الثلاثاء 16 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

معالي المستشار مرتضى منصور.. إنك ميتٌ!

القاهرة 24
الأحد 05/يوليو/2020 - 03:14 م

سيادة المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك والقاضي السابق، سأقول لك مالم يقله لك مذيعوك ولا صحفيوك، ولا أعضاء مجلس إدارة النادي الذين عيّنت بعضهم، وساعدت بقيتهم في النجاح في الانتخابات، وأجلستهم بجوار كرسي عرشك يبررون.

لك ما تفعله من الهجوم على الناس، والخوض في أعراض البشر، والتريقة على شكل هذا ولغة هذا، وإطلاق أسماء على كل من لا يعجبك.

سأقول لك مالم تسمعه من بطانتك التى تنافقك وتمتدحك، وتصعد بك إلى مصاف الأبرار المقدسين، ولا تنطق إلا بآيات شكرك وحمدك على مناصبهم ونفوذهم وفلوسهم، سأقول لك مالم تقرأه من كتبتك، ومداحيك، وطبالي مواكب نفاق السلاطين، ومصاحبيك في النادي، وقناتك الفضائية، وجريدتك، وكل ما يخرج عن نادي الزمالك، أقول لك معالي المستشار مرتضي منصور إنك ميتٌ.. وإنهم ميتون!

أظن أنه فى زحام سلطانك وسلطاتك، وفي مشاغل لقاءاتك، وتدابيرك، وقراراتك، ربما نسيت يا معالي المستشار أو تناسيت، أو تجاهلت أنك ستموت كما سنموت جميعًا، فأنت لم تفعل مثلما فعل الفاروق “عمر بن الخطاب”، وهو أمير المؤمنين بعد نبى وخليفة حين نقش على خاتمه هذه الكلمات (كفى بالموت واعظًا ياعمر)، عمر بن الخطاب الذي كان يبكي عند سيرة الموت، وهو الصحابي العظيم كان يذكّر نفسه وهو الحاكم الآمر الناهي بالموت، كفى بالموت واعظًا ياسيادة الرئيس، هل قلتها لنفسك من قبل، هل وعيتها ورددتها؟

ماهى آخر مرة قلتَ إن الكفن بلا جيوب، تعرف متى، تقولها دائمًا في كل مداخلاتك، ولكنك لا تفعل ما تقوله، و بعد أن تذكر القرآن والحكم والمواعظ، تبدأ في قول كل ما يجعل ميزانك يوم الموت ثقيلًا، فكل من خضتَ في عرضه، أو ذمته أو شكله سيكون لك خصيمًا، يوم لا ظل إلا ظله، ووقتها لن ينفعك جاهٌ، ولا سلطان، ولا نادي بنيته، والحقيقة أنه بالفعل بنيته، ولكن هل ستكون حمامات السباحه شفيعةً لك يوم الدين في هذا الذي طعنت في ذمته، وذاك الذي وصفته بشنخر وهؤلاء الذين وصمتهم بالسرقة، لن تكون حدائق نادي الزمالك شفيعةً لك يوم الدين، عملك فقط وما قدمته في حياتك!

صرتَ لا تتصور أن تنزع قميصًا ألبسه الله لك كما تتخيل، ولهذا كان الخلفاء المسلمين؛ مثل هارون الرشيد يستدعي واعظاً كل مدة فقط ليذكره بالموت، يقول له: “يا هارون يا رشيد يا خليفة المسلمين، وسلطان نصف الكرة الأرضية أنت ستموت”، كان هارون الرشيد يسمع بن السماك الواعظ المشهور، الذى قال له: “ياأمير المؤمنين.. اتق الله واحذره، لا شريك له، واعلم أنك واقفٌ غدًا بين يدى الله، ثم مصروف إلى إحدى منزلتين لا ثالث لهما، جنة أو نار”، فبكى الرشيد (أخيرًا لقينا حاكمًا عنده دم)، فأقبل الفضل بن الربيع –أحد بطانات الحاكم– وقال للواعظ معاتبًا: “سبحان الله هل يخالجك شك في أن أمير المؤمنين مصروفٌ إلى الجنة -إن شاء الله- لقيامه بحق الله وعدله فى عباده”.. ها هو شخص نراه بجوارك، أو في قناتك نرى ذلك في جويلي أو صبحي أو غيرهم، هؤلاء هم شيوخ رئيس الزمالك الذين يبررون له كل شيء، يبررون له محو تاريخ العظماء حسن شحاتة، وأشرف قاسم، وحازم إمام!

كل من حولك يقولون إنك لا تخطىء، وإنك منزهٌ عن أي تصرف خاطىء مثل الأنبياء، ولكن هؤلاء هم سبب الأزمة، وهم من يضيعون عليك أن تفخر بما قدمته لنادي الزمالك!

الحقيقة التي لا ينكرها أي منصف إنك فعلت الكثير للقلعة البيضاء وأعدت لهم البطولات، وبنيت النادي بعد كان أنقاض نادٍ، ولكن كل هذا يسقط أمام ما تفعله وتقوله، لن يتذكر لك أحد أي إنجاز بعد عمر طويل، سيتذكر الناس فقط كل ما كنت تقوله ولن يبقى لك أي ذكرى إلا ما قلتَه.

وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)” الأنعام :94

معالي المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، تذكر تلك اللحظة الحقيقة الوحيدة في الحياة، ربما تكون هي النقطة التي تعود منها إلى بداية مختلفة مع الجميع، ربما تكون تلك البداية هي نقطة انطلاق تاريخية لرئيس تاريخي لنادي الزمالك.

 

*مقتبَس من مقال الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم عيسى “إنك ميت”

تابع مواقعنا