الثلاثاء 16 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طبيبة ناجية من حادث المنيا: شدوني من السرير وأنا مكسورة بمستشفى حلوان.. ودفعت فلوس في معهد ناصر للعلاج

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 16/يناير/2020 - 07:45 م

كشفت الدكتورة إيمان عاطف، البالغ عمرهًا 27 عامًا، إحدى الطبيبات المصابات من حادث المنيا، أمس، تفاصيل الحادث المآساوي الذي تعرض له ميكروباص كان يقل طبيبات من المحافظة وأسفر عن وفاة وإصابة 21 شخصًا غالبيتهم من الأطباء.

وقالت “إيمان”، إنها من مركز سمالوط وقد جاء لها إشارة من وزارة الصحة على “جروب” أطباء سمالوط، إن الإدارة قد أبلغتهم بأنه على الطبيبات أن يذهبن للتدريب من أجل “فحص سرطان الثدي”، وذلك قبل موعد التدريب بيوم واحد فقط، ما أدى لاعتراض العديد من الطبيبات كونهن فتيات وتنقلهن ليس سهلا.

وأضافت لـ”القاهرة 24” أن الطبيبات لم يستطعن حجز تذاكر للقطار، لذلك أخبروهن أن يأتوا في مواصلات، لأن التدريب إجباري، والتي تمتنع عن الحضور ستتعرض لضرر كبير ونقل من مكان خدمتها، حتى أن طبيبة أم قد اعتذرت لأن طفلها صغير وبحاجة للعناية، إلا أنهم رفضوا اعتذارها.

وتابعت: “قالولنا ملناش دعوة بيكم، وأخدنا ميكروباص على حسابنا، وكنا 14 بنت من إدارات مختلفة، مثل سمالوط وأبو قرقاص والمنيا نفسها، وجاء الميكروباص على 3.5 فجرا لأن التدريب كان ميعاده 9 صباحا في القاهرة، وبعدها ركبنا الميكروباص واستقل باقي الطبيبات المكروباص من سمالوط وكنا في الميكروباص مجتمعين على الساعة 4.5 فجرا، ونمنا في الطريق على الساعة 6، وعند منطقة الكريمات انتابتنى غفوة اغمضت فيها عينى ولم أفق غير واصطدام شديد واقع ولم أميز من قوة الصدمة بماذا اصطدمنا ولا كيف، أغمى عليا ولم أفق غير والزجاج بيتكسر في الشباك المجاور لي والناس تقوم بسحبنا من داخل الميكروباص”.

وأشارت الطبيبة إلى أن السيارة من الأمام كانت قد تحطمت بالكامل، لدرجة أن بابها لم يُفتح، وحينما خرجنا من السيارة جلسنا على “الأسفلت”، والمارة كانوا يقفون بسيارتها لمساعدة المصابات، حتى جاءت الإسعاف بعد الحادث بساعتين، فالحادث كان في نحو الساعة السادسة والنصف صباحًا، وجاءت الإسعاف في تمام الثامنة والنصف صباحًا.

وذكرت الطبيبة: “3 ماتوا بالفعل في الميكروباص، 2 بنات من دفعتي والسواق، اللي جنب السواق مباشرة واللي وراه ماتوا، والبنت الأخرى التي كانت تجاور السائق هي صديقتي الدكتورة نورا، قلبها كان وقف فعليا ورجعوها تاني في الإسعاف، بعدما غادروا، والدكتورة التي فقدت رحمها كانت تجلس في أول كرسي بعد السائق، طبعًا أول كرسيين بجوار السائق واللي بعده (اتبهدلوا)، ومنهم واحدة فقدت الوعي وواحدة كسرت ساقاها”.

وأكدت الدكتورة المُصابة، أن بعد الحادث بساعتين جاءت عربتا إسعاف وأخذتا الحالات الحرجة التي كانت تنزف، أما باقي الحالات البسيطة مثلها فانتظروا سيارة إسعاف أخرى، وتم نقلهم لمستشفى حلوان العام، وهناك حاولوا إنقاذ الطبيبات لكن لم تكن الإمكانيات لتساعدهم.

واستكملت: “قولتلهم أشعر ببرودة شديدة و(الحقوني روحي بتتسحب مني)، كانوا يحاولون البحث عن (كالونة) بعدما قلت لهم ولم يجدوا، ضغطي كان منخفضا بشكل مقلق وأطراف يدي اكتست باللون الأزرق، واستمر بحثهم عن حامل كالونة ولم يجدوا أيضا، واضطروا (يشكشكوني من جوا أيدي)، وعملت أشعة في مستشفي حلوان قالولي لا توجد أي كسور، واتحركي براحتك معندكيش حاجة وكانوا بيشدوني من السراير عادي”.

وأشارت إيمان إلى أنهم حولوا الطبيبات بعد ذلك إلى مستشفى ناصر، لنقص الإمكانيات بمستشفى حلوان العام، وكان الطريق مغلقا وانتظروا فيه نحو ساعتين ونصف، حيث حان وقت الظهر عليهم وهم داخل سيارات الإسعاف، ووصلوا إلى معهد ناصر في تمام الثانية عشرة والنصف.

وبيّنت الطبيبة المُصابة: “قلت لهم والله يا جماعة أنا حاسة بألم، استحالة الألم دا كله ومفيش كسر، ولما صوت نقلوني على مستشفى ناصر، وطلع عندي كسر في الفقرة الصدرية رقم 8، وفي مستشفى حلوان قالولي مفيش حاجة لأنهم عملولي “إكس راي” لكن لما جيت ناصر عملوا (سي تي) وقالوا باين الكسر عندك، بالإضافة لجرح في رجلي الشمال من تحت وكدمات في وجههي، وعضلاتي كلها أصيبت وساءت حالتها من السحب والجذب”.

ووجهت إيمان عاطف، رسالة لوزيرة الصحة، قالت فيها: “عاوزين احترام وتقدير لينا كدكاترة”، حيث إنه بعد كل ما مروا به ليس هناك أي تعويض سواء مادي أو معنوي، حتى أن الحزام الذي استعانت به الدكتورة لعلاج آلام ظهرها، اشترته على نفقتها الشخصية، وقيمته 750 جنيهًا.

وأوضحت الطبيبة البشرية: “الدكتور قالي إمبارح معندناش أحزمة للظهر في مستشفى ناصر، وهتجبيه على حسابك إنتي وفعلًا جبته على حسابي، وبعدها دكتور آخر قالنا حساب الحزام عند الإدارة، ليه دفعتوا، والوزيرة وناس من النقابة جولنا إمبارح وقالولي اطلبي اللي أنتي عايزاه تعويض، قلت لهم التعويض ده هيغنينا عن أصحابنا اللي ماتوا، سواء اللي فقدت الرحم ومعهاش غير بنت صغيرة، ولا اللي فقدت حياتها، دول أيه تعويضهم!؟”.

كما أكدت الدكتورة إيمان عاطف، أن كافة الأطباء والطبيبات خارج الحادث أو داخله معترضون على ما حدث، وطبيبات الحادث يردن رفع قضية لأن جميعهن تعرض لأذى نفسي وبدني، وهي ستقوم برفع قضية على الرغم من أنها تُعد أقل الطبيبات ضررًا في الحادث.

تابع مواقعنا