الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سعيد شعيب: مصطلحات “معتدل ووسطي” خرافة.. فالإرهابي إما مسلح أو غير مسلح (حوار)

القاهرة 24
ثقافة
السبت 29/ديسمبر/2018 - 10:16 م

متى نغلق مصانع إنتاج الإرهابيين

مصطلحات “معتدل ووسطي” خرافة.. يوجد إرهابي مسلح وإرهابي غير مسلح

المتطرف يفرض تصوراته الدينية على الآخرين بالسلاح أو بوسائل أخرى

الخلافة الإسلامية مثل كل الإمبراطوريات القديمة قائمة على فكرة الاحتلال

الإخوان لديهم وثيقة تمكين لتدمير الحضارة الغربية من الداخل

الإسلاميون أصحاب مشروع استعماري ويرسخون لثقافة الكراهية

الإسلام تم استخدامه سياسيًا في الحروب مثل كل الديانات الأخرى

دعم المجددين وإتاحة اجتهاداتهم أمام المسلم العادي سيغلق مصانع انتاج إرهابيين

 

لا يزال العالم إلى الآن لا يجد حلا حقيقيا للقضاء على الإرهاب كفكرة، رغم نشأته الإيديولوجية، إلا أنه ظاهر الكثير من علماء علم الاجتماع والمفكرين وهم يتناولون تلك الفكرة بشيء من التفسير الدقيق.. وأثار “الإسلام السياسي خطر على كندا” كتاب جديد للباحث في الشؤون الإسلامية، الكاتب والصحافي المصري سعيد شعيب، ضجة، فالكتاب المشترك مع مؤلفين آخرين، من ديانات مختلفة، والذي صدر بالإنجليزية في كندا، يتناول التأثير السلبي لجماعات الإسلام السياسي، على الغرب والشرق وخطرها حتى على الإسلام نفسه.

حول الأفكار المختلفة، التي ناقشها الكتاب، والتي لم تتح للقارئ العربي حتى الآن، وحول كيفية تجفيف منابع الإرهاب المادية والفكرية، وإعادة تصحيح بعض المصطلحات والمفاهيم كان لـ”القاهرة 24″ هذا الحوار.

 

بداية كيف جاءت فكرة الكتاب؟

الكتاب فكرة الناشر نفسه “توماس كويجان” وهو باحث كندي معروف، وفي الوقت نفسه شارك في الكتابة، وهو أيضا صاحب فكرة أن يشترك في كتابته “مسلمون ومسيحيون ويهود” لتناول الموضوع من وجهات نظر مختلفة، وهي قضية الإسلام السياسي وخطورته على كندا وأمريكا والعالم، أما “رحيل رازا” التي كتبت مقدمة الكتاب، فهي مسلمة كندية من أصل باكستاني وليست يهودية كما يوحي اسمها.

هل يمكن القضاء على خطر الإسلام السياسي؟

بالتأكيد إذا تم تعريفه التعريف الصحيح، فأي أيديولوجيا ضد العالم وضد الإنسانية يمكن القضاء عليها، على سبيل المثال الأيديولوجيا الشيوعية، وأيديولوجيا هتلر، كانت ضد الإنسانية، أو على الأقل تم تحجيمهما الي  الحد الأدنى. ولكي تحقق ذلك  لابد أن تفككها وتطرح بدائل لها أكثر إنسانية، وفي حالة الإسلام السياسي، لكي تقضي عليه لابد أن تغلق “المصنع”، فما يحدث في الشرق الأوسط أننا نحارب الإرهابيين، لكن لا نحارب الإرهاب، أي أننا لا نحارب الأيديولوجيا المنتجة لهم، نحن لا نغلق مصانع إنتاج الإرهابيين، وهذا ما حدث في مصر، في تجربة كمال أتاتورك، قضى أتاتورك على الإسلاميين الذين ينافسونه على السلطة، لكنه ترك على سبيل المثال  المساجد وفي التعليم الديني المنتجة للإسلام السياسي، وأردوغان خريج هذه المدارس، “المصانع” التي تنتج ارهابيين. لذلك وزير التسامح الإماراتي  الشيخ «نهيان مبارك آل نهيان»  دعى لتشديد الرقابة على المساجد في أوربا وقال ايضاً لا يجوز فتح المساجد ببساطة هكذا والسماح لأي فرد بالذهاب إلى هناك وإلقاء خطب، يتعين أن يكون هناك ترخيص بذلك«.

من جهة أخرى فإن المصطلحات والأدوات التي تستخدمها في معالجة الإسلام السياسي، لابد أن نعيد النظر فيها لأنها فشلت، وبالتالي نحتاج تعريفا جديدا، لمصطلحات مثل”الإسلام السياسي”، و”السلفية” و”الإخوان” و”الجهادية” وغيرها.

طرحت في الكتاب مصطلحات أعتقد أنها أكثر دقة وتساعدنا في فهم الظاهرة وهي الإرهاب المسلح، والإرهاب غير المسلح، هذان النوعان هما المؤمنان بالإيديولوجيا المنتجة للإرهاب، سواء كان شخصا أو مؤسسة دينية أو جامعة أو حكومة أو حزبا، جوهر هذه الأيديولوجيا هو فرض تصوراته الدينية على الآخرين بالسلاح، أو بأدوات أخرى مثل الديمقراطية، والانتقال من الإرهاب غير المسلح الى المسلح يسير، لأن الإرهابي غير المسلح هو فقط ينتظر حتى يمتلك القوة لتحقيق اهدافه، وهي دولة الإسلام والخلافة والسيطرة على العالم. لذلك هم خطر على الإنسانية.

الحل من وجهة نظرك؟

نحتاج كمسلمين، أن نعيد التفكير في كثير من المسلمات الراسخة، مثل الخلافة، التي ننسبها إلى الإسلام، رغم انها في الحقيقة امبراطورية استعمارية مثل الإمبراطوريات القديمة. عندما تؤمن بهذا المشروع الاستعماري، فهذا معناه أنك تؤمن بحقك كمسلم، في أن تفرض على غيرك شكل من أشكال الحكم، وتمنح لنفسك الحق في أن تستبيح ثرواته، وأن تكرهه.

الاستعمار يقوم على الكراهية لأنك من المستحيل أن تحتل أرضا تحب شعبها. وما يقوله الإسلاميين أن الغزو كان بهدف نشر الإسلام، وهذا كذب، فهل يقبل المسلم أن يحتل بلده دولة بوذية لنشر دينها؟! هل نقبل اصلاً بأن يكون هناك حرية نشر أي ديانة في بلادنا.

هذه اكاذيب وهذا ميراث استعماري أنتج فقها استعماريا وأساء إلى الإسلام وجعله استعمارياً، في حين ان الإسلام انتشر في مناطق كثيرة في آسيا دون سلاح. لذلك فإن كل الإرهابيين، المسلحين وغير المسلحين، يقدسون هذه الخلافة مع أنها مثل كل الإمبراطوريات القديمة، تجاوزتها الإنسانية، ولن تجد بريطانيا يحلم باستعادة الإمبراطورية البريطانية، أو رومانيا يطالب بعودة الإمبراطورية الرومانية، فقط المسلم للأسف هو الوحيد في العالم الذي يحلم باستعادة الإمبراطورية الاستعمارية. وبالتالي فنحن نحتاج إلى أن نعيد النظر في تقديس الخلافة المنسوبة إلى الإسلام، فلا يوجد نص قرآني أبدا يأمر بالغزو والاحتلال. هذه الأيديولوجيا التي تقدس الخلافة يؤمن بها في كل مكان في كندا والغرب والشرق الأوسط.

لذلك فهذا الإسلامي عندما يهاجر مثلاً الى كندا، يحصل على ذات حقوق المواطن الكندي، ويعيش في حرية لا يحصل عليها في بلده الأصلي، ومع ذلك يعتبر كندا دار حرب! ويريد أن يحولها عندما يستطيع  الى “بلد اسلامي”. على سبيل المثال الإخوان المسلمين لديهم وثيقة “التمكين” التي هدفها تدمير الحضارة الغربية في كندا وامريكا وتحويلهم الى “الإسلام” من وجهة نظرهم. ولأنهم اقلية، فهم يستخدمون الآيات الديمقراطية للسيطره على المسلمين والتسلل الى المجتمع الكندي لنشر ايديولوجيتهم.

هل يمكن الفصل بين الإسلام والإسلاميين؟

الإسلاميون أصحاب مشروع استعماري، و يستندون الي نصوص مقدسة وتاريخ يسمونه إسلاميا،هم ارهابيين غير مسلحين ويخرج منهم الإرهابي المسلح. أيديولوجيتهم مبنية على الكراهية وفرض التصورات الدينية بالقوة. هل هذه الأيديولوجيا هي الإسلام؟  بالطبع لا، الإسلام دين مثل كل الديانات خاصة الإبراهيمية تم استخدامه سياسيا، فمثلاً يقول الإسلاميون  أن آية السيف، في سورة “التوبة” ألغت 120 آية تسامح، وأن الحديث المنسوب إلى النبي “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا” ألغى حديث، “جئت لأتمم مكارم الأخلاق”!! هم يستندون على هذا الجانب من الإسلام ويلغون الباقي، يستخدمون الجانب المتسامح كنوع من الكذب الشرعي، أو الكذب بالحلال عندما يكونوا ضعفاء، إلى أن يتمكنوا وبعدها يظهر الجانب الآخر، كما حدث مع الإخوان في مصر. لذلك يمكن الفصل بين الإسلام والإسلاميين.

كيف نفكك هذه الأيديولوجيا؟

المسلم العادي مسكين، لأنه يتعلم في المسجد والمدرسة وكل مكان أن هذه الأيديولوجيا هي الإسلام، لا يتاح أمامه الاجتهادات الإسلامية الإنسانية العظيمة، على امتداد تاريخ المسلمين. فهو محشور في هذه الأيديولوجيا، التي تقول له اكره غيرك حتى ولو كان مسلما، وأن الطريق إلى الجنة مليء بالدم والجثث. الإجتهادات كثيرة، والمجددون الإسلاميون كثيرون على مدار التاريخ. يحاولون إغلاق مصنع إنتاج الإرهابيين ومع ذلك تتم محاربتهم في الشرق الأوسط، خاصة في البلاد الإسلامية من قبل الحكومات، ومن قبل المؤسسات الدينية، ويتم سجنهم وقتلهم رغم أن هذه الحكومات تحارب الإرهابيين! اضف الى ذلك أن للأسف  الكثير من  البلاد الإسلامية تدعم بالمال وغير المال الإخوان وغيرهم من الإرهابيين غير المسلحين في الغرب، هم يعتقدون أنهم يدعمون الإسلام وهذا غير صحيح، هم يدعمون في الغرب من يحاربونهم في الشرق الأوسط. هم في الحقيقة يساعدون دون قصد في هدم الإسلام.

الإرهابيون كيف يهدمون الإسلام؟

الأيديولوجيا التي يعتنقها الإرهابيون، مؤذية للمسلم العادي في الغرب، لأنها تحوله إلى إرهابي غير مسلح يكره غير المسلم ويكره دولة كندا ودولة الولايات المتحدة الأمريكية، فتظهر أن هذه هي صورة الإسلام، وأنه مشروع مبني على الكراهية والعنف، ويتصور المواطن الغربي أن هذا هو الإسلام وأنه مصدر الإرهاب. أدعو الحكومات في الدول الإسلامية وقف دعمهم المالي للإسلاميين في الغرب. من الأفضل أن يدعموا المجددين في بلادهم ، وفي الغرب على السواء، لأنك من المستحيل أن تكسب معركتك ضد الإرهاب في بلدك دون القضاء عليه في الغرب.

ماذا عن انتشار مصطلح “الإسلاموفوبيا” في الغرب؟

صاحب تعبير “إسلاموفوبيا” هو طارق رمضان، حفيد حسن البنا المسجون حالياً بتهم تحرش، لكن في الحقيقة لا يوجد عداء أو اضطهاد أو أي شكل من أشكال التمييز الممنهج ضد المسلمين في الغرب نهائيا، آخر استطلاع رأي صدر في كندا، أن أكثر من يتعرض للتمييز هم السود ثم اليهود ثم المسلمين، أي أن المسلمين في المرتبة الثالثة. القوانين في كندا وفي الغرب تجرم التمييز من أي نوع ضد أي شخص مهما كان دينه أو عرقه، وإذا حدث تمييز ضد أي مسلم يذهب للقضاء، ويحصل على تعويض ضخم قد يصل إلى الملايين .

قلت إن الإسلام المعتدل خرافة لماذا؟

“المعتدل” أو “الوسطي” تعبيرات غير محددة، وغالباً نطلقها على الإرهابي غير المسلح، رغم أنه مؤمن بالأيديولوجيا المنتجة للإهابي المسلح. ولسبب أو لآخر لايستخدم السلاح أو ربما ينتظر اللحظة المناسبة، لذلك من الأفضل أن نطلق عليه تعبير “الإرهابي غير المسلح”، لأنه في هذه الحالة ينتظر الفرصة ليتحول “إرهابي مسلح”، لذلك فإن الحركات الإسلامية التي لا تستخدم السلاح هم إرهابيون غير مسلحين مثل “الإخوان”، ولكن عندما تأتيهم الفرصة لحمل السلاح، للاستيلاء على الحكم لا يترددون مثل ما حدث في السودان، عمر البشير جاء بانقلاب عسكري وهو ابن من أبناء حسن الترابي، الذي يمثل تنويعة أخرى من الإخوان، ومستمر في الحكم حتى الآن أكثر من 20 سنة.

أردوغان ظل يقول إنه علماني ولما استولى على مفاصل الدولة أظهر أيديولوجيته الحقيقية، وهي تركيا الإسلامية ويحاول استعادة الخلافة العثمانية. وعندما دخل في خلاف مع زير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، حول شخصية القائد العسكري فخرالدين خان، اطلق اسمه على الشارع الذي فيه السفارة الإماراتية في تركيا، وتفاخر بالخلافة العثمانية، رغم أنها احتلال بشع لبلادنا، لا يختلف عن أي إحتلال آخر. فأردوغان ابن الإخوان يحلم باستعادة هذه الإمبراطورية الإستعمارية، وفخر الدين خان كان محتلاً يحارب محتل آخر هو الإحتلال البريطاني.

ما الآليات التي يقترحها “الكتاب” للقضاء على الإرهاب؟

أولا وقف تمويل المؤسسات الدينية وغير الدينية المنتجة للإرهابيين أو “مصانع الإرهاب”.

ثانيا الحرية، فمن المستحيل أن تقضي على الإرهاب أو تحجمه دون حريات، كمال أتاتورك فشل في القضاء عليهم .  لأنه لم يتح حرية انتقاد الأساس الديني والتاريخي لم يسمى بالإسلام السياسي.

ثالثا دعم المجددين المسلمين وإتاحة اجتهاداتهم أمام المسلم العادي، حتى يترك الأيديولوجيا المنتجة للإرهاب ويؤمن بالإسلام الإنساني الداعم للحريات والقيم الإنسانية فلا يمكن أن تحارب الإرهابيين، في الوقت الذي تسجن فيه المجددين المسلمين.

 

تابع مواقعنا