الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الكلمة السحرية لمصر في ليبيا.. سر القبيلة!

القاهرة 24
السبت 19/ديسمبر/2020 - 08:20 م

"من لم يقرأ التاريخ محكوم عليه أن يعيشه مرة أخرى" هذه مقولة "فولتير" التي تحتل مكانة كبيرة لدى الذين يؤمنون بضرورة قراءة التاريخ ومعرفة سواكنه ومحركاته لاستخلاص صحيح المواقف والتوجهات.

في منتصف التسعينيات صدرت تصريحات من ليبيا تقول إن الحدود الليبية مع مصر عند الكيلو 26 الإسكندرية، وحينها رددتُ على هذا التصريح بـ 5 سطور في صحيفة متواضعة، ثم جاء الرد على لسان معمر القذافي يؤكد صحة ما ذهبتُ إليه. وبعدما التقيتُ القذافي قال لي في حضور الوفد المصري "لقد تأخر لقاؤنا كثيرًا" ثم فوجئتُ بممثِّل له يناقشنى في عدة أمور تحفظتُ على جميعها إلا الأمر الخاص بردي على "التصريح إياه" حيث وجد القذافي أنه الحل!!

ماذا كان ردي؟! إن القبائل ذات الأصول الليبية 12 مليون نسمة يوجد 7 منهم في مصر ونحن نطالب بحقِّهم في الثروة والمشاركة في الحكم ثم أشرتُ إلى بني غازى. عندما اندلعتْ الثورة ضد القذافي كانت علاقتنا قد انتهت تمامًا بسبب المحيطين به -والذين كنت ولازلت أراهم سبب مأساته- فوجئتُ بشخص عزيز عليّ وهو مقربٌ من القذافي يطلب مني حلولًا فأشرتُ إلى ما سبق تناوله، فأطلق القذافي صرخته الشهيرة مستنهضًا القبائل وتحديدًا "العبيدات" لكن الوقت كان قد فات.

اليوم وفي ضوء ما تتعرض له مصر وليبيا من مخاطر تهددنا في سيادتنا واستقلالنا وثرواتنا وسلامة أراضينا، فإنه يتحتم علينا أن نتبنى كافة الخيارات المشروعة للحيلولة دون تعرضنا لاستعمار بغيض في الألفية الميلادية الثالثة وفي عالم لم يعد فيه مكان للضعيف، ومشروعات استعمارية ذات أغطية شتى تأخذ من المشاكل التى صنعها الاستعمار القديم قبل رحيله مدخلًا إلى جانب ما تصنعه من أحداث وحروب عسكرية واقتصادية للسيطرة على مقدرات الشعوب والهيمنة على صناعة قرارها وبصورة فجة.

ولسوء حظ شياطين الغرب ومعهم تركيا وغيرها، فإن كل ذوي الأصول الليبية المقيمين في مصر لازالت ضمائرهم تختزن جرائم تركيا في حق أجدادهم من قتل وسلب وترويع إلى أن تمكنوا من الهروب إلى مصر والعيش فيها، ويروون بين وقتٍ وآخر جرائم تركيا ضد أجدادهم لكى تظل محفورة في ذاكرة الأجيال.

مصر بالنسبة للشعب الليبي - تاريخيًا – بلدهم التى تستحق أن ينضموا إلى شعبها في ثورة عرابى - مثلا – وهم في طريقهم إلى الحج وقاموا بإلغاء رحلاتهم. فما مصر بالنسبة لهم سوى علاقة دم و لحم بأهلها، وأرض ممتدة عاش فوقها المصري والليبي.  وظلت مصر سندًا لليبيا وشعبها في كفاحه ضد الاستعمار؛ حتى أن إيطاليا وضعت على حدود ليبيا مع مصر وحدها السلك الشائك الشهير لمنع الإمدادات المصرية المتنوعة عن شعب ليبيا مدركة طبيعة العلاقات بين الشعبين، وليس كما يردد الهابطون بغتة في ليبيا والذين يكنون أقصى درجات العداء لمصر والمصريين بغض النظر عن الحاكم سواء كانوا معه أو ضده، لكن تظل مصر وشعبها غصة في حلوقهم. وفي تقديري.. فإن هذه الحالة يجسدها ضابط الموساد الإسرائيلى الذى كان أمام مسجدٍ في ليبيا وتم أسره.

ليس أمام مصر سوى تبنِّي التوجهات التي تحفظ الأمن القومي المصري والليبي والعربي إزاء الهجمة الشرسة لقوى الاستعمار القديم الجديد، وإلا فإن الباب العالي "حلم أردوغان" سوف يعود مرة أخرى عاصفًا بكفاحنا وأحلامنا واستقلالنا وثرواتنا وهويتنا.

ثمة تحرك دعوتُ إليه منذ ربع قرن تقريبًا والذي أشرتُ إليه بشأن 7 ملايين مصري تقريبا مرتبطين بعلاقات عمومة مع نظرائهم في ليبيا في ، وأعدتُ طرحه إبان ثورة يناير ولازلت أنادي به. وهو اجتماع لوجهاء القبائل ذات الأصول الليبية في مصر وإعلان إطار للمطالبة بحقهم في الثروة والمشاركة في السلطة، آملًا أن لا يكون مصير دعوتي هو الاستيلاء عليها كما حدث من قبل على يد آخرين!

نحن في مرحلة لا تحتمل علاقات الصداقه الشخصية على حساب أمن مصر القومى .. نحن في مرحلة لا مكان فيها للمخلصين لأنفسهم وكلى ثقة في الله وفي قيادات مصر الذين ينبغى عليهم التخلص من الطابور الخامس الذين لا يدينون إلا لغير مصر على حساب مصر وشعبها بل وكوادرها والله المستعان.

تابع مواقعنا