الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“القاضي الروائي”.. مَن يُحاكم المتهمين في “مقتل فتاة المعادي”؟ (بروفايل)

القاهرة 24
حوادث
السبت 21/نوفمبر/2020 - 09:34 م

غالبا القاضى أو المحقق يتجاهل العاطفة أو الإحساس والخيال، فهو يتعامل بالقانون ومواده، أما الروائى والكاتب فالإحساس والعاطفة والخيال سلاحه الأول، لكن حينما يجتمع الاثنان في رجل واحد، يتفوق في كليهما ببراعة، فتلك هبة منّ الله بها على المستشار أشرف العشماوي، عضو اليسار في الدائرة 20 بمحكمة جنايات جنوب القاهرة، التي تحاكم المتهمين بقتل فتاة المعادي، والتي يترأسها المستشار وجيه حمزة شقوير وعضوية المستشارين مجدى عبد المجيد عبد اللطيف وأشرف عبد الوهاب كمال الدين عشماوي، وأيمن عبد الرازق محمد، وأمانة سر سعيد عبد الستار ومحمود عبد الرشيد.

القاضي أو الأديب “عشماوي” الذي كثيرا ما فضل لقب الروائي عن لقب المستشار، أكد أنه يقدم الموهبة التي منحها الله له، فالروائي لديه أعلى من اللقب الوظيفي، لأن الفن والأدب يمثلان له عملا إنسانيا من الدرجة الأولى وفنا راقيا يسمو بالنفوس، أما القضاء فهو يحقق العدل والطمأنينة، إذ يشترك العملان في أنهما أعمال إنسانية، ولكن تأثير الفن أقوى من تأثير القضاء من وجهة نظره.

قد يتأثر الإنسان بأي عمل يقوم به لكن القاضي الروائي يفصل تماما بين عمله على منصة الحكم وبين الكتابة الأدبية فبمجرد الجلوس للكتابة يشعر كأنه شخص آخر، وإذا ما كان القاضى يتعامل بالقانون والأديب بالخيال فإن العاطفة تضفى على الأحكام لونا من الرحمة المطلوبة، ففي ظنه أن المذنبين بعضهم ضحايا لظروف اجتماعية، لابد أن تؤخذ بروح القانون، والعدل أعلى قيمة من المساواة، ولن تصل له إلا بتغليب العاطفة والإنسانية بداخلك، ولكل قضية ظروفها. لكن يمكن القول إن الثقافة العامة وألوان الأدب وتذوق الفنون المرئية تجعل القاضى رحيما كاتبا أو قارئا.

بدأ “العشماوي” كتاباته الأدبية وهو في سن 30 عامًا، ونشر أول رواياته في بداية الأربعينيات، منذ 7 سنوات، ويرى أن الأدب والفن يجعلان القاضي الأديب أو الكاتب أكثر إنسانية ورحمة، إنما القضاء يعطي للفنان أو الأديب الخيال الواسع، ويزيد مساحة الخيال لديه من خلال ما يراه في القضايا، فيرى نفوسًا في حالات ضعف، وردود أفعال المجني عليهم، والحوارات الداخلية للمتهمين، سواء من خلال أوراق القضية أو التحقيقات أو المحاكمات، وجميعها خبرات متراكمة للقاضي عند ارتدائه ثوب أديب.

“القاضي يتعامل مع القضية من خلال الأوراق فقط”، هذه المقولة يُنكرها ويرفضها القاضي “عشماوي” ولا يستخدمها، إذ يؤكد أن القضاء الجنائي في تفاصيله مختلفة إذ أن البيئة المحيطة بالقضية وظروفها من ضمن العوامل التي تؤثر في القضية فيذكر أنه عند بداية عمله قاضيًا في 2007، بعد خدمته في نيابة أمن الدولة، كان أمامه متهم بسرقة خبز من مخبر حتى يأكله، لأنه غير قادر على شراءه، ورغم أنه معترف بسرقته إلا أنه أصدر حكمًا ببراءته، وأنحي القانون جانبًا، لأن الناحية الإنسانية هى الأقوى، فالقاضي الجنائي يحكم بوجدانه ممكن لا يطمئن لأقوال شاهد أو للأوراق التي أمامه وقد لا يصدق الأدلة الموجودة أو يراها مبالغ فيها، فيقضي بالبراءة.

للقاضي أشرف العشماوي روايات أثرت في الرأي العام، وقضايا ذات طابع جماهيري إذ شارك في تحقيقات قضية عزت حنفي خط الصعيد ومحاكمة المتهمين في قضية التمويل الأجنبي، وآخرها محاكمة المتهمين في قضية فتاة المعادي، وكان لرواياته تأثير كبير في قراءه ومحبيه ومنها: “تذكرة وحيدة للقاهرة وسيدة الزمالك وتويا وزمن الضباع”.

تابع مواقعنا