الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“حول منازلهم لغرف عناية مركزة”.. قصة طبيب عالج 20 حالة حرجة لمصابي كورونا

القاهرة 24
صحة وطب
الأحد 14/يونيو/2020 - 09:21 م

 

“حاولوا التزام المنازل لمواجهة فيروس كورونا حتى نمتلك الإمكانيات لمعالجة المرضى وتوفير أسرة لهم بالمستشفيات”، مفاد رسائل تنهال على المواطنين من الحكومة ليل نهار حتى تنجح في التصدي لفيروس كورونا المستجد، الطامة الكبرى أن يزداد عدد المصابين بشكل يفوق القدرة الاستيعابية للمستشفيات، مما يقلل من نسب الشفاء.

يصطف خط الدفاع الأول في مواجهة أزمة كورونا من أطباء وممرضين بجوار المصابين بالمستشفيات، إلا أن هذا الاصطفاف امتد أيضًا لبيوت الكثير من المصابين ولم يقتصر على غرف العناية المركزة بالمستشفيات ولا بغرف الحجر الصحي.

ولأن “الحاجة هي أم الاختراع”، فقد فكر الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أستاذ بأمراض الصدر والعناية المركزة للجهاز التنفسي بجامعة القاهرة أن يحول من منازل المصابين بفيروس كورونا المستجد غرفًا للرعاية المركزة جميعها تخضع لإشرافه.

الدكتور أحمد عبد الحفيظ
الدكتور أحمد عبد الحفيظ

فقد أدرك الدكتور الإنسان حقيقة ما نواجهه حاليا من تفشي للوباء، لذلك قرر توفير الأكسجين للمرضى عن طريق إسطوانات الأكسجين “و أجهزة تركيز الأكسجين O2 concentrators، وذلك داخل منازلهم الشخصية وليس داخل المستشفيات”.

كما قرر الدكتور أحمد، بمساعدة فريق من الممرضين قام بنشرهم مع المرضى بمنازلهم، البدء على الفور بالجرعات العلاجية العنيفة من المضادات الحيوية الوريدية والعقاقير المثبطة للمناعة والمضادة للالتهابات، بجانب العلاجات المضادة لجلطات الرئة، بنفس الجرعات التي كان يجب إعطاؤها في الرعاية، ولكن بمنازل المصابين.

وقال أستاذ الأمراض الصدرية: “محدش يقولي إزاي، وكده في خطورة على المريض لأن المريض اللي بتتكلم عنه ده معدلات الوفاة بالنسبة له تقترب من 70٪ و مفيش حل قدامي غير اللعب على 30٪ الباقيين بكل ما أوتيت من علم و خبرة مع قلب جامد وتوكل واعتماد على الله قبل كل شيء”.

http://خروج طبيب كفر الشيخ المصاب بفقد البصر أثناء عمله بمستشفى العزل من المركز الطبي العالمي (صور)

وللمتابعة مع المرضى والمصابين بالفيروس، ترك الطبيب الإنسان، على غير عادته، رقمه الشخصي للشخص الأقرب والأهم من عائلة كل مريض من أجل التواصل معه مرتين يوميًا، بناء على خطط تفصيلية للعلاج والمتابعة وضعها الطبيب لكل مريض على حدة، مع أوامر مشددة بتنفيذها بمنتهى الدقة من خلال أهالي المرضى بالتعاون مع أطقم التمريض.

وأكد الطبيب لـ”القاهرة 24″ أنه خصص وقتًا ثابتًا للتواصل تليفونيًا مع التمريض المشرف على الحالات المنزلية، وعددهم 20 حالة، بعد انتهاء مواعيد عيادته بدءا من الساعة 11 مساء، وبعد مرور أكثر من 10 أيام من المتابعة الدقيقة للعلامات الحيوية للحالات، لم يفقد الطبيب أي حالة، وتم الشفاء للجميع، كما فاقت نسب الأكسجين في الدم إلى الآن 92٪.

وقد نجح الدكتور أحمد خلال الثلاثة أشهر الماضية في معالجة ما يزيد على 1000 مريض كورونا بمختلف أشكال ودرجات الإصابة على مستوي الرئتين ، 98٪ منهم تم شفاؤهم بشكل كامل.

وأضاف: “مشكلتي الحقيقية كانت مع 2٪ الباقيين؛ هؤلاء المرضى الذين استدعت حالتهم الدخول لأقسام الرعاية المركزة نتيجة إصابتهم بفشل حاد بالجهاز التنفسي من النوع الأول، وهم يحدث لهم نقص حاد في الأكسجين وصل في بعض الحالات عندي إلى 50٪ مع عدم الاستجابة للعلاج حتى مع إمداد المريض بجرعات الأكسجين الاعتيادية، وهذا يستدعي استخدام أكسجين عالي التدفق أو اللجوء لأجهزة التنفس الصناعي النافذ وغير النافذ”.

ما دفع الطبيب إلى مباشرة الحالات الحرجة لمصابي كورونا من داخل منازلهم، هو ظهور حالة من التخبط الإداري بوزارة الصحة، حيث لم يكن بالإمكان توفير أماكن لهؤلاء المرضى بالرعايات المركزة في مستشفيات العزل، مما يعني وفاة محققة للمصابين.

 

تابع مواقعنا