعة طواقي صوف بالفيوم، لتحاكيها وتقلدها فيما تصنعه، تمسك بديها اليمنى إبرة مصنوعة من الألومنيوم، وفي يدها اليسرى الخيط، وبتركيز شديد تمزج الخيوط، حتى تستطيع أن تصنع طاقية  كاملة بمفردها، فجلست بجوارها لتحدثني عن ماذا وكيف تصنع.     

واكتشفت خلال الحديث مع أهالي القرية أنها أصغر صانعة طواقي بالفيوم، فبكل براءة وبساطة عبرت: "أنا بشتغل طواقي وأعطيها لوالدتي لتبيعها وتستفيد من سعرها، وأساعد والدتي في احتياجات المنزل، أنا تعلمت صناعة الطواقي عشان أساعد أمي، وتعلمت الحرفة وأنا في أولى ابتدائي".

“تراثي حرفتي”.. مبادرة بنكهة الطبيعة لتعليم أصول الحياكة على الجريد (صور)

مس أوبر.. أول سيدة في المنوفية تحول سيارتها الخاصة للعمل كتاكسي لسيدات

صباح ست بـ”مليون راجل”.. الإعاقة لم تمنعها من الكفاح لتربية أبنائها (صور)

تابع مواقعنا