الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بكين وواشنطن.. اتهامات وصراع بيولوجي على طول الخط

القاهرة 24
الإثنين 11/مايو/2020 - 08:05 م

في مقال نشرته صحيفة الشعب الصينية اليومية برقم 1430 في 2/05/2020، نشرت الصين مجموعة أسئلة عن فيروس كورونا وعلاقة الولايات المتحدة به، ولأهمية المقال قررت نقله لكم باللغة العربية، وذلك لسببين، أولهما منح الصين حق الرد عن نفسها عن الاتهامات الأمريكية بأنها سبب الوباء، والثاني لخطورة محتوى الأسئلة الصينية، ونحن والعالم كله ينتظر من الولايات المتحدة الإجابة عنها: بعد أكثر من مائة يوم فقط من تشخيص أول إصابة مؤكدة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 20 يناير، ازداد عدد الحالات المؤكدة من حالة واحدة إلى أكثر من مليون شخص، مما جعلها الدولة الأولى من حيث عدد الإصابات والوفيات على الصعيد العالمي.

إن الوضع الوبائي المحلي في الولايات المتحدة لا يبشر بخير، وفيما يتعلق بعلامات الاستفهام العشر حول الوباء، فمن واجب الحكومة الأمريكية تقديم إجابة صحيحة وواضحة للعالم كله. وقد جاء السؤال الأول: لماذا اختفت فجأة المعلومات المتعلقة بتحوير فيروس إنفلونزا الطيور السنة الماضية بعد أن كانت في بداياتها؟ في فبراير من العام الماضي، ووفقا لمجلة العلوم الأمريكية، وافقت السلطات الأمريكية بكل هدوء على التجارب التي تسببت في جدل كبير حول عملية تحوير فيروس إنفلونزا الطيور، وقد تم استئناف هذه التجارب التي تعتبر خطيرة بعد فترة وجيزة فقط من حظرها لسنوات عديدة. ويعتبر هذا البحث الذي يهدف إلى تحوير فيروس (H5N1) ليكون أكثر قدرة على إصابة الثديات مثيرا للجدل وخطيرا للغاية، حيث يعتقد الخبراء أن هذا التعديل قد يرفع خطر انتقال الفيروسات من إنسان لآخر، فلماذا قررت الحكومة الأمريكية إلغاء تجميد التجارب بعد 4 سنوات من إيقافها؟ وجاء السؤال الثاني: ما حقيقة إغلاق معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي؟ أفادت “غلوبال بيو ديفينس” على موقعها الإلكتروني بأن معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي (USAMRIID)، ومقره فورت ديتريك بولاية ماريلاند، استأنف عمله بالكامل. في يوليو من العام الماضي، أصدر المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أمرا رسميا بوقف دراسة العوامل البيولوجية والسموم المحددة. وفي مارس الماضي، تم نشر عريضة على موقع البيت الأبيض تطالب بتوضيحات حول إغلاق المختبر في يوليو الماضي. إن هذا الإغلاق وإعادة التشغيل السريع يلفت الانتباه ويدعو إلى الشك والريبة، أما التساؤل الثالث: هل من قبيل الصدفة أن نفذت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية سيناريو يحاكي تفشي أمراض معدية ، السنة الماضية ثم يصبح حقيقة هذا العام؟ نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” مارس الماضي، مسودة تقرير من حكومة الولايات المتحدة تشير إلى أنه في الفترة من يناير حتى أغسطس 2019، نفذت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية في عام 2019 محاكاة أطلقت عليها اسم “عدوى كريمسون – Crimson Contagion”، حيث تخيلت بأن جائحة أنفلونزا ستبدأ في الصين وسينقلها سائحون إلى جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي أكتوبر من العام الماضي، عقدت منظمتان أمريكيتان تمرينا وبائيًا عالي المستوى “201 Event”، وكانت التدريبات تحاكي انتشارا سريعا لفيروس متخيّل أطلق عليه اسم (CAPS)، يسبب أعراضا أكثر حدة من متلازمة سارس وينتقل عن طريق الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا الشائعة، وقد يسبب حدوث جائحة (مثل كوفيد-19)، كما أنه لا يوجد لقاح له. وبالنظر إلى حقيقة أن الفيروس المُتخيّل يشبه إلى حد كبير كوفيد-19، فهل كان الأمر مجرد صدفة؟ وجاء السؤال الرابع: لماذا تجاهلت الإدارة الأمريكية تحذيرات مسؤولي الاستخبارات من أزمة فيروس كورونا المستجد منذ البداية؟ وفقا لهيئة الإذاعة الأمريكية حذر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية كلا من وكالات الاستخبارات الدفاعية والبنتاغون والبيت الأبيض من أن مرضًا معديًا بصدد الانتشار في مدينة ووهان الصينية، وأصدر المركز الوطني الأمريكي للاستخبارات الطبية (NCMI) تقريرا مفصلا عن جائحة فيروس كورونا الذي عرف لاحقا باسم كوفيد-19 ورأى حينها مراقبون أن تفشي المرض في ووهان ربما يتطور إلى كارثة. وحسب صحيفة واشنطن بوست، فإنه على مدى أكثر من شهرين خلال الفترة من يناير إلى فبراير، تلقت إدارة ترامب تحذيرات مكثفة من وكالة الاستخبارات الأمريكية حول الفيروس التاجي. فلماذا لم تعلن الحكومة الأمريكية حالة طوارئ وطنية حتى 13 مارس؟ والتساؤل الخامس المشروع: هل يمكن للولايات المتحدة الإعلان عن عدد وفايات كوفيد-19 بين ضحايات الإنفلونزا الموسمية المبلغ عنها في البلاد؟ أفادت محطة تلفزيون “أساهي”اليابانية في 21 فبراير الماضي بأن بعض وفيات الأنفلونزا في الولايات المتحدة والبالغ عددهم 14 ألف شخص، ربما توفوا بسبب فيروس كورونا المستجد، ليصبح هذا الإعلان موضوع نقاش ساخن ، هل أخفت الحكومة الأمريكية انتشار كورونا بالإنفلونزا؟ ومتى ستعلن عن عينات فيروس الأنفلونزا في البلاد وتسلسله الجيني، أو تسمح لخبراء منظمة الصحة العالمية أو الأمم المتحدة بأخذ عينات وتحليلها؟ وجاء السؤال السادس للصين: متى ظهر فيروس كورونا المستجد لأول مرة في الولايات المتحدة؟ وهل بدأت العدوى داخل المجتمعات في وقت مبكر من المعلن عنه؟ يشير تقرير صادر عن سلطات الصحة العامة المحلية في أواخر أبريل الماضي، إلى أن سيدة تبلغ من العمر 57 سنة من مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية توفيت بسبب كوفيد-19 في السادس من فبراير الماضي، أي قبل 20 يوما تقريبا من التاريخ الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة عن أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد. والسؤال السابع المهم: كيف حصلت الولايات المتحدة على سلالات الفيروس في وقت قصير لبدء أول اختبار بشري للقاح محتمل ضد فيروس كورونا المستجد؟ ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في 16 مارس بأن أول اختبار بشري للقاح محتمل ضد فيروس كوفيد-19 لشركة “موديرينا” الأمريكية قد بدأ بالفعل. وأثار هذا الإعلان تساؤلات الخبراء حول سرعة تطوير اللقاح، مشيرين إلى أنه من غير الممكن تطوير لقاح ما لم يتم تجمع الولايات المتحدة سلالات الفيروس في وقت مبكر جدا. لماذا تجارب اللقاحات سريعة جدا وكيف تمكنت الولايات المتحدة من الحصول على هذه السلالات إذن؟ ونصل الي محطة السؤال الثامن: لماذا واصلت حكومة الولايات المتحدة التقليل من خطورة الجائحة بينما يتخلص مسؤولوها من أسهمهم في البورصة؟ وفقا لتقرير في صحيفة واشنطن بوست، باع ريتشارد بور رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي وزوجته 33 سهما مختلفا بقيمة مالية تتراوح بين 628 ألف دولار و1.7 مليون دولار قبل أسبوع واحد فقط من تفشي الوباء. هل يستخدم السياسيون التداول الداخلي لبيع الأسهم مع إخفائهم لتفشي الوباء عن الشعب الأمريكي؟ أما السؤال التاسع فهو في غاية الأهمية ، لأنه مرتبط بما تدعيه أمريكا من حرية: لماذا لا يُسمح للخبراء الأمريكيين بمناقشة قضية فيروس كوفيد-19 علنا؟ ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن البيت الأبيض بدأ تشديد الرقابة على جميع الخطابات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد من مسؤولي الصحة في 27 فبراير، بعد قيادة نائب الرئيس مايك بنس لجهود الوقاية من الوباء والسيطرة عليها. فهل تريد الولايات المتحدة إخفاء شيء ما؟ وأخيرًا السؤال العاشر: ما نوعية البحوث التي تجرى في المختبرات البيولوجية الأمريكية خارج البلاد؟ ولماذا تتكتم الولايات المتحدة عليها؟ وفقا لوكالة أنباء “سبوتنيك”، اقترحت ناتاليا بوكلونسكايا، نائبة رئيس لجنة الدولة للشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي، التحقّق من شرعية المختبرات البيولوجية الأمريكية حول العالم. ولماذا تصمت الولايات المتحدة عن وظائف واستخدامات عوامل السلامة لهذه المختبرات البيولوجية؟ العالم كله ينتظر الإجابة عن تساؤلات الصين المشروعة ، قبل أن تطلق أمريكا الاتهامات على الصين وتسميه بالفيروس الصيني ، فهل لدى المسؤولين شجاعة الرد؟ الأيام حبلى بالمفاجآت.

تابع مواقعنا