الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مستقبل سوريا بعد الانسحاب الأمريكي (رؤية تحليلية)

القاهرة 24
أخبار
الأربعاء 19/ديسمبر/2018 - 09:21 م

أعلن البيت الأبيض بدء سحب القوات الأمريكية من كامل الأرضى السورية، هذا القرار لم يكن  وليد اللحظة، فالرئيس الأمريكي كان قد اتخذ قرارا في مارس الماضي بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ولكنه تراجع عن تنفيذه، وقال إن قرار الانسحاب مرتبط بتحقيق الهدف المعلن وهو “التخلص من داعش”.

وأضاف البيت الأبيض، أن الانتصارات على تنظيم داعش الإرهابى، فى سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمى أو حملته.

قدم اللواء أ.ح. سيد غنيم زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا واستشاري الأمن الدولي والاستاذ الزائر باكاديمية دفاع الناتو، رؤية تحليلة وملاحظات تتعلق بهذا الانسحاب وهى كالآتي:

أولاً: الهدف المُعلن من نشر قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة في سوريا عام 2014 والذي أعلنته إدارة أوباما وقتها خلال فترة رئاسته الثانية هو “هزيمة داعش، والذي بتحقيقه يمكن نقل المسؤوليات إلى القوات المحلية، وبالتالي يمكن عندها سحب القوات الأمريكية من سوريا”.

رغم أنه وكما هو شائع فإن الفضل الأكبر في هزيمة داعش في سوريا يرجع إلى الإستراتيجية القتالية التي إستخدمتها روسيا.

ثانياً: أعلن ترمب لأول مرة قرار إنسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوم 29 مارس 2018، وأكد بعدها بأسبوع واحد على أن توقيت الإنسحاب مرتبط بتحقيق الهدف المُعلن.

ثالثا: لم يحدد ترامب  توقيت الانسحاب، كما لم يحدد جدولا زمنيا لهذا القرار، مما يعزز من احتمالية أن يتراجع عن هذا القرار كما فعل في شهر مارس الماضي.

رابعا: بعد هزيمة داعش في سوريا، فإن بقاء القوات الأمريكية المخصصة لذلك في سوريا يعد تعدي على السيادة القومية السورية أمام المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي تستغله روسيا وتركيا مع أهدافهما المتعارضة مع التواجد العسكري الأمريكي بسوريا.

خامسا: لا شك أن الإنسحاب العسكري الأمريكي من سوريا سيمكن بصورة أكبر من نجاح الإستراتيجية الروسية التركية الإيرانية بشأن تقاسم النفوذ في سوريا مع الاحتفاظ ببشار الأسد لفترة.. ورغم أن قرار الإنسحاب الأمريكي من سوريا من المفترض أنه بتنسيق مسبق مع روسيا، إلا أنه قد يورط روسيا بتزايد تكلفة التواجد الروسي في سوريا لاتساع رقعة مسؤوليتها أمام الفراغ الأمني الذي ستتركه الولايات المتحدة.

سادسا: الإنسحاب العسكري الأمريكي من سوريا (بوضعه المُعلن) سيجنب احتمال أي مواجهات عسكرية بين القوات الأمريكية والتركية خلال العمليات العسكرية التركية المرتقبة ضد الأكراد شرق الفرات في مدينة مينبج، وهو ما يعتبر ضربة شديدة للجيش السوري الحليف السوري الأصيل للقوات الأمريكية والمشكل معظمه من الأكراد الذين عاونوا الولايات المتحدة في قتال داعش في سوريا.

 

ولكن الأهم من وجهة نظري، هو فهم دلالات هذا الانسحاب، فمن المرجح أن يكون له تأثير على الخريطة السورية أولا، ودراسة العقلية الأمريكية تانيا، ووفقا للمعطيات الأتية:

1- لا شك أن الإنسحاب العسكري الأمريكي المخطط من سوريا سيؤثر نسبياً على النفوذ السعودي بها (الحليف الأمريكي المهم في المنطقة).

 

2- الإنسحاب الأمريكي من سوريا في يبدو في صالح روسيا، إلا أن الولايات المتحدة قد تعتبره توريطاً عسكرياً أكثر اتساعاً لها في الداخل وبما لا تستوعبه القدرات الروسية خاصة لو كان لفترة غير محسوبة، وفقا لمبدأ المخاطر والفرص المتاحة، والتي تعتمدها واشنطن في بناء إستراتيجيتها.. ووفقا لما تقدم فإنه بات من الواضح أن واشنطن ترى في الانسحاب ضغطا كبيرا على موسكو، وليس العكس.

 

3- الإنسحاب العسكري الأمريكي من سوريا سيتيح الفرصة للآليات السياسية الأمريكية لإعادة تسوية العلاقات الأمريكية التركية، وهو ما أظنه ما ترمي له٦الإدارة الأمريكية لتحقيقه بكل قوة بهدف إعادة تركيا للصف الأمريكي الغربي كما كان وبما يقوض آمال توسع النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وشرق المتوسط ومنطقة البلقان.

 

4- لا شك أن موقف الجيش الديمقراطي السوري الحلف الأهم للقوات الأمريكية في سوريا والمشكل معظمه من الأكراد، والذي يجعل الأكراد فريسة لتركيا، إلا أن روسيا قد تكون جاهزة لجذب تلك القوات الكردية لصفها في وقت وبأسلوب يدعم التواجد الروسي.

5- لم يتضح الموقف الإسرائيلي الداعم لانفصال الدولة الكردية، إلا أنه من المحتمل أن يكون الإنسحاب العسكري الأمريكي تمهيداً لضربة عسكرية إسرائيلية ضد حزب الله وحلفائها في سوريا، إلا أن روسيا تتوقع ذلك وربما تجري تواصل دائم مع إسرائيل وحزب الله وإيران تجنباً لحدوثه.

 

6- لا شك أن إردوجان الحليف الحديث لروسيا وإيران وصاحب المصالح الإستراتيجية المشتركة مع روسيا قد يفكر بمعاونة الجيش السوري الحر بالتصدي لبشارالأسد بعد الانتهاء من مهمته أمام الأكراد، ولكن هل يتحمل أردوغان تكلفة هذه المساعدة، أم أنه سوف يخلق تعاونا جديدا، مع الدول الداعمة للجيش السوري الحر، وخصوصا قد تكون التكلفة أكبر من قدراته على المواصلة، في ظل التوتر مع الجانب السعودي، وإن كان غير معلن.

تابع مواقعنا