الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فدية 100 ألف جنيه وإذلال وتعذيب على يد ميليشيات ليبية.. البحث عن "حسين" مات أم على قيد الحياة؟ (صور)

القاهرة 24
محافظات
الأحد 20/ديسمبر/2020 - 03:13 م

فترة عناء وإذلال، تعرض لها حسين أحمد الجارحي، 21 سنة، من أبناء قرية الغرق بحري التابعة لمركز إطسا بالفيوم، يدرس بالصف الثالث بالثانوية التجارية، بمدرسة الغرق التجارية بمركز إطسا بالفيوم، وذلك على أيدي ميليشيات ليبية.

تعود القصة إلى عام ونصف من الآن، قرر حسين، مثل أي شاب في مُقتبل العمر، أن يكون نفسه ويستقر ويتزوج، لم يجد أي فرص عمل في محافظته، فقررالسفر إلى ليبيا بطرق غير مشروعة عن طريق الهجرة غير الشرعية، بدون أوراق رسمية للسفر، لأن سنه وقتها لا يسمح بذلك، وهو في طريقه قطع عليه الطريق ميشيليات ليبية وتم خطفه هو وآخرين وتم احتجازهم وتعذيبهم على أيدي مجموعة من الميليشيات.

لم تكن الحياة وردية تمامًا مع حسين، بسبب الحروب الليبية وتدهور الحالة الاقتصادية آنذاك، فقررحسين، أن يخاطر مرة أخرى ويسافر إلى إيطاليا عن طريق الهجرة غير الشرعية، للبحث عن لقمة العيش متفقًا مع عددٍ من أصدقائه ومعارفه بالعمل، أن يتجهوا إلى إيطاليا بنفس الطريقة، للبحث عن فرص عمل مُجدية هُناك بعد سوء الأحوال الاقتصادية بليبيا، لم يكن يعلم ماذا يخبئ له القدر.

"أهالي الغرق" بالفيوم يناشدون المحافظ بمخاطبة الهلال الليبي للعثور على جثة نجلهم

وشد الرجال رحالهم صبيحة الثلاثاء الماضي، منهم من أمّن على نفسه، ولصق "الباسبور" الخاص به على كتفه، وآخرون تركوا أمورهم إلى الله، لا يعلمون ماذا يخبئ لهم القدر من ألم وحزن وقع على أهاليهم بمسقط رأسهم بقرية الغرق بحري بمركز إطسا بالفيوم، التي خيم الحُزن عليها، بعد علمهم بغرق المركب بجميع الركاب.

محمد أحمد الجارحي، شقيق حسين، يروي لـ"القاهرة 24"، القصة الكاملة وراء خطف حسين شقيقه في ليبيا مُنذ عام ونصف، ولماذا قرر السفر الثلاثاء الماضي من ليبيا إلى إيطاليا، يقول شقيق حسين إن شقيقه سافرإلى ليبيا مُنذ عام ونصف، ليكون نفسه مثل أي شاب يريد الاستقرار، وهو في طريقه إلى ليبيا برفقة مجموعة أخرى، قطع عليهم الطريق مجموعة من الميليشيات الليبية، وبعد فترة عناء وإذلال عاشها حسين، في سن الـ19عاما، تلقيت اتصالًا بعد سفره إلى ليبيا بساعات من أحد الميليشيات الليبية وتهديدي بتعذيب وموت شقيقي حسين إذا مدفعتش فدية قيمتها 100ألف جنيه مصري، فطلبت أسمع صوت حسين، وتأكدت بالفعل إنه بحوزة مجموعة لا ترحم، تشاورنا في القرية بين الأهل والمعارف لتدبير المبلغ المطلوب مقابل عودة نجلنا سليم ومعافى، فقررنا بيع قطعة أرض وحاولنا تدبير المبلغ خلال 30 يومًا، عشناها بين القلق والخوف وتدبير المبلغ، ثم تواصلنا معهم وطلبوا إرسال المبلغ عن طريق السوق السوداء لأن طرق التحويل البنكية كانت ممنوعة عن طريق البنوك إلى ليبيا حينها، وبالفعل حولنا لهم 100ألف جنيه مصري، فما حدث مع شقيقي هو تجارة بشر وحبس وظلم وتعذيب.

وبين تنهيدة وأخرى، حين يتذكر وجع شقيقه وتعذيبه، وبين الوضع الحالي، الذي لايعرف حقيقته، هل مات شقيقه أم على قيد الحياة؟، يحكي لي متأثرًا، يحاول أن يخفي البكاء ويتماسك بعض الشئ: بعد استلامهم المبلغ المطلوب، تلقيت اتصالًا من الشخص الذي طلب مني الفدية، وقال لي"خلال 12 ساعة هنسلمكم حسين"، وكان لنا أقارب ومعارف بليبيا، تواصلوا مع هؤلاء الذين لا يرحمون أحد، وبالفعل ذهبوا أقاربنا واستلموا حسين شقيقي، وجدوه راقدًا على الأرض في مكان جانبي بمدينة مصراتة الليبية.

الحُزن يخيم على أهالي الفيوم بعد مصرع شاب غرقًا خلال محاولته الهجرة إلى إيطاليا

يتابع، قرر حسين، بعد خوضه هذه المرحلة الصعبة والإذلال، أن يستمر هناك ليعوض ثمن الفدية، وتعاون مع أقاربنا هناك، ليعوض الخسارة، وفتح محل صغير للحياكة بمدينة مصراتة، وما بين سنة ونصف عمل، ومع تدهور الحالة الاقتصادية بليبيا والحروب التي شهدتها وحالات الخطف وجماعة داعش، قرر حسين أن يخوض مرحلة أخرى، لم يعلم إنها ستكون القاضية التي ربما أنهت حياته ونحن هنا مازلنا ندعى له بالشفاء أوالعودة سليم معافى، فقرر هو ومجموعة أخرى، الثلاثاء الماضي، أن يسافروا إلى إيطاليا من ليبيا عن طريق الهجرة غير الشرعية، وغرق المركب بجميع الركاب، قرب شواطئ ليبيا بالطريق المؤدي إلى اتجاه إيطاليا، معبرًا، "والله مانعرف عايش ولا لأ ووالديه في حالة حزن شديد، لا تقدر بثمن ولا توصف بأي حال".

يكمل، الأربعاء الماضي بعد الحادث، تلقيت اتصالًا من أحد المعارف بليبيا، أخطرني بغرق المركب الذي كان فيه أكثر من 17 شخصًا من محافظات مختلفة، وأبلغني بغرق شقيقي ودفن جثته، على حسب ما سمع من أحد الأشخاص هناك، ولكن الكلام غير منطقي على الإطلاق، تواصلت مع معارف بليبيا في هذا الشأن، وعلمت أن هذه التفاصيل متداولة وغير مؤكدة، وتداولها أصحاب الرحلة الخاصة بالهجرة غير الشرعية، "عشان يقفلوا الموضوع عليهم حتى لا يضرهم شيء من السلطات الليبية".

وتساءل محمد شقيق حسين، المركب كان على بُعد 50 مترًا من الشاطئ، فأين شقيقي، هل تم غرقه بالفعل وتم دفن جثته، أم نجا من الموت ومخطتف كما يشاع؟.

وفي ختام حديثه، لـ"القاهرة 24"، قال محمد، إنهم تلقوا معلومات من أحد المعارف بليبيا، إن السلطات الليبية، قبضت على حوالي 15 من الركاب، الذين نجوا من الغرق، ومنهم 5 من المصريين مجهولين الهوية بدون أوراق، وسيتم ترحيلهم إلى مصر اليوم الأحد.

وناشد محمد الجارحي، شقيق حسين، المسؤولين بالفيوم، بمخاطبة الهلال الليبي والجهات المعنية بليبيا، بالتدخل السريع في هذا الشأن، لمعرفة الأوضاع الحقيقة ومصير نجله.

 

تابع مواقعنا