ذكرى رحيل الحسن ابن الهيثم.. "دكاترة عصره" عاش عالمًا ومات "مدعيًا الجنون"

تحل اليوم ذكرى رحيل المتوفي 6 مارس من عام 1040، وهو أحد أهم العلماء المسلمين على مر التاريخ، فله منجزات وإسهامات علمية في جميع المجالات مثل الفيزياء والطب والرياضيات حتى يمكننا أن نطلق عليه لقب "دكاترة عصره" وفي السطور التالية نستعرض حياته.

مولده واسمه

هو أبو علي الحسن بن الحسن بان الهيثم المعروف بابن الهيثم والمولود في 1 يوليو 965.

إسهاماته العلمية

برع الحسن ابن الهيثم في الكثير من العلوم، منهاك

في الضوء والبصريات

عرف ابن الهيثم بنظريته التي تفرد بها ولم يسبقه إليها أحد عن الضوء والرؤية، فهو أول من اكتشف العدسات واكتشف قدرة العدسة المُحدبة على تكبير الأجسام، وكانت أبحاثه في هذا الشأن نواة لاكتشاف صناعة النظارة بعد ما حوالي مائة عام من اكتشاف ابن الهيثم.

واكتشف ابن الهيثم قواعد انكسار الضوء من خلال مروره عبر مواد مختلفة.

ألف الحسن ابن الهيثم كتابه عن البصريات بعنوان المناظر، وهو من أكثر الكتب المؤثّرة في الفيزياء المعاصرة وفهم الرؤية والضوء، وتم تُرجم الكتاب للغة اللاتينية ووصل إلى أوروبا، فقد كان مساهماً أساسياً في التطوّر العلمي في أوروبا، كما أثّر على أعمال علماء أوروبيين مثل يوهانس كيبلر، واعتُبر الكتاب الأهم في البصريات حتّى كتابة العالم كيبلر لكتابه عن البصريات الفلكية.

اهتم الحسن بن الهيثم بدراسة الظواهر الفيزيائية؛ مثل الكسوف، وقوس قزح، الظل، وبناءً على نظرياته استطاع تفسير ظاهرة تضخم حجم الشمس أو القمر عندما يقتربان من خط الأفق، ومن أكثر ما عُرف عنه أنّه من أوائل من استخدموا حجرة التصوير المظلمة والكاميرا ذات الثقب، كما أنّه اجتهد في تفسير آلية الرؤية في العيون مناقضا نظريات العالمين بطليموس وإقليديس عن الرؤية التي تقول إنّ الأشعة الصادرة من العينين هي ما تُمكّنهما من رؤية الأجسام.

في الفلك

أفادت دراسات الحسن بن الهيثم من خلال دراسات الفلكية حل بعض المشاكل التي واجهت العلماء المسلمين في تحديد القبلة، ونقد نموذج حركة الكواكب الخاص ببطليموس، وأفادت أبحاث ابن الهيثم علماء الفلك الأوروبيين في عصر النهضة من تفسيراته لبنية الكون وحركة الكواكب.

الطب

كان للحسن ابن الهيثم إسهامات معتبرة في مجال الطب وطب وجراحة العين وتفسير آلية الرؤية والإدراك البصري.

 علم النفس

من خلال تفسيره لعلم النفس المرتبط بالإدراك البصري أصبح ابن الهيثم من رواد العلم النفس التجريبي.

الرياضيات

تخصّصت دراسات ابن الهيثم في مجال علم الهندسة الرياضية وليس الجبر، وقد نُسب إليه كتاب في الجبر لكنّه لم يصل إلينا، وقبل أن يأتي ابن الهيثم بدأ علماء الهندسة الرياضية في محاولة دمج نظريتين رياضياتين لأرخميدس وأبولونيوس، أيّ دمج نظرية مواضع الأجسام وعلاقتها بخصائصها المترية من طول وعرض وارتفاع، وكان هذا الدمج مُرشدا علميا للعلماء من بعدهم؛ كالعالم الحسن بن موسى وثابت، وعندها بدأ ابن الهيثم في التعمّق في الهندسة الرياضية.

لابن الهيثم الكثير من الإنجازات في الهندسة الرياضية، منها أنه عالج مشاكل رئيسية في الرياضيات في عدّة ورقات علمية مثل؛ مقالة في التحليل والتركيب، وكتاب في المعلومات، وشرح أصول إقليدس في الهندسة والأعداد والعناصر، وكتاب في حل شكوك كتاب إقليدس في الأصول وشرح معانيه، كما أنّه درس وعالج مشاكل الفرضية الخامسة لإقليدس المُسلّم بها في نظرية البرهنة الرياضية، وعدّل على ورقة علمية عن نظرية الأعداد، وكتب أربع ورقات عن علم الحساب ومثلها عن علم الهندسة التطبيقية.  

أهم مؤلفاته

العديد من المؤلفات في مجالات العلوم المختلفة منها: "كتاب المناظر، رسالة في المكان، رسالة في الضوء، ميزان الحكمة، شكوك بخصوص بطليموس، تكوين العالم، مقالة في القرسطون عن مراكز الجاذبية، نماذج حركات الكواكب السبع".  

وفاته

توفي الحسن بن الهيثم في القاهرة عام 1040 ميلاديا، وهناك اختلاف حول مكان دفنه فالبعض ذهب إلى أنه دفن في مصر والبعض يذكر أنه فر إلى سوريا، وادعى الجنون وتوفي ودفن هناك.

بـ"معرض استعادي".. قطاع الفنون التشكيلية يحتفي بالدكتورة زينب عبدالعزيز