بحقن هواء.. تورط جمعية متعاقدة مع جهاز حكومي في قتل حيوانات بالتجمع (صور)

ما أن تطأ قدمك حي التجمع الخامس أهم الأحياء الراقية في القاهرة الكبرى، حتى تجد الكلاب منتشرة في كل مكان، الشكاوى التي وصلت إلى جهاز الحي دفعته إلى التعاقد مع جمعية للرفق بالحيوان من ضمن جميعات حقوق الحيوان الخاصة بالمجتمع المدني، لتعقيم الكلاب الموجودة في الحي للحد من تكاثرها حسبما هو متعارف عليه.

وحسب شهود عيان وصور وفيديوهات ينشرها “القاهرة 24″، فإن الجمعية الخاصة تجري أبحاثًا علمية على الحيوانات ثم تقتلها عن طريق حقنة هواء تجعلها لا تتألم أو ما يعرف بالموت الرحيم، وأحيانًا تلجأ الجمعية لتسميم الكلاب للتخلص منها ثم دفنها في صحراء التجمع.

لبنى حلمي من جمعية “حماية الحيوان الأهلية”، أكدت أن الجمعية التي تعاقد معها جهاز التجمع كررت تنفيذها لقتل الكلاب، عن طريق التسميم وحقن الهواء التي لا تتعدى قيمتها 20 جنيهًا فقط، للتخلص منها بعد استخدامها في الأمور العلمية، على الرغم من أن تعاقدها مع جهاز التجمع يقضي بتعقيمها فقط للحد من تكاثرها في المكان.

وتضيف لبنى لـ”القاهرة 24″، أنهم قاموا بمقاضاة الجمعية الأخرى منذ عام سابق، ولا تزال القضية مستمرة في المحاكم المصرية، على أمل إصدار حكم نهائي يحظر عملية قتل الكلاب بأي شكل من الأشكال، لكن عدم وجود قانون من الأساس لحماية حقوق الحيوان أدى إلى مد أجل القضية المستمرة حتى هذه اللحظة دون جديد.

من جهتها، شددت “بهرة” رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة بالحيوان بالقاهرة والتابعة للاتحاد المصري للرفق بالحيوان، على أنه يجب التحقيق في واقعة قتل الكلاب في التجمع بهذه الطريقة، خاصة وأنه لا يوجد شيء يسمى بالقتل الرحيم في القانون ولا يسمح به، مطالبة بضرورة تقنين قانون يجرم عمليات القتل الممنهج ضد الحيوانات.

وأضافت بهرة لـ”القاهرة 24″، أن الجمعية الحكومية متعاقدة مع جهاز مدينة التجمع لتعقيم الكلاب وليس قتلها والقضاء عليها بهذه الطريقة، وهو ما يعد جريمة قتل لا يجب أن تمر بشكل طبيعي.

القضية نفسها وصلت إلى مجلس النواب، عبر مخاطبة حصل عليها “القاهرة 24” من مقدمتها حنان دعبس نائب رئيس الاتحاد المصري للرفق بالحيوان، طالبت فيها البرلمان بضرورة التحرك لوقف عمليات القتل الممنهج، خاصة وأن وزارة الزراعة نفسها شكلت لجنة لمتابعة الأمر، إلا أنها لم تدعو فيها الاتحاد المصري من الأساس، ولم يتم الرد على الشكوى إلى هذه اللحظة من قبل اللجنة المشكلة.

وتشير دعبس لـ”القاهرة 24″ إلى أنهم حركوا شكوى أخرى إلى رئيس الخدمات البيطرية التابع لوزراة الزراعة إلا أنه لم يرد من الأساس على الشكوى، وسط اتهامات بمحاباة رئيس الجمعية الخاصة باعتباره موظفًا سابقًا بالهيئة.

في السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الحكيم محمود مدير الإدارة البيطرية في وزارة الزراعة، أنه بالفعل شكل لجنة تحقيق لمتابعة الأمر بناء على الشكوى التي جاءت حول القضية إلا أنهم لم يتوصلوا لأي شيء أو جثث للحيوانات داخل المكان، وبالتالي تم حفظ الشكوى.

وأضاف محمود لـ”القاهرة 24″، أنه لن يحابي أحدًا على حساب مهامه الوظيفية التي يوجب عليه القانون والدستور تنفيذها بشكل كامل، مشيرًا إلى أن التحقيق انتهى إلى صحة إجراءات جمعية الرفق بالحيوان الموكل لها العملية ولم تقم بمخالفة تذكر.

وفي وقت سابق، قال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن الكلاب أمة من الأمم، بمعنى أنها مخلوق من مخلوقات الله، التي لا بد من الرحمة بها بإطعامها وسقايتها، وعدم إلحاق الضرر بها.

وأضاف عاشور، خلال فيديو بثته الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، اليوم الثلاثاء، ردًا على سؤال ورد إليها نصه: “هل يجوز قتل الكلاب الضالة المؤذية للمارة؟”، أن الإنسان خلق أيضًا من خلق الله، الذي كرمه وفضله عن سائر المخلوقات “ولقد كرمنا بني آدم “، مشيرًا إلى أنه في حالة وجد الإنسان ضررًا من الحيوانات التي تعيش حوله في المجتمع مثل الكلاب، إبلاغ الجهات المعنية للتعامل معها.