رئيس التأمين الصحي: نتحصل على 50 قرشًا من كل علبة سجائر ونعالج 58 مليون مواطن.. ونستعد لمبادرة رئاسية جديدة (حوار)
“بدأنا فكرة التأمين الصحي منذ عام 1964، ولو كان استقرار الدولة استمر من 1964 حتى الآن لكانت مصر في منطقة تانية خالص”، كلمات على لسان الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أثناء جلوسه بجوار الدكتورة هالة زايد في جلسة “تطوير منظومة التأمين الصحي” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمؤتمر الشباب في جامعة القاهرة منذ نحو عامين، تعكس مدى أهمية المنظومة التي كانت سندًا في علاج المصريين على مدار أكثر من 50 عامًا.
من حديث الدكتور محمد معيط، ننتقل للدكتور محمد ضاحي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، الذي كشف خطتين، الأولى تتمثل في البناء وتتعلق بالمستشفيات النموذجية كمشروع رئاسي جديد في قطاع الصحة، والثانية تتمثل في ضم الهيئة للمنظومة الجديدة والمتمثلة في التأمين الصحي الشامل، وما بينهما تفاصيل مواجهة فيروس كورونا وتأمين امتحانات الثانوية العامة والدور الذي تكفله الهيئة لعلاج فئات “الطلاب والأطفال والجهاز الإداري للدولة” سواء من خلال الخدمة الطبية العادية أو بمبادرات رئاسية يكشف تفاصيلها في الحوار.
ما الخدمات التي يقدمها التأمين الصحي للمواطنين؟
هناك العديد من الخدمات التي يقدمها التأمين الصحي للمواطنين في مصر، حيث يبلغ عدد المؤمَّن عليهم صحيًا حوالي 58 مليون مواطن مصري ما بين الأشخاص من سن يوم حتى دخول الجامعة، والمعاشات والعاملين بالجهاز الإداري للدولة، وتقوم الهيئة بتقديم خدماتها من خلال 26 فرعًا على مستوى الجمهورية، و34 مستشفى، إلى جانب التعاقد مع 70 % من قطاعات الهيئات الصحية المختلفة على مستوى الجمهورية.
ميزانية التأمين الصحي من أين تأتي الموارد؟
تبلغ ميزانية التأمين الصحي حوالي 20 مليار جنيه، عبارة عن اشتراكات المواطنين المؤمَّن عليهم والبالغين 58 مليون مواطن، ونقوم بتحصيل اشتراكات عن علب السجائر والتي تبلغ 50 قرشًا على كل علبة سجائر، وعلاج غير المنتفعين من نفقة الدولة أو شركات التأمين، وهو ما يوفر عائدًا كبيرًا للهيئة، والتي هي في أساسها غير هادفة للربح، حيث تذهب كل الميزانية لخدمة المواطن المصري في تقديم الخدمة الطبية بأوجهها المختلفة.
أين يتم صرف الميزانية العالية للتأمين الصحي؟
هناك 8 مبادرات رئاسية مشترك فيها التأمين الصحي تتضمن مبادرات “المشروع القومي للقضاء على فيروس سي، الكشف على طلاب المدارس الابتدائية “الأنيميا-التقزم-السمنة”، القضاء على قوائم الانتظار، التصدي لجائحة فيروس كورونا وتتمثل في تقديم الخدمة الطبية بالمجان للمصريين والأجانب في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد”.
“كشفنا عن مليون و492 ألف مواطن خلال مبادرة الرئيس للأمراض المزمنة، فتحنا عيادتنا للمرضى غير المؤمَّن عليهم خلال الفترة الأخيرة، ونحصل على أموال غير المؤمَّن عليهم من خلال كشف حساب بيننا وبين العلاج على نفقة الدولة، لتحصيل رسوم غير المؤمَّن عليهم”.
ما خطة الهيئة للتوسعة خلال الفترة المقبلة؟
من ضمن بنود لائحة الهيئة أن لها الحق في استثمار مواردها، ومن ثم تمكنت الهيئة من السيطرة على شركة هاي كونكت للاتصالات بنسبة استحواذ وصلت إلى 61 %، وهي شركة نظم ومعلومات، إلى جانب امتلاك نسبة تتجاوز الـ 40 % من شركة أكما للصناعات الدوائية، الأمر الذي يعزم موارد الهيئة وفرصة لإضافة خدمات جديدة وتحسين الخدمة الطبية للمواطن المصري.
ما حجم مشاركة التأمين الصحي لعلاج المصريين في ظل كورونا؟
لم تبدأ الهيئة من بداية أزمة جائحة كورونا، حيث اشتركنا بداية من 1 مايو 2020 بتعليمات من الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، بفتح أكبر مستشفى تأمين صحي وهو مستشفى مدينة نصر، وبالتوالي تم ضم باقي المستشفيات في الفرز، ثم اختيار بعضها في العزل وصرف علاج المواطنين في المنازل، ومع الوقت أصبح التأمين الصحي هو المسؤول عن علاج الأجانب المقيمين في مصر من المشتبه بهم أو المصابين بفيروس كورونا.
وبلغ عدد حالات الاشتباه الذين تلقوا الخدمة الطبية داخل مستشفيات التأمين الصحي حتى يوم 11 اغسطس الجاري:-
الاشتباه: 51537 حالة.
حالات شديدة العزل: 4769 حالة.
حالات متوسطة: 11658 حالة.
حالات بسيطة أو عزل منزلي: 70794 حالة.
حالات مؤكدة: 13264 حالة.
حالات الشفاء: 8896 حالة.
حالات الوفاة: 3030 حالة.
حالات الفريق الطبي: 1368 حالة.
عدد المسحات: 21659 حالة.
ما كواليس التأمين الطبي لامتحانات الثانوية العامة في ظل جائحة كورونا؟
الأمر كان بتكليف من الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، كانت تهدف الخطة الرئيسية إلى رصد الإصابات وعدم وجود حالات مصابة بين الطلاب حتى لا يحدث أزمة، وبالفعل أغلب الحالات كانت مرصودة بالفعل وبعض أولياء الامور جاؤوا بابناءهم وهم مصابين بفيروس كورونا المستجد إلا أنهم تم رصدهم على الفور ونقل الحالات إلى المستشفى أو العزل المنزلي للحالات البسيطة والمتوسطة.
وجاء البيان الختامي عن حالة المشاركين في العملية كالتالي:-
الطلاب: 17 مصابًا، 322 مشتبهًا، 34 مخالطًا.
المراقبون: 2 إصابة، 47 مشتبهًا، 11 مخالطًا.
الإداريون 8 اشتباهات فقط ولا يوجد مصابون.
كيف يهدف التأمين الصحي لتوفير المظلة العلاجية للأطفال والطلاب؟
هناك مبادرات رئاسية مهمة إلى جانب الخدمات الصحية العادية، التأمين الصحي يعد أكبر قطاع شارك في عمليات زراعة القوقعة، ساهم في التقليل من قوائم انتظار القلب المفتوح للأطفال، إلى جانب المشاركة بقوة في علاج أمراض السمنة والتقزم وهي من المبادرات الهامة، مبادرة الأطفال حديثي الولادة وفحص المقدرة على السمع في جميع مراكز التأمين الصحي في المحافظات.
وهناك مبادرة رئاسية في غاية الأهمية يجري التحضير للإعلان عنها وهي مبادرة الأمراض الوراثية، وهي المبادرة الجديدة، بعض الأطفال يولدون مصابين بأمراض وراثية، سيتم الاعتماد بشكل كبير على التأمين الصحي في علاج هذه الحالات.
ما الفرق بين التأمين الصحي والتأمين الصحي الشامل؟
التأمين الصحي مؤمن على 3 فئات متمثلة في الجهاز الإداري للدولة، المعاشات للأشخاص من عمر يوم إلى الجامعة، بينما التأمين الصحي الشامل وظيفته التأمين على جميع المصريين، وعلى هذا الأساس يتم التعاون في التدريب والتأهيل.
ويقوم التأمين الصحي بتدريب الكوادر ونقل الأصول والمقرات لعمل التأمين الصحي الشامل وفقا للمنظومة الصحية الجديدة، ومن ثم الفرق في أن التأمين الصحي الشامل سيؤمِّن على المصريين بالكامل.
ما خطة التأمين الصحي للفترة المقبلة؟
هناك خطة للعام المالي الجديد، وخطة على المدى الطويل، تقوم الخطة الحالية على العنصر البشري من خلال التدريب الطبي والفني والإداري، وتوسيع رقعة التدريب هذا العام، ونستعين بالمؤسسات التدريبية مثل الأكاديمية البحرية وأكاديمية الأميرة فاطمة التابعة لوزارة الصحة والسكان.
المحورالثاني هيئة الشراء الموحد نهدف من خلالها توفير الأدوية والمستلزمات خلال الفترة المقبلة، وجزء رئيسي من الخطة متمثل في تنفيذ مشروعين رئاسيين، أولهما مشروع المستشفيات النموذجية مكونة في 7 مستشفيات وتجهيزهم من حيث البنية التحتية والتدريب والكفاءة، وتجهيز الهيئة العامة للتأمين الصحي في الانضمام لمنظومة التأمين الصحي الشامل.
بالحديث عن هيئة الشراء الموحد.. ما حقيقة وجود أدوية ناقصة في مستشفيات الهيئة؟
لا يوجد أدوية ناقصة بشكل فج إلى هذه اللحظة، هناك نواقص طبيعية يتم موافاتها، وكل احتياجات التأمين الصحي موجودة أمام هيئة الشراء الموحد وتم توريدها بالفعل بداية من العام المالي الحالي، نواجه مشكلة مع بعض الأدوية التي لم تدخل البروتكولات العلاجية والتي في أغلبها مستوردة، أو غير معتمدة دخولها الخدمة، مثل بعض أدوية الأمراض عدد قليل منها تأثيرهم ليس كبيرا في المرض، حيث يتم الموافقة على أساس الحالة ويتم استيرادها استيرادًا خاصًّا.
اقرأ أيضًا:
مدير الحميات: مستعدين لاستقبال مصابي كورونا.. ولدينا بروتوكول علاج متكامل (حوار)
مدير خدمات نقل الدم:”لدينا بروتكول لاستخدام بلازما متعافي كورونا.. ونعوض نقص الدم بـ3 طرق” (حوار)
مدير الأمراض الصدرية بالصحة: 3 مراحل للتحول لمستشفيات عزل.. وشركات المقاولات تتولى رفع الكفاءة (حوار)
