السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد الدريني يكتب: مجلس التعاون الخماسي في مواجهة الأحلاف والمحاور «مصر العراق اليمن السودان الأردن»

القاهرة 24
ثقافة
الخميس 10/ديسمبر/2020 - 08:23 م

 

 

ثمة منعطفات في تاريخ الشعوب تفرض عليها ما بين أن تكون أو لا تكون وهو ما يحتم تبني توجهات نوعية لمواجهة المخاطر والتحديات التي طالما سلمنا بوجودها ودعونا لرفع درجة الوعي بحقيقتها، والحشد لمجابهتها بأساليب عمل تتسم بالإبداع والابتكار لإدارة حزمة أزمات تستهدف بلداننا في سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

محمد الدريني يكتب: ما لا تعرفه عن جيش بلادك.. الجيش المصري في الفكر التركي والفاشية الدينية

تحذيرات الجيش المصري مؤخرا بشأن مشروعات التقسيم ومطالبة الرئيس بأعلى درجات الوعي لمواجهة المخاطر تتزامن مع ما طرحته، متناولا جانبا متواضعا مما يحاك ويجهز تخديما على الحلم التوراتي المزعوم (من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل).

 

 الحلم التوراتي المدون على الكنيست الإسرائيلي وعملاتها ليعكس الجانب الأيدلوجي لا يعني أن الحلم التوراتي من العراق حتى مصر فحسب، وإنما هناك نقطه ارتكاز المثلث (اليمن)، لذا سعت إسرائيل لتحقيق أكبر مكاسب لتحييده أولا ثم توظيفه وتطويعه لصالح مشروعها، وعلى النحو الذى عملت من أجله منذ التسعينيات لتستكمل أهداف “عملية بساط” الريح، والتي نقلت فيها إسرائيل يهود اليمن عام 48 الذين أخفى الموساد أطفالهم حتى اليوم (!!)

محمد الدريني يكتب: تحديات الأمن القومي المصري والعربي.. البحر الأحمر وضياع المكتسبات العربية التي حققها الجيش في 73

 

 كما أن نشاط إسرائيل في القارة الإفريقية أسس للوضع المأساوي القائم، والذي يتجاوز استهداف إثيوبيا وأريتريا لمصر، لكن بنفس القدر السودان الذي يخوض معركته مبكرا لاستعادة أراضيه الزراعية المحتلة من جانب إثيوبيا وفي قلب رقعة المواجهة بين إثيوبيا وأريتريا من ناحية والأخرى تجراي، فضلا عن ما تشكله قضية سد النهضة وما يمكن أن تنتهي إليه الأمور للتعامل مع مشروع شاركت إسرائيل في وجوده كما شارك المال العربي أيضا.

 

مصر تواجه تحديات خطيرة أهما الإرهاب الملتحف بالدين في سيناء، والمشروع التركي في الغرب، والذي توليه أهمية عظمى عن باقي مشروعاتها في الصومال أو أذربيجان أو سوريا أو العراق وغيرها وحتي سعيهم في مناطق جنوب اليمن.

 

الدعوة إلى إعلان مجلس تعاون خماسي يضم مصر والعراق واليمن والسودان والأردن قد يكون هو الضمان والشريك العربي الذي يعالج الكثير من القضايا وسوف يبدد مخاوف كثيرين من التوغل الإيراني أو التركي أو غيرهما.

 

السعي لضم اليمن سوف يحول بلا شك دون المخاوف التي يعرب عنها البعض  بدلا من محاولات استلاب قوى عربية وطنيتها وعروبتها لتحسبها قوي الغرب لصالح إيران وهو الخطأ الفادح والفخ الذي وقعت فيه أنظمة عربية كثيرة.

 ولم يكن الأمر سوى التخديم على مشروع استبدال صراع الأمة مع الصهيونية بصراع سني شيعي يكون بين أهدافه وصول إسرائيل لأكبر عملية تطبيع تصل لإعلان التحالف في واقع غريب أثاره الرأي العام العربي وحتى الاجنبي الذي لا زال يرفض شراء منتجات المستوطنات الإسرائيلية التي بات المال العربي يضح فيها.

 

الإرهاب الملتحف بالدين لا يرتفع في اليمن والعراق وسوريا ومصر فحسب، وإنما هو أداة صهيونية لترويع شعوب وأنظمة وفرض توجهات واتفاقات تسلبنا سيادتنا واستقلالنا.

 

الولايات المتحدة الأمريكية لن تتنازل عن ورقة جماعة الإسلام السياسي واستمرار توظيفهم بما يخدم استراتيجيتها ومصالح الصهيونية، فقد خاضت به الحرب الباردة وأوجدت على حدود السوفيات في أفغانستان ثم ملاحقة فلوله في ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي في الكتلة الشرقية من أوروبا ثم إعادة تدويره بمسميات وأدوار مختلفة في بلداننا في سوريا والعراق واليمن ومصر وغيرها وفقدت مصر خلال الـ50  عاما الماضية خسائر فادحة على كافة الصعد وهي تواجه الإرهاب الملتحف بالدين، وعرفت عشرات التنظيمات بأسماء العائدون من أفغانستان وألبانيا وكوسوفو وغيرهما فيما شكلت اليمن ترانزيت لقوى إرهابية استباحت مصر ولا زالت تروع المصريين.

 

 تخلصت المملكة العربية السعودية من هذه التركة، وملاحقة رموز المدرسة الإرهابية أمر بلا شك يقلل بعض المخاطر وتبقى المسؤولية والجرائم التي لا تسقط بالتقادم والتي أعيت دولا وحكومات وشعبا استبيح باسم الدين على مدى خمسين عاما تقريبا ولا زال الخطر قائما على النحو الذي نعرفه في سوريا والعراق واليمن.

 

عقب أن كشفت ويكليكس وثائق سعودية، بعضها رسائل متبادلة بين وزير الخارجية الراحل سعود الفيصل والملك عبد الله بن عبد العزيز، وتحديدا الوثيقة التي تتناول قضيتي وماعرف بقضية الـ”سي دي” كنت في حيرة من أمري إزاء التحرك القانوني الأمثل تجاه كل هذا، وبين مقتضيات الأخوة، وبين مساندة المملكة في مشروعها الطموح للتنصل من التطرف وطرحه جانبا وبدء صفحة جديدة.

 

الإرهاب الملتحف بالدين (سبوبة) أمريكية اقتضتها المصالح الأمريكية بعد سقوط الدب الشيوعي، وكان لا بد من خلق دب آخر تمنح أمريكا لنفسها وبسببه امتيازات على طريق الانفراد برسم الاستراتيجية الكونية.

 النشاط العسكري المحتمل في البحر الأحمر ينبغي أن تحتشد له قوات مصرية سودانية يمنية حتى وإن لم تشهد المنطقة نشاطا عسكريا بحريا فإن فرض السيادة العربية على البحر الأحمر مسئولية ينبغي أن تطلع بها قوى عربية غير متورطة في علاقات عضوية مع إسرائيل تجنبا لعدم إقحام علاقاتهما  وليس في هذا ما يعيب، فالإمارات وعلى سبيل المثال ترتبط بإيران بتبادل تجاري 14 مليار دولار تقريبا وأكثر من 200 رحلة طيران أسبوعية وعلاقات بين المسؤولين يعكسها السلام الحميمي (سلام النخر) كما أن الإمارات نفسها صرحت بأنها سوف تعيد علاقاتها مع صنعاء (الحوثي).

 الحرب القائمة في اليمن ستتوقف يوما ما، وربما مرهون الآن بمبادرة أمينة وقناة أمينة ورغبة صادقة لإنقاذ مقومات التعايش السلمي بين شعب اليمن والسعودية بعيدا عن الدول التي ورطت السعودية بتقارير زائفة لتورطها في اليمن.

 فكرة مجلس التعاون الخماسي سبقها مشروع يحمل اسم التجمع الرباعي بين مصر والعراق واليمن والأردن إبان مبارك وصدام وصالح والملك حسين مؤكدين أنه ليس في مواجهة أي حلف ولكنه فشل لأسباب كثيرة رغم امتلاك  هذه الدول وغيرها مثل السودان وليبيا من مقدرات متنوعة وفرص في مواجهة مخاطر وتحديات قائمة تتمثل في أوضاع اقتصادية ومواجهة الإرهاب والتصدي له والحيلولة دون وصوله إلى غاياته وليس في مواجهة أحلاف ومحاور هي أيضا بالضرورة تطلب وجودا قويا تحتاج إلى جانب بعضها البعض تتكامل وتتضامن والتي فيما بينها تشكل قوة عسكرية خاصة بمواجهة عمليات التقسيم ومكافحة الإرهاب وحماية الممرات البحرية وملاحقه للقرصنة والتصدي الاتجار غير المشروع في البشر أو السلع.

 

تابع مواقعنا