الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هذا الموقف أبكاني بشدة.. “القاهرة 24” يحاور أول مغسلٍ لموتى كورونا (صور)

القاهرة 24
محافظات
الخميس 18/يونيو/2020 - 07:35 م

في الوقت الذي يتخوف فيه أهل المتوفى بفيروس كورونا من الاقتراب نحو ميتهم أو محاولة دفنه خشية انتقال العدوى، بالتزامن مع بداية ظهور الفيروس، كان على القرعاني، معلم بإحدى مدارس مدينة أرمنت جنوبي غرب الأقصر، أول شخص بادر بالتطوع لتغسيل وتكفين ودفن الموتى الذين أصيبوا بفيروس كورونا، لرفع المعاناة عن أهل المتوفى وإكرام الموتى.

شهران مرا على بداية أول غسل أجراه القرعاني لأحد المتوفين بفيروس كورونا، ولا يزال ماضيًا نحو هدفه النبيل حتى كوّن فريقًا من الشباب المتطوعين لإكرام الموتى (بلغ عددهم 33 فردًا).

يقول مؤسس المبادرة: “إن فريق تغسيل موتى كورونا منتشر بكل أرجاء المحافظة لخدمة أهالينا وإكرام موتانا، فقمنا بتقسيم أنفسنا على مدن المحافظة والمستشفيات، وتم نشر أرقام أعضاء الفريق والنطاق المسؤول عن أعمال الغسل”.

بين لحظات تستوجب الصبر، وأخرى تتطلب المثابرة، يرصد “القاهرة 24” أكثر المواقف المؤثرة خلال أعمال تغسيل ودفن الموتى، مع أول مغسّل لموتى كورونا في الأقصر.

يقول صاحب مبادرة تغسيل موتى كورونا: “من المواقف الجميلة والتي شعرت فيها بالرضا عندما حدثني أحد الشباب الأقباط، توفي والده بكورونا، وقمنا بدفن والده هذا الموقف لاقى استحسان ابنه”.

يضيف، كانت من أكثر المواقف صعوبةً هو رفض ابن المساعدة في تغسيل والده المتوفى بكورونا، ربما كان خائفًا من انتقال الفيروس، حتى بعد أن تم تغسيله وتكفينه رفض الابن أن يحمل معنا والده لوضعه بالسيارة استعدادًا لنقله إلى المقابر، لكن بعد إقناعه تقبل الأمر واستقلينا السيارة ودفنا والده بالمقابر.

كان هذا أحد المواقف المؤثرة لدى القرعاني، لكن على النقيض خلال حديثه ذكر موقفًا مغايرًا تمامًا، إذ يعتبره صاحب المبادرة هو الأكثر تأثيرًا بالنسبة له.

يتابع، منذ أن بدأت في تغسيل الموتى لم أبكِ قط، لكن غالبتني الدموع بشدة حين كنت بمشرحة أحد مستشفيات العزل استعدادًا لتغسيل متوفى، سمعت أصواتًا كأن أحدًا يتشاجر، خرجت فوجدت نجل المتوفى يريد أن يرى والده، فسمحت له بالدخول ليودع والده، وقبل أن نبدأ في أعمال الغسل كان والده بثلاجة الموتى وكشفتُ له وجهه، فما كان من الابن إلا أن أجهش بالبكاء بصوت عالٍ، يقلب وجهه ويتحدث إلى والده وكأنه يتكلم إلى صديقه: ” قوم ياحاج صلاح، قوم ياصاحبي متسبنيش، انت ممتش انت بتضحك أهوه، طب مين هيدفعلي فلوس البنك اللي هشتغل فيه.” يقول القرعاني بصوت متهدج وكأنه تذكر حزن الموقف خلال حديثه للقاهرة 24؛ كنا 6 أفراد داخل المشرحة، لم نستطع أن نتمالك أنفسنا وانهمرنا جميعًا بالبكاء لحالة الشاب الذي فقد والده، لم أتأثر من قبل مثلما أثر بي حديث الشاب لوالده، مضيفًا، علمت بعد ذلك أن المتوفى كان صديقًا لأولاده ويحبهم جدًّا وكان رجل خير يحبه أهل قريته، عليه رحمة الله.

واختتم القرعاني تغسيل ودفن الموتى هو توفيق من الله، موجهًا شكره للشباب المتطوعين بالتغسيل والتكفين على مستوى المحافظة، مختتمًا، نسأل الله القبول يوم أن ندخل القبور.

تابع مواقعنا