الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نشأته وأول ثوراته ومحاولة اغتياله.. محطات في حياة الرئيس "عبد الناصر" بالإسكندرية

القاهرة 24
محافظات
الجمعة 15/يناير/2021 - 05:37 م

في مثل هذا اليوم الموافق 15 يناير لعام 1918، بدأت المحطة الأولى لحياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بمولده في أحد الأحياء الشعبية بالإسكندرية، لتكون هذه المحافظة ليست فقط نقطة ميلاده، ولكن أيضا انطلاقة أولى ثوراته النضالية خلال دراسته بالمرحلة الثانوية في مدرسة رأس التين، حتى شهدت حادث محاولة اغتياله.

وفي هذا التقرير يرصد "القاهرة 24" محطات متنوعة من حياة الرئيس الراحل في الإسكندرية، والتي يتم رصدها من خلال سيرته الذاتية الموثقة من خلال أسرته في أرشيف خاص بمكتبة الإسكندرية، أو من خلال احاديث سابقة له في حوارات صحفية.

مولده بحي باكوس

في ناصية مميزة بشارع قنوات الواقع بحي باكوس الشعبي بالإسكندرية، ولد الرئيس جمال عبد الناصر في يوم 15 يناير لعام 1918 الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام 1888 في قرية بني مر في صعيد مصر، وانتقل إلى الإسكندرية بعد التحاقه بوظيفة في مصلحة البريد.

بداية خطواته التعليمية بمحرم بك

التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم انتسب لمدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، وظل حتي انتهاء الصف الثالث عام 1926، وعندما توفيت والدته أرسله والده في الأجازة الصيفية عند جده لوالدته فاستكمل السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية.

التحاقه بمدرسة رأس التين الثانوية وفي عام 1930 دخل "عبد الناصر" إلي مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك، وكانت هذه المرحلة هي التي شكلت وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام 1930 استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور 1923 فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.

مشاركته في أول ثورة نضالية

خلال حديث لعبد الناصر في 18 يونيو لعام 1962 مع "دافيد مورجان" الصحفي بصحيفة الصنداى تايمز، روي  عن أول مظاهرة اشترك فيها قائلا: "كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات الاستعمار، ولم أتردد في تحديد موقفي؛ فأنضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولم أشعر أنني في غير حاجة إلى معرفة السبب؛ لأنني وجدت صدام جماهيري مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.

واستذكر عبد الناصر في حواره أول إصابة ثورية تعرض لها قائلا "خلال المظاهرة وبعد أن تصاعد الموقف، ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية".

أول حبس سياسي

"دخلت السجن تلميذًا متحمسًا، وخرجت منه مشحونًا بطاقة من الغضب".. أضافها عبد الناصر في حواره، مستكملا "كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سبب المظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت للاحتجاج على سياسة الحكومة"، وفي اليوم التاني ذكر اسمه في مجلة "الجهاد" ضمن الطلاب المحبوسين.

ويعود جمال عبد الناصر إلى هذه الفترة من حياته في خطاب له بميدان المنشية بالإسكندرية في 26 أكتوبر عام 1954 ليصف أحاسيسه عن ما تركته من آثار في نفسه: "هتفت لأول مرة في حياتي بأسم الحرية وبأسم مصر، أطلقت علينا طلقات الاستعمار، وخرج من بين هؤلاء الناس شاب صغير أحس بطعم الحرية، وآلي على نفسه أن يجاهد في سبيلها، لقد كانت مرحلة تحول في حياة الطالب جمال من متظاهر إلى ثائر تأثر بحالة الغليان التي كانت تعانى منها مصر".

أول حادث اغتيال بميدان المنشية 

وخلال خطاب عبد الناصر الذي كان يشغل حينها منصب رئيس مجلس قيادة الثورة، للاحتفال بالانسحاب العسكري البريطاني، حاول محمود عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اغتياله، وكان  بعيدا عنه بـ 25 قدماً (7.6 متر)، وأطلق ثماني طلقات، ولكن جميع الطلقات لم تصبه، واندلعت حالة من الذعر بين الجمهور، لكن ناصر رفع صوته وطلب من الجماهير الهدوء، وصاح بما يلي:

"فليبق كل في مكانه أيها الرجال، فليبق كل في مكانه أيها الرجال، حياتي فداء لكم، دمي فداء لكم، سأعيش من أجلكم، وأموت من أجل حريتكم وشرفكم، إذا كان يجب أن يموت جمال عبد الناصر، يجب أن يكون كل واحد منكم جمال عبد الناصر، جمال عبد الناصر منكم ومستعد للتضحية بحياته من أجل البلاد".

وكان لهذا الحادث تحول كبير في حياة عبد الناصر حيث تم بعدها إعفاء محمد نجيب من منصبه في 14 نوفمبر، وتولى عبد الناصر الحكم بعدها بقيادة مجلس قيادة الثورة.

62 خطبة

ولعبد الناصر العديد من الخطب التي جاءت من الإسكندرية، قبل وبعد رئاسته، والتي وثقتها مكتبة الإسكندرية، وتمثل 62 خطبة، كانت أولها في 17 أبريل 1953 بجامعة الإسكندرية أثناء زيارة أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأمرها في مؤتمر المبعوثين بحضور الرئيس جمال عبد الناصر من جامعة الإسكندرية أيضا في 7 أغسطس عام 1966.

تحول منزله لمكتبة ثقافية

بعد مغادرة أسرة جمال عبد الناصر محافظة الإسكندرية وهو في بداية المرحلة الابتدائية، تم بيعه إلى أسرة عائلة الصاوى، وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، قرر الرئيس أنور السادات شراء المنزل بسعر 30 ألف جنيه، وتحويله إلى متحف يحمل مقتنياته بإعتباره يحمل طفولته، وفي عام 2016 تم نقل تبعية المنزل إلي وزارة الثقافة لتحويله لمتحف بصري وسمعي ومكتبة، علي مساحة 480 مترا، وبتكلفة بلغت مليون و350 ألف جنيه.

وتم تزويد المكتبة بعدد من الكتب القيمة بلغت (1636) كتابا، تتناول مجموعات الكتب للتاريخ عبرالعصور، وكفاح الشعب المصرى منذ فجر التاريخ ومرورًا بعصور مصر القديمة، والتاريخ الوسيط، وصولا إلى تاريخ مصر الحديث، ثم عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وانتهاءً بالعصر الحالى وثورتى 25 يناير و30 يونيو.

تابع مواقعنا