الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حفيدة مؤسس حي سموحة بالإسكندرية جان نجار: تم طردنا من مصر وطننا.. وأتوق إلى رشفة من نهر النيل (حوار)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأحد 14/فبراير/2021 - 03:07 م

لم يكن  اسم الإسكندر المقدوني وحده رمزًا  لمدينة الإسكندرية،  فهناك من شيد وأسس، ووضع بصمته في أحياء وشوارع الإسكندرية،هو  اليهودي المصري "جوزييف سموحة" الذي أسس حي سموحة ونادي سموحة الشهير والعديد من المرافق التي لازالت حتى الآن.  

لذا التقى "القاهرة 24"،  حفيدة جوزيف سموحة "جان نجار"  لنعرف منها المزيد عن حياتها  وهجرة عائلتها من مصر فى ذلك الوقت.

فبعد استقرار جان في أمريكا بعدة سنوات، عملت جان كمحرر لحسابها الخاص، ثم في مجال ترجمة الكتب والمقالات من الفرنسية والإيطالية، ومراجعات الكتب لصحيفة نيويورك تايمز، وصوت القرية، والناشرين الأسبوعية، في عام 1972، انضمت الى  Liveright لاكتساب مهارات كبار المحررين،كما عملت كعضو في المنتدى العالمي للمرأة، و المجموعة الإعلامية للمرأة و عضو فى رابطة النواب المؤلفين مع بعض الوكلاء، والرئيس السابق للAAR، كما عملت في مجلس إدارتها لسنوات عديدة، واستمرت إلى أن اصبحت ناشطة في اللجان المختلفة،وفى عام 1978 انشأت وكالة أدبية خاصة بها.  

فى البداية حدثينا عنك وعن تاريخ عائلتك فى مصر؟

أنا الآن أم وجدة، وأعيش وأعمل في مدينة نيويورك، لكني نشأت في القاهرة، في أسرة متعددة الأجيال، في منزل كبير شيده جدي، جوزيف موصيري، على حدود نهر النيل، هو الآن مقر إقامة السفير الروسي،  وكنت الطفلة الوحيدة لمدة خمس سنوات في ذلك البيت، كانت إقامتي مع جدتي، جين موصيري، وعمتي الكبرى هيلين موصيرى.

وجاءت عائلة  والدي المعروفة باسم  "موصيرى المصرفية"، إلى مصر عبر إيطاليا، بعد أن فروا من محاكم التفتيش الإسبانية، حيث كانت تجارتهم  مزدهرة في توليدو، وبعد ذلك استقر في ليفورنو إيطاليا، حاولوا بعد ذلك تطوير عملهم، والتجارة عبر البحر الأبيض المتوسط، وكان فرع من عائلة موصيرى  قرر الاستقرار في القاهرة في أواخر القرن 18.

حيث وجدوا في مصر أنها تحتضن جميع الفئات، فكان هناك تنوع واختلاف فكان المجتمع عالمي متعدد الثقافات، تواصلوا  مع السلاطين والأمراء فى مصر حينذاك، وأصبحت عائلة موصيري باشا متأصلة في الحياة الاجتماعية والثقافية لمصر، لأكثر من 200 عاما، وأنشأوا شبكات عبر الحدود الوطنية والدينية، التي أدت بهم لقيام حياة سعيدة جنبا إلى جنب مع المصريين، ولاقت  الترحيب مع الجيران والمجتمعات الأوروبية أيضا.

في ذلك الوقت كان يوجد احترام لكل فئات المجتمع المصري فهناك، إحترام للممولين مثل  إنشاء المستشفيات ودور الأيتام والمراكز المجتمعية والمدارس والمعابد اليهودية، كما أنشأت محكمة القانون المدني الدولية المعروفة باسم Mixtes المحاكم المحلية.

 كانت عائلة والدتي المعروفة باسم "سموحة"، لها جذور وأصول عميقة، في الشرق الأوسط، حيث جاءت والدتها من دمشق  بسوريا، وولد والدها في بغداد.

 وكان جدي جوزيف سموحة،  رجلا متدين ومحب لوطنه مصر، ولقد مّول إنشاء كنيس يهودي  فى مصر "معبد عدلي"، كما أنه مّول في نفس الوقت ايضا انشاء مسجد وكنيسة، ولقد اجتمع أجدادي وتزوجا في مانشستر، انجلترا، وبدأوا في تربية الأسرة هناك.

أدت  أعمال جدى للحكومة البريطانية، حينذاك إلى أن يسافر إلى مصر خلال الحرب العالمية الأولى، حيث استقر في نهاية المطاف مع عائلته بها، ولقد ساهم جدي، برؤيته فى تنظيم المشاريع، وماله، ونزاهته لإحياء مدينة الإسكندرية، لإعادة هيكلتها وتطويرها،  حيث أنه  انتشر بها فى ذلك الوقت البعوض بسبب البحيرات، لذلك قام بالبناء والتعمير  بيئيا للتطوير العقاري الفريد  من نوعه، والذي تضمن أيضا الساحات العامة والشوارع  التى تصطف على جانبيها الواسعة الأشجار،وإقامة نادي رياضي وملعب جولف وملعب للسباق، والمنطقة كما يعرف الجميع لا تزال تعرف باسم مدينة سموحة، وأحيانا ببساطة  تقال "سموحة".

أخبرينا عن كتابك رشفه من نهر النيل وعن الجوائز التي حصلتى عليها؟ بعد سنوات عديدة من العمل الأدبي في مدينة نيويورك، بدأت أدرك أنه في حين أدرك أولادي وأحفادي مفتاح المستقبل، أمسكت المفتاح لماضيهم، فهم يستحقون العثور عليه، أكثر من أي وقت مضى، لأن المجتمع والعالم الذي كنت أعرفه، منذ كنت طفلة قبل أزمة السويس عام،1956 قد اختفى كما لو لم يوجد أبدا، فبدأت أجمع ذكرياتي من مصر التي اختفت إلى الأبد، وأدرجتها  في مذكراتي "رشفة من نهر النيل" إلى الخروج من بلدى مصر، وكانت عملية كتابة مذكراتي تجربة التحول بالنسبة لي. فقد وجدت فى  الماضي الراحة لى وصدى حياتي الذى ارتد لي عبر تضاريس عقود، ومعرفة الذات والمعنى والمضمون حتى فى الوقت الحاضر.

ولقد استغرق الأمر مني 50 عاما،  حتى اكون قادرة على كتابة ذكرياتي، والغرق المستمر للتعامل مع حياتي الحالية، والعودة بذهني إلى الماضي الجميل، والقلب إلى عالم رائع من طفولتي  بالإضافة إلى الأحداث المؤلمة التي انتهى بها الأمر.

ويسعدني أن كتابي قد تم الاعتراف به باعتباره فى  الدور النهائي للجوائز الدولية للكتاب، كما اننى سعيدة للغاية أني وجدت الكثير من القراء والاستجابة منهم لقرائته.

متى اتخذت عائلة سموحة قرار الهجرة من مصر؟ ولماذا؟

لم يكن هناك قرار للهجرة، لماذا نترك وطننا،  فقد كانت مصر وطننا، ومع ذلك، ونتيجة للتدابير المتخذة في أعقاب أزمة السويس، اضطررنا إلى ترك البلد، فكان لدينا جوازات سفر إيطالية.

هل فكرت العائلة في الهجرة إلى اسرائيل؟

عائلتي لم تكن لديها أدنى نية في الهجرة إلى إسرائيل، فنحن يهودي الديانة  فقط. وقد توجهت عائلتي نحو أوروبا وأمريكا.

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قام  بتأميم ممتلكات سموحة في الماضي، ولقد تقدمت أسرة سموحة بدعوى قضائية للتعويض عن الأراضي المصادرة وتشير التقديرات إلى أنها بمليارات الجنيهات.  

 

هل سوف تستمروا في رفع القضية للمطالبة بهذه الحقوق؟  

فيما يتعلق بالحالة للحصول على تعويض، أنا  لا أعرف حالة الدعوى الآن، و ليس لدي أي وجهات نظر سياسية، ما استطيع أن أقوله فقط،  هو أننا تم طردنا من مصر وطننا، وأجبرنا على ترك جميع ممتلكاتنا خلفنا، ولكن حصلنا على حياتنا وإعادة صنع حياة جديدة الآن.  

حتى الآن لا يزال اسم سموحة رمز من رموز الإسكندرية.. فما هو شعورك حيال ذلك؟

يحزنني نوعا ما، فالرجل السخي الذي قدم الكثير لمصر الذي كان يحبها، أجبر على العيش في المنفى بشيخوخته،  لكن العزاء الوحيد أن  اسمه يبقى في الإسكندرية حتى الآن .  

ما هي الحالة الوحيدة التي تجعلك  تفكرين في العودة للعيش مرة أخرى في مصر؟

لسنوات عديدة  حتى الآن حياتي في  الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد تأثرت عائلتي بكل شئ هنا، عملي،  كما أسست وكالة أعمال أدبية مزدهرة هنا، وعلى الرغم من ذلك أنني بالطبع أحب زيارة مصر مرة أخرى.

من هو الكاتب المصري المفضل لديكِ؟

 أنا أكثر الناس حبًا لروايات الأديب العالمى نجيب محفوظ.

متى كانت آخر زيارة لكي لمدينة الأسكندرية وهل ستزوريها قريبا؟

كانت آخر زيارة لي للإسكندرية في عام 1956، وآمل كثيرا أن أولادي وأحفادي تتاح لهم الفرصة لزيارة كل من القاهرة والإسكندرية في مستقبلهم والتواصل مع أصولهم هنا.

تابع مواقعنا