الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل يتكرر سيناريو استقالة رئيس الوزراء في إثيوبيا بسبب القومية؟

القاهرة 24
سياسة
الثلاثاء 24/نوفمبر/2020 - 06:04 م

في اليوم الرابع من شهر نوفمبر الجاري، شن آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، هجومًا عسكريًا ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جاء ذلك بعد أشهر من التوتر بين الحكومة الإثيوبية والسلطات المتمردة في الإقليم.

ذات الأحداث عاشها الشعب الإثيوبي قبل عامين تحديدًا في شهر فبراير 2018، بعد أن تم اعتقال بيكلي جيربا، الأمين العام لمؤتمر حزب الأورومو، من قبل هايلي ماريام ديسالين، رئيس الوزراء السابق، ما نتج عنه خروج مسيرات واحتاجاجات ضخمة لعدة أسابيع في جميع أنحاء منطقة اورميا، انتهت بتقديم ديسالين استقالته من منصبه كرئيس للحكومة وكرئيس للحزب الحاكم.

مشاهد من احتجاجات عرقية مكررة، ومظاهرات ضد اضطهاد القوميات، وأعمال عنف كأنها تكملة لما حدث في العام 2018، فهل ينتهي السيناريو الجاري في إقليم تيجراي بإجبار آبي أحمد على تقديم استقالته؟

وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، إن استمرار النزاع الإثيوبي لفترة أطول، أو إخفاق آبي أحمد، في اقتحام العاصمة “ميكيلي”، أو فشله في إقرار نظام القانون، سيشكل ضغوطًا داخلية، ومن الوارد أن يتم التضحية به.

وأضاف أنه من الممكن أن يقوم المجتمع الدولي خاصة أمريكا بالضغط عليه، أو الاتحاد مع أحد مسئولي التحالف الحاكم داخل إثيوبيا لإجباره على تقديم استقالته، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يمهل أبي أحمد، فرصة لإنهاء الحرب، ولكن في حال فشله في السيطرة على الوضع في إثيوبيا، سيضطر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضده، نظرا لوجود العديد من الاستثمارات الأوروبية والأمريكية والصينية على الأراضي الإثيوبية، فلن يتم السماح لأبي أحمد بتدمير كل تلك الإستثمارات. وتابع أن قرار أبي أحمد بإمهال الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، مهلة 72 ساعة لاقتحام العاصمة التي تحتوي على نصف مليون نسمة، سيزيد من تأجج الأوضاع، مشيرإلى أنه من الصعب أن تقوم قوات الجيش الإثيوبي بإقتحام العاصمة.

وأشار إلى أن هناك احتمالية للجوء آبي أحمد، إلى الجلوس على مائدة التفاوض، وذلك بعد تهديده بجرائم قتل المدنيين وقضايا حقوق الإنسان، متوقعًا استجابته لخطوة المصالحة كما فعل مع دولة إريتريا.

إثيوبيا: بدء المرحلة الثالثة من عملية إنفاذ القانون ضد جبهة تحرير تيجراي (فيديو)

 

على صعيد آخر، قال الدكتور أيمن عبد الوهاب، الخبير في الشؤون الإفريقية، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، إن اختلاف الأوضاع الحالية عن ما شهدته إثيوبيا في عهد رئيس الوزراء السابق، هايلي ماريام، يجعل إقدام آبي أحمد على تقديم استقالته أمر مستبعد، خاصه أنه يعبر عن مشروعه الذي جاء به منذ اليوم الأول من توليه المنصب، وهو مواجهة نفوذ وقوة وقيادات التيجراي ومحاولة الوصول إلى صيغة الدولة المركزية القوية بعيدا عن مفهوم الفيدرالية الذي كان سائد من قبل.

وأضاف، أن آبي أحمد، يستفيد من تمرير مشروعه والأفكار الخاصة به من السياق الحالي، الذي يتمثل في قدرته على تقديم نفسه للمجتمع الدولي كرجل سلام يسعى لإنهاء المشاكل الإثيوبية، بالإضافة إلى انتفاعه من المرحلة الانتقالية التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير مشروعه، مضيفا أنه يسعى إلى حسم هذا الصراع قبل دخول الإدارة الأمريكية الجديدة البيت الأبيض، كون أمريكا هى الطرف الأقوى الذي يستطيع ممارسة الضغوطات على إثيوبيا أكثر من أي أطراف أخرى.

وذكر عبد الوهاب، أن الاستثمارات الدولية في إثيوبيا بالطبع ستتأثر إذا امتدت فترة الحرب القائمة، لذلك فإن آبي أحمد يسعى إلى إنهائها بشكل سريع، ولكن في حال عدم قدرته على السيطرة على الأزمة، ستتغير المعادلة ولكن لن تؤدي إلى سقوطه، موضحا أنه لن يلجأ للتفاوض في الوقت الحالي، لأنه ما زال أمامه فرصة حتى منتصف او أواخر يناير، وبعدها سيكون شكل الصراع وقدرته على حسمه هو النقطة الفيصلية في شكل ومستقبل مشروعه.

نصر الدين علام: إثيوبيا تتلاعب بالمجتمع الدولي في قضية سد النهضة

21 يومًا من الصراع في إثيوبيا.. مئات القتلى وآلاف النازحين، بدأت شرارة الصراع عندما قامت الحكومة الإثيوبية بتأجيل إجراء الانتخابات الوطنية، كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد، ما يعني بقاء آبي أحمد في منصبه لفترة أطول، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ما دفعهم لإجراء انتخابات محلية أعلنت بعدها فوزها بجميع المقاعد، فيما أشارت الحكومة الإثيوبية إلى بطلان تلك الانتخابات.

أسفر الصراع الذي نشب بعد عام واحد من حصول آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، عن مئات القتلى ونزوح ما لا يقل عن 33 الف لاجئ إلى الأراضي السودانية، ومن المتوقع أن يصل عدد اللاجئين الفارين من الحرب في إثيوبيا خلال الأشهر الستة المقبلة إلى 200 ألف لاجئ، وفقا لما ذكرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

تابع مواقعنا