إلى تامر أمين.. "اللي بنى مصر كان صعيدي وفلاح"
في البداية هنقل لحضراتكم مشاهد يومية، بحكم معيشتي في محافظة تصنف على أنها زراعية وهي محافظة المنوفية، عندنا في المنوفية رب الأسرة مستعد يتداين أو يشتغل شغلين، بالإضافة للأرض اللي كافية تهد الحيل، علشان في آخر الشهر يوفر لأولاده مصاريف دروس، حق كتب، حق ملابس علشان يروح بيها وسط زملائه مرفوع الرأس.
أتذكر والدي ووالدتي ربنا يديهم العمر والصحة، وهم يوفرون من مصاريفهم الشخصية ومصاريف البيت، علشان دروس خاصة أو كتب خارجية، أو مصاريف مواصلات للمدرسة الثانوية أو الجامعة، أتذكر الجمعيات السنوية المخصصة لشراء ملابس الدراسة، ده كان حالي وحال كتير من أهالينا في المنوفية.
طب أقولك يا أستاذ تامر تعالى كده بص على جامعة المنوفية، طب بص على جامعة السادات، تعالى شوف الكليات، تعالى بص على الدرجات، عندنا يا أستاذ تامر الفلاح بيشقى في أرضه، علشان ابنه يبقى طبيب، يبقى محامي، يبقى مُعلم، يبقى ظابط، يبقى صحفي، يبقى أي وظيفة محترمه يفتخر بيها وسط الناس.
طيب تعرف مثلا نسبة المتعلمين في المنوفية، طيب حد قالك المنوفية خرجت كام وزير، كام صحفي، كام طبيب، كام أستاذ جامعة، كام قيادة عسكرية، كام مستشار، كام ظابط، كام صنايعي، كام مخترع، علشان تيجي في الآخر يا تامر يا أمين تقولي على الصعايدة والفلاحين بيشحنوا بناتهم للعمل خدامين.
للأسف يا تامر أمين الظاهر إنك نسيت إن اللي عبر القناة صعيدي وفلاح، واللي أعطى إشارة العبور وخطط فلاح، واللي ضحى بدمه علشان بلده صعيدي وفلاح، واللي عمّر وخّضر وصنّع صعيدي وفلاح، واللي بنا مصر كان في الأصل صعيدي وفلاح.
"عشان خاطر عيونك"
في بيتنا مفقود
لوحة نيت بتاح توضح حقيقة الألوان في مصر القديمة
