الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"صلاح ونورا".. قصة حب تُنهي قسوة التشرد إلى زواج بمشاركة وزيرة التضامن

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
السبت 16/يناير/2021 - 04:02 م

بفستان زفاف أبيض وعيون تلمع فرحًا، وبيدين تتزينان بـ"الحنة" تجملت "نورا" وهي تُمسك بيد زوجها "عم صلاح" بعد قصة حب بدأت داخل مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان"، لتعوضهما عن سنوات عجاف انقضت حاملة في طياتها كل آلام وأحزان سنوات من التشرد في الشوارع بلا مأوى.

بدأ الحب يدق أبواب قلب الرجل الخمسيني، من نظرة على شاشة الهاتف المحمول لصورة احتفالات المؤسسة بالعيد، ليبصر معها عوضه الذي طالما بحث عنه، بعد العيش أربعة سنوات بلا مأوى، من شارع لآخر، بعد وفاة زوجته وانتقال أبنائه للعيش مع خالتهم.

ويقول عن تلك السنوات لـ"القاهرة 24": "كنت بنام في ميكروباص أو على أي رصيف، مافتكرش يوم ارتحت فيه خلال 4 سنين، أو يوم عرفت أنام فيه مفيش يوم حسسني إني عايش".

لم يجد عم صلاح إلا السعي وطرق أبواب عدة أملًا في الحصول على فرصة عمل، حتى دله صديق على مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان"، التي يسكنها منذ عامين، وبصوت خافت يملأه اليقين، يقول إن الله أهداه للمؤسسة التي وجد فيها معاملة الأب والأم من مجلس الإدارة وكافة القائمين عليها، ليجد الرعاية والمسكن الآمن وفرصة عمل كـ"سائق" بالمؤسسة.

وعن نصيبه الذي أهدته إليه المؤسسة يقول: "من أول نظرة شوفت فيها الصورة حسيت إنها ليا.. ولمحتها مرة واتنين صدفة وأعجبت بيها.. طيبة وزي حالاتي وهتعوضني عن الأيام اللي عشتها".

على الفور توجه عم صلاح لمحمود وحيد، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ساردًا: "رحب بالموضوع جدًا، وقالي، في البداية لازم تروح تقعد معاها الأول، بالفعل روحت ومن أول 5 دقائق قلت للمديرة مش عايز إلا هي.. من لحظتها والدنيا احلوت"، أما الصمت والابتسامة فكانا من نصيب العروسة.

عرس صلاح ونورا، كان قائمًا كله على التطوع، بداية من فستان الزفاف، وخبيرة التجميل، حتى مصمم الأفراح، الذي حول الحديقة الخاصة بالمؤسسة كأنها قاعة أفراح بأحد الفنادق أو النوادي.

"أنا طايرة مع الحمام فوق في السما.. مش مصدقة اللي بيحصلي انا بتجوز وبتحتفل بيا الوزارة والناس كلها"، بتلك الكلمات بدأت العروس نورا حديثها مع "القاهرة 24"، وتعود بذاكرتها لأكثر من 10 سنوات ماضية، قبل تركها لمنزل الأسرة بعد تعرضها لعنف أسري، وتعدي بالضرب من قبل الأب والإخوة "عمري ما سمعت كلمة حلوة من حد.. كل حياتي كانت ضرب وشتيمة وإهانة".

لتهرب من المنزل ولم تجد إلا الشارع الذي سكنته لـ4 أشهر، الذي تصفه بـ"المؤذي والقاسي" وما إن علمت بـ"معانا لإنقاذ إنسان" حتى هرولت مسرعة باتجاه الدار، لتسكنها طوال 10 سنوات، وتخرج منها بفستان زفافها الأبيض.

وعن استقبال نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، للعروسين بالوزارة، بعد توجيه الدعوة لهم للتهنئة، واعتذارها عن حضور الفرح؛ بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، يقول عم صلاح: "كانت مبسوطة وحسستنا إن حد من عندها بيتجوز، وهي أول حد قالي بدلتك شيك جدًا وشجعتني وخدت منها دفعة لأمام.. والترحيب كان من كل الموجود في الوزارة".

ويختتم العريس حديثه بنبرة فرح وبهجة، قائلًا: "دلوقتي قاعد في بيتي ومقفول عليا باب وقصادي تليفزيون مش مصدق نفسي.. حاسس اني في حلم مش مستوعب من فين بقيت فين، ولا الفرح وفرحة الناس معايا".

تابع مواقعنا