الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد علي يكتب: ما هي اللحظة الأكثر فرحًا لك يا فابيو؟

القاهرة 24
رياضة
الخميس 26/نوفمبر/2020 - 04:56 م

سؤال تقليدي، لم يكن يحتاج من فابيو كنافارو أفضل لاعب في العالم، والرجل الذي فاز بكأس العالم والكرة الذهبية من قبل سوى جزء من الثانية ليجيب. لكن المدهش أنه أشار للحظة أخرى، وذلك عندما كان صغيرًا في أشبال نابولي، وكان ممن يلتقط الكرات من ملعب السان باولو الأسطوري، حينها سدد دييغو الكرة فخرجت خارج الملعب، ليتسابق عليها الجميع، ويمسكها كنافارو، لكن الفرحة لم تكتمل، فقد أتى جميع الأطفال الذين يلتقطون الكرات ليأخذوا الكرة بالقوة والضرب، ولَم ينقذه من بطشهم سوى مارادونا .. يقول كنافارو: جعلني أحتفظ بالكرة ثم أعطاني قميصه وحذاءه، هذه كانت أسعد لحظة في حياتي.

دييغو أرماندو مارادونا المولود في ضاحية لانوس، الضاحية التي شهدت أول صرخة للفتى الذهبي في الثلاثين من أكتوبر عام 1960م بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، لم يعقد عليه والده آمالًا كبيره، ولم يكن أحد يتوقع أن ابن هذه البيئة القاسية سيُصبِح قديسًا يُدهش العالم بموهبته، ذلك أن الطفل الذي لعب كرة القدم ليشتري منزلًا لأهله حطم أرقامًا قياسية قبل أن يصبح زعيمًا شعبيًا للأرجنتينيين وإلهًا في نظر البعض.

كثيرون لا يحبون وصف البشر بالآلهة ولا يحبذون كلمة أسطورة من فرط استخدامها – محمد رمضان الممثل المصري اتخذها لقبًا له في بدايات أعماله الفنية – لكن مارادونا، ذلك الرجل الذي غير شكل كرة القدم كسر القاعدة، لا لكونه لاعبًا موهوبًا لا مثيل له، وليس لأنه وصف يده بأنها يد الله في المباراة التي أسقط فيها الإنجليز في نصف نهائي مونديال 86 قبل أن يضيف أجمل أهدافه على الإطلاق ويحصد اللقب، بل لأنه ترك أثرًا لا يمكن تجاوزه، فالأثر والتاريخ هو من يخلِّد الأساطير ويكتب المانشيتات.

يقول مارادونا: حينما يقرر الرب أن الوقت قد حان، أعتقد أنه سيأتي لأجلنا.

هكذا كانت النهاية إذن، وأظن أنها المرة الأولى التي يقف فيها العالم أجمع على اختلاف جنسياته وأطيافه دقيقة حدادًا على روح أحدهم، لكن دقيقة الفتى الأسطوري ليست كأي دقيقة أخرى، فالعيون التي شاهدت مارادونا على البساط الأخضر تأكدت بما لا يدع مجالا للشك أنه قديس، وأنها تنتمي لشعبه المارادوني.

تابع مواقعنا