الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"365 يوم كورونا".. تفاصيل رحلة "الألم والانتصار" داخل عزل أبو خليفة يكشفها مدير العناية المركزة

أطباء كورونا - أرشيفية
محافظات
أطباء كورونا - أرشيفية
الإثنين 08/مارس/2021 - 11:14 ص

وجه الدكتور محمد خالد، مدير الرعاية المركزة، بمحافظة الإسماعيلية، رسالة مؤثرة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بمناسبة مرور 365 يومًا، على أول يوم عمل  للفريق الطبي المنوط به استقبال ومتابعة وعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا داخل مستشفى أبو خليفة للعزل مستشفيات العزل بالإسماعيلية.

ويسرد خالد، من خلال "القاهرة 24"، تفاصيل رحلة الانتصار الممزوجة بالألم في محاربة الفيروس الغامض.

ويقول: "استدعيت للعمل بمستشفى العزل بأبو خليفة بالإسماعيلية، باعتباري مدير العناية المركزة بالمحافظة، ولبيت النداء سلمت نفسي فجر يوم 8/3/2020 لمهمة قتالية، لمحاربة فيروس كورونا المستجد، واستقبلنا أول حالة في المستشفي لحالة أجنبية، توالت بعدها الحالات بين حرجة ومتوسطة منها حالات عناية مركزة، وحالات بالقسم الداخلي".

ويصف "خالد" المرض الجديد بالغامض، فيقول: "العالم كله يقف حائرًا أمامه، حيث تتنوع الحالات بين كبار السن، وشباب وأطفال، لم يترك فئة".  

يضيف مدير العناية المركزة بصحة الإسماعيلية: "أحيانا كنا نفقد الأمل، ونعاوده بأن نذكر أنفسنا بأن الله معنا، ومع خروج  أول حالة شفاء تام، فرحنا، وأصبحنا الجيش الأبيض، وما تبع ذلك من اهتمام إعلامي واضح وجديد علينا".

وأشار إلى عجز الأطقم الطبية في علاج بعض الحالات، ليستمر العمل ليل نهار داخل المستشفيات، بمشاركة جميع الأطباء، مرضى، إداريين، عمال، أمن، خدمات معاونة.

ويضيف: "قضينا 14 يومًا متواصلة في العزل مع المرضى خلال الموجة الأولى نرى معهم الأمل وكلهم ثقة في الله وفينا، كل الإمكانيات متاحة من أجهزة ومستلزمات وأدوية وواقيات شخصية للمرضى والأطباء على حد سواء".

وعن اللحظات المرعبة من إصابة أعضاء الفرق الطبية، يوضح: "كنا نهلع، إذا ارتفعت حرارة طبيب بيننا، لكن كان الله معنا، كلنا ثقه أن الله لن يضرنا أبدًا، نطمئن بعضنا، نراعي بعضنا، أحضرنا ماكينات الغسيل الكلوي للمرضى التي قد تحتاج لغسيل كلوي وما يقرب من 50 جهاز تنفس صناعي بالمستشفى".

ويسرد قائلا: "فقدنا بعض الحالات، حيث لم يكتب لها الله الشفاء، كنا حزانى، نعزي بعضنا بعضًا، كنا نلتقي أكثر من طبيب عند الحالة الواحدة، في نفس الوقت، لتقييمها صحيًا، ثم نضع خطة علاجه طبقًا للبروتوكول مع اتباع تعليمات مكافحة العدوى والجودة لتقديم خدمة طبية آمنة ذات جودة عالية".

ويضيف: "أنهينا الـ14 يومًا الأولى من الموجة الأولى في الحجر الصحي، وقبل مغادرة مستشفى أبو خليفة للعزل، تم سحب تحاليل وعمل مسحة للفريق الطبي، للتأكد من عدم وجود إصابات بين الأطقم الطبية، لتتوقف الأنفس خوفًا من الإصابة، لحين ورود نتائح المسحات".

وتابع: "كانت فرحتنا كبيرة لستر الله ربنا ورحمته، المفروض نذهب إلى بيوتنا، وبالفعل ذهبنا كلنا لكن مع عزل منزلي في البيت 14 يومًا أخرى في غرفة منفصلة، تتابع نفسك بنفسك، تحسبًا لظهور أي أعراض للفيروس تستوجب التوجه لمستشفى العزل، لم نتمكن حتى أن نسلم على أهلنا".

وأكمل: "واجهنا الأصعب من محاربة الوباء، وهو عدم قدرتنا على احتضان الأبناء، منهم من يستوعب الموقف ومنهم من أعتقد أن الأب بعيد عنه، لكنهم مع الوقت تفهموا المسئولية، حملوها معنا بكل مالها وعليها، كنا نتابع مرضانا ونحن في العزل المنزلي تليفونيًا من زملائنا في المستشفيات". 

ويتابع: "بعد مرور 14 يومًا بالعزل المنزلي، طلب منا العودة، لاستكمال المسيرة في مستشفي العزل، ودعنا الأهل والأبناء، لنبدأ رحلة جديدة في علاج المرضى لمدة 14 يومًا أخرى تنتهي يوم 19/4/2020، ثم عزل منزلي آخر لمدة 14 يومًا، ويتجدد الأمل بين الأطقم الطبية، في حالة خروج المصابين، بعد امتثال الشفاء التام، كأنهم ولدوا من جديد".

وأشار إلى أن الشعور بالحزن والأسى بين المرضى المصابين والأطقم الطبية بمستشفيات العزل، في حالة  فقدان مريض، بسبب سوء حالته، لافتًا إلى الإصرار على المشاركة في غسله وتكفينه، تبعًا للشريعة الإسلامية، والصلاة عليه، لتوديعه إلى مثواه الأخير.

وكيل وزارة صحة الإسماعيلية يكشف رصيد مستشفيات العزل من الأكسجين

تابع مواقعنا