الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سالي عاطف تكتب: لماذا انزعجت أوغندا من تقارب الخرطوم و جوبا؟

القاهرة 24
الثلاثاء 03/نوفمبر/2020 - 01:52 ص

لم أبالغ حين تحدثت مع أصدقائي مرارا و تكرارا عن التوغل الأوغندي بدولة جنوب السودان، ليس ذلك فقط بل فالجنوب بالنسبة لاوغندا كمغارة علي بابا المفتوحة و المتنفس الأول للسلع والبضائع التي يستهلكها أهل الجنوب يوميا، فالدولتان ربطتهما علاقات مشتركة قبل الاستقلال وبعده أيضا، وهو الذي جعل جوبا و كمبالا كالمزيج، حتى أن غالب سكان الجنوب قد درسوا هناك هربا من الحرب وتطبعوا بطبع أهل أوغندا.

وفي تحليلي البسيط منذ أن زرت جوبا للمرة الأولى قبل أكثر من إحدى عشر عاما، أن هذه العلاقات ليست قائمة علي المحبة أو الود أو مصلحة الجنوب، وأخيرا بعد مرور سنوات بدأ أهل الجنوب إدراك هذا خاصة هذه الأيام بعد أن احتدمت الصراعات علي الحدود بين جنوب السودان وأوغندا، فالظاهر أنه صراع عسكري حدودي ولكن باطنه ليس كذلك، خاصة بعد أن غاب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عن مشهد الاحتفالات بين جوبا والخرطوم وأيضا المباحثات، رغم أنه كان الرئيس الأول الذي يثبت حضوره دائما في أغلب الأحداث والاحتفالات، فهو الصديق المقرب من الرئيس سيلفاكير ميارديت.

ولكن وفق تحليل بسيط للمشهد، فقد انزعجت أوغندا من حالة التقارب والود التي شهدتها العلاقات بين الخرطوم وجوبا، خاصة بعد ثورة ديسمبر المجيدة، و بداية عهد جديد في السودان، إضافة إلى ذلك دور الجنوب العظيم الذي لعبته في السلام بين الجماعات المسلحة والمتنازعة في السودان، والذي تم الاحتفال به في الثالث من أكتوبر الماضي، ليبدأ تعاون وانفتاح غير مسبوقين في العلاقات بين شمال السودان وجنوبه، من تجارة وفتح الحدود وزيارات وزارية متبادلة، خاصة منذ يومين، والإعلان عن فتح طريق كوستي وغيرها من مظاهر التكامل بين الشعبين.

وهذا بدوره قد أزعج أوغندا بشدة، واعتقد أنه لن يمر مرور الكرام، فالذي قام بزيارة مدينة جوبا قد يفهم ما أقصده، حيث أن مئات العربات المحملة بالفاكهة والخضراوات يوميا من أوغندا إلى سوق جوبا.

وكذلك هناك أسواق عديدة بالمدينة تسيطر عليها البضائع الأوغندية، بخلاف تواجد العشرات من رجال الأعمال الاوغنديين بالسوق الجنوبي، فالخوف خلال الفترة المقبلة أن يُسفر التعاون الشمالي الجنوبي عن تقليص دور أوغندا المحوري في الجنوب منذ عشرات السنوات، ومن ثم ضياع سوق هام ومصدر دخل وأطماع للحكومة الأوغندية، وهذا ما لم يقبله الرئيس الأوغندي، وربما ستكون الأيام المقبلة كاشفة للوجه الحقيقي لأوغندا!!.

سالي عاطف كاتبة صحفية متخصصة في الشأن الإفريقي

تابع مواقعنا