الإثنين 13 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"مولود سنة 80".. حمزة نمرة لسان جيل الووكمان والأتاري الذي صنع الثورة

القاهرة 24
فن
الأربعاء 16/ديسمبر/2020 - 10:28 م

أكثر من 7 مليون طفل ولدوا في العام ما بين 1980 و1985 في مصر، العصر الذي بدأت فيه وتيرة الزيادة السكانية في الزيادة، حيث وبحلول العام 1985 تجاوز عدد السكان الخمسين مليونًا، هؤلاء الأطفال الذين جاءوا إلى الدنيا في هذه البقعة المُختارة من الأرض، أصبحت اليوم أعمارهم في حدود الأربعين عامًا، وبشكل نظري فهم في نهاية مرحلة الشباب و"كبروا"، الأمر الذي رفضه المُطرب حمزة نمرة في أغنيته الجديدة أو ربما استعجبه قائلًا: "إزاي وفين؟".

 

جيل الثمانينيات وقع في فجوة زمنية، فكل مواليد هذا العصر يقرون اليوم أنهم الجيل المظلوم، وبعضهم قال إنهم جيل البؤساء، لكن التعليق الأكثر والأنسب أنهم الجيل "اللي شاخ بدري"، كما قالت الأغنية "مريت بحاجات تشيب"، الأغنية التي غناها حمزة على لسان شاعره الغنائي المُفضل حازم ويفي، ومن المؤكد أن تحظى هذه الأغنية التي تعتبر التراك الأول في ألبوم حمزة الجديد المقرر طرحه على مدار الشهور المُقبلة.

 

مُخرج الكليب محمود الحسيني، اختار أن يضعك في لعبة "أتاري" طوال الفيديو بالإضاءة، بطريقة كتابة وفونت وحجم الكلام المرفق بالغناء، بالإضافة لظهور حمزة في بعض اللقطات داخل تليفزيون قديم، الذي قصد أن يستقطب فئة الثمانينيات، والتي تمثل شريحة كبيرة في المُجتمع المصري حاليًا، تِلك الفئة التي قامت على أكتافها ثورة 25 يناير، وهم الشباب النقي الذي يُقال إنه تم استغلاله فيما بعد، الجيل الذي لم يكن تحركه لتحقيق مصالح شخصية، وهم "الورد اللي فتح في جناين مصر".

 

الثمانينيات على مستويات كثيرة أظن أنه كان من الأفضل أن تظهر في الفيديو كليب، ولا يقتصر الأمر على الأتاري والتليفزيون القديم، فقط، فدعني آخذك رحلة للوراء قليلًا.

 

من الأرضي للفضائيات:

الثمانينيات جيل تربى على أيدي التليفزيون المصري ماسبيرو بالثلاث قنوات ومسلسل 7 ونصف على القناة الأولى بعد مجلس الشعب، ومسلسل التاسعة على القناة الثالثة، والمسلسل الأجنبي على القناة الثانية، ثم اكتشفوا فيما بعد جهاز الفيديو، الذي كان يمتلكه في البداية العائلات "المرتاحة"، بينما كان يستأجره البعض، وكنت تنتظر وقتها شهورًا بعد انتهاء الفيلم في السينمات حتى تحصل عليه، وحسب علاقتك بصحابك "نادي الفيديو" الذي يحدد من سيحصل عليه أولًا، وبعد ذلك بدأت الفضائيات في الظهور.

 

الأتاري والكمبيوتر:

ما قبل الثمانينيات كانت وسائل الترفيه لدى الأطفال هي الألعاب التي كانت تُلعب في الشوارع، كـ"البلي، النحل، وسيكا على العالي"، هذه الألعاب لم تنتهِ، لكن مواليد الثمانينيات فوجئوا بـ"الأتاري" الذي طرح لأول مرة عام 1977، وحتى جاء إلى مصر، كان موجودًا لدى البقالين ويؤجر الجيم بـ"ربع جنيه"، كذلك جهاز الكمبيوتر الذي اكتشف مؤخرًا، بالنسبة لهم، والذي كان يعمل بنظام الـ"DOS"، قبل إنشاء نظام الويندوز بخلفيته السوداء، والأقراص المُدمجة، ومن بعده الإنترنت الذي كان يتم توصيله عن طريق سلك هاتف المنزل.

 

المزيكا والووكمان:

النقلة التي حدثت في هذه الفترة كانت كبيرة، فانتقل الغناء من جيل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم إلى جيل حميد الشاعري وعلي حميدة وعمرو دياب ومحمد منير، أصحاب الأغنية السريعة، الثائرين على البدلة والكرافتة، رائدي سوق الكاسيت، الذي ظهر بعده الـ"ووكمان" الذي أنتجته شركة سوني لأول مرة عام 1977، وكانت ثورة وقتها في قلب الثمانينيات في عالم صناعة الكاسيت، وتحديدًا عام 1988 حينما باع شريط علي حميدة "لولاكي" 8 مليون نسخة.

 

جينز سماح أنور:

ما بين تشارلستون السبعينيات وبين جينز الثمانينيات يقال الكثير، والذي كان في أوج انتشاره في التسعينيات، والنقلة هنا ليست في الانتقال ما بين الجينز وغيره، لكن كانت بنت الأجيال السابقة لا ترتدي الجينز، حتى يُقال إن الفنانة سماح أنور أول من تجرأت وارتدت الجينز في السينما المصرية ومن بعدها أصبحت الموضة في التسعينيات، حتى قال محمد هنيدي جملته "ياخوانا حد يوسع البناطيل الحريمي دي"، في فيلمه صعيدي في الجامعة الأمريكية عام 1998.

 

باختصار، جيل الثمانينيات هو الجيل الواقع ما بين أتوبيس هيئة النقل العام، ومترو الأنفاق السريع، الذي تم إنشاؤه لأول مرة في مصر عام 1988، هو الجيل الواقع ما بين الماضي بأصالته وما بين الحاضر السريع والتطور التكنولوجي الأسرع، لذلك هو الجيل الذي يحظى بالاهتمام الأكبر من صناع الفن، فقبل أن يطلق حمزة نمرة أغنيته، عرض مسلسل "ليالينا 80" رمضان الماضي العمل الذي يناقش تِلك الفترة أيضًا. 

 

تابع مواقعنا