الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تواضروس الثاني…محارب بملابس بطريرك

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأربعاء 03/أكتوبر/2018 - 06:35 م

منذ توليه قيادة الكنيسة الأرثوذوكسية القبطية خلفًا لسلفه البابا شنودة الثالث، وهو يحارب طواحين الهواء ويُقاتل على عدة جبهات لأجل تنفيذ مشروعه الذي يحلم به داخل الكنيسة العريقة.

البابا تواضروس الثاني، الرجل الذي كان سئ الحظ بتوليه منصب بطريرك الكرازة المرقسية في هذا التوقيت من عمر الوطن، وتلك الأزمات التي لا تلاحق عليها الكنيسة.

بدأ البابا تواضروس الثاني عهده في ظل حكم الاخوان المسلمين، والذي شهد أول إعتداء على الكاتدرائية الكبرى بالعباسية منذ إنشائها، الأمر الذي تسبب في وفاة ما لا يقل عن 5 أشخاص وإصابة العشرات، في واقعة دقت أول مسمار في نعش علاقة الجماعة بالكنيسة المصرية.

الأخوان لم يكونوا أبطال هذا المشهد فقط، بل كانوا أبطالاً في مشهد آخر كان بمثابة ضربة قاسمة للبابا، إذ تم حرق الكثير من الكنائس والأديرة والأعتداء على آخرين، عقب فض إعتصامي رابعة النهضة، وبابت الجميع يقول إن البابا والمسيحيين يدفعون ثمن دعمهم لـ 30 يونيو، ولكن البابا لم يٌقسم ظهره، بل ظل واقفًا كما هو.

لم تنتهي الأحداث الطائفية في عهده، بل شهدت سنواته عدد مهول من الأحداث الطائفية التي كانت تتكرر بشكل كبير خاصة في محافظة المنيا بصعيد مصر، التي تشهد بين الحين والآخر أزمة طائفية وكان آخرها أزمة قرية دمشاو هاشم، بعدما إعترض بعض أهالي القرية على بناء كنيسة يصلي فيها المسيحيين وقاموا بالإعتداء على منازلهم وممتلكاتهم.

المنيا أيضًا كانت حاضرة في مشهد قاسي وأزمة كبيرة تعرض لها البابا تواضروس، وذلك بعدما بث تنظيم داعش الإرهابي مقطع فيديو يعدم فيه 21 قبطي على السواحل الليبية، كانت غالبيتهم الساحقة من المنيا، وترأس البابا صلاة جنازتهم وأعلن الحداد في الكنيسة.

البابا طيلة وقت قيد فوهة بنادق الكثيرين الذين يمطرونه بوابل من رصاصات النقد بين الحين والآخر، خاصة حينما يتدخل في الأمور السياسية أو يخرج بتصريحات قد يراها البعض ضعفًا أو مزيد من التنازل عن حقوق الأقباط لصالح الدولة.

على صعيد الكنيسة لم يجلس البابا سالمًا آمنًا على الإطلاق، فقد تعرض لسيل من الأزمات الكبرى التي كانت تلاحقه عقب كل قرار كنسي يتخذه.

البابا تعرض لهجوم شديد بعد أن قرر الافراج عن كتب القمص متى المسكين والذي كان على خلاف شهير مع البابا شنودة، وسمح بعرضها داخل المكتبات المسيحية، بل وبدأ رحلة من التصالح مع العلمانيين ممن كانت بينهم وبين شنودة الثالث خلافات كبيرة.

ولأنه بابا جديد حاول أن يأتي بعصر جديد، لكنه واجه العديد من قيادات الكنيسة ممن أعلنوا أنتمائهم لأفكار البابا شنودة دائمًا وأبدًا، فظلوا يصطدمون مع البابا وفي بعض الأوقات يعملون ضد خطته، وتجلى هذا في طرد أسقف المقطم لفرق ترانيم إنجيلية من دير سمعان الخراز ومنع دخولها الدير بحجة أنها لأختراق الكنيسة، هذا في الوقت الذي يسعى فيه البابا ويكثف إجتماعاته لوحدة الكنائس.

البابا وبسبب تردي أوضاع ملف الاحوال الشخصية داخل الكنيسة خلال عهد البابا شنودة، وعمله ببطئ على هذا الملف، تعرض لهجوم متضرري الأحوال الشخصية وتظاهرهم داخل الكاتدرائية الكبرى بالعباسية خلال العظة، للضغط عليه لتحقيق مطالبهم.

الكنيسة الأرثوذوكسية البريطانية، قررت الإنفصال عن نظيرتها المصرية، فخرج الجميع يتهم تواضروس التاني بأنه سيسمح بتفكك الكنائس وضياع الإيمان، دون حتى الألمام بأدنى قدر من المعلومات عن علاقة الكنيستين ببعضهما البعض، ولكن البابا مت كعادته ولم يرد.

على صعيد الأديرة واجه البابا تواضروس الثاني منذ توليه أزمات كبيرة داخل الأديرة، بدأت بأزمة دير وادي الريان الذي حاولت الدوله تحويله مسار جزء منه لصالح طريق الواحات الجديد، ولكن رهبان الدير رفضوا هذا الأمر فخرج البابا وأنكر إعترافه بهم وبالدير، فأخرجوا وثيقة تظهر إعترافه للدير في وقت سابق، وظلت الأزمة مشتعلة لفترة ليست بالقصيرة حتى حُلت الأزمة بخضوع الرهبان الى الكنيسة الأرثوذوكسية وتعاليمها.

أزمات الأديرة وصلت لذروتها عقب قتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير الأنبا مقار بصحراء وادي النطرون في يوليو الماضي، ولكن تلك لم تكن آخر المصائب إذ تلاها كارثة بإعلان إتهام إثنين من رهبان الدير بالتخطيط وقتل الأنبا أبيفانيوس وهم قيد المحاكمة الآ.

راهب ينتحر!.. ربما وارد هذا الأمر في بعض الروايات والقصص، لكن على صعيد الكنيسة الأرثوذوكسية، فالأمر غاية في الصعوبة، ولأن البابا تواضروس كسر كل معايير سوء الحظ، فقدت شهدت الكنيسة واقعة إنتحار الراهب زينون المقاري داخل دير المحرق بأسيوط، بعد فترة قصيرة من نقله هناك ضمن قرارات البابا لضبط الحياة الرهبانية.

تابع مواقعنا