الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"دعوة المريض كفيلة تخلي الواحد يشتغل ليل نهار".. ممرض يتطوع لخدمة مصابي "كورونا" بدون أجر

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 26/يناير/2021 - 06:32 م

مع بداية الموجة الثانية لانتشار فيروس كورونا، بدأ الشاب السيناوي محمد كمال الممرض بمستشفى العريش في دعم مصابي فيروس كورونا في العزل المنزلي، وعدم الاكتفاء فقط بالعمل داخل المستشفى.

يقول محمد في حديثه لـ"القاهرة 24"، إنه راوغته تلك الفكرة بعد أن سمع عن مبادرة أخرى يقوم من خلالها مجموعة صيادلة بتوفير أنابيب الأكسجين التي يحتاجها مرضى كورونا بالمجان، فشعر محمد أن دوره لا يقل أهمية عن دورهم، خاصة أنه الأولى بتقديم مثل تلك المساعدات كونه ممرضًا بإحدى مستشفيات العزل ويتعامل بشكل مباشر مع المرضى.

بدأ محمد في تلك المبادرة مع بداية الموجة الثانية والتي كانت أكثر خطرًا من مثيلتها الأولى، ويضيف أن ما منعه من تنفيذها في فترة انتشار الموجة الاولى من الفيروس، هو أنه كان ما زال يدرس في معهد التمريض في الإسماعيلية، وكان لا يجيد التعامل مع مرضى كورونا آنذاك.

يضيف محمد لـ"القاهرة 24"، أن من الأسباب الأخرى التي حثته على تنفيذ تلك المبادرة أن العديد من أهل المريض لا يجيدون التعامل معه خاصة أن وباء كورونا ليس كمثل باقي الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان، حيث إنه يتوجب على المتعاملين مع المرضى أخذ الحذر الشديد لتجنب الإصابة بالعدوى.

يقدم محمد الكثير من الخدمات المختلفة لمرضى كورونا كتركيب المحاليل و"الكانيولا"، وإعطاء أدوية المضادات الحيوية للمرضى عن طريق الوريد، بالإضافة إلى جلسات التنفس الاصطناعي، ولم يقتصر دور محمد عند هذا الحد فقط بل يقوم محمد بإعطاء النصائح والإرشادات لأسرة المريض عن كيفية التعامل بطريقة صحيحه معه لتجنب الإصابة بذات المرض.

ويوضح محمد أن أهم التعليمات اللتي ينصح أهل المصاب باتباعها هى ارتداء الماسكات الطبية والقفازات عند التعامل مع المريض، وعدم ملامسة بشكل مباشر الأسطح الذي قام المريض بلمسها من قبل، بجانب تعقيم الأماكن والأدوات التي يستخدمها المريض دائمًا بالمعقمات والمطهرات.

هذا بجانب توفير نصائح لتحسين الصحة النفسية للمرضى، وذلك بناء على ما تعلمه خلال فترة دراسته في معهد التمريض، بحسب قوله، حيث يقول محمد إن 90% من مرض كوفيد هو جزء نفسي، مضيفًا أنه استمر في علاج حالة لمدة 21 يومًا بعد أن كان شفي من الأعراض الجسدية من المرض ولكن ظل يعاني من حالة نفسية سيئة لفترة طويلة.

يوضح محمد خلال حديثه لـ"القاهرة 24"، عدد حالات الإصابات المعزولة في المنزل أكثر من الحالات الموجودة في عزل مستشفى العريش، حيث أن المرضى الذي قضوا فترة إصابتهم داخل المستشفي يضطرون بعد خروجهم للخضوع في العزل المنزلي لمدة 15 يوماً، لذلك أغلب المرضى يفضلون العزل في البيت.

يضطر محمد أن يذهب للحالات المصابة أكثر من مرة خلال اليوم إلى أن يتم شفاءه، حيث أن ليس كل أسر المرضى على درجة وعي كافية للاعتناء بهم، أو على علم كافي بطرق وجرعات الأدوية التي يحتاجها للمريض، لى حد قوله، لذلك يفضل أن يذهب هو بنفسه لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها المصاب، مشيراً إلى أنه يذهب بذات الملابس التي يرتديها في عزل المستشفى والتي تتكون من البلدة والقفازات والكمامة، بالإضافة إلى أنه يعلم جيداً ما يجب ان يقوم به وذلك بحكم خبرته ودراسته.

يسرد محمد خلال حديثه أن من أصعب المواقف التي عاشها خلال تنفيذه لتلك المبادرة هو أن أسرة مريض، والتي تتكون من 4 أولاد وزوجته، رفضوا أن يقدموا أي خدمات لوالدهم الذي أصيب بالفيروس ولم يقوموا مساعدته خوفاً من أن يلتقطوا العدوى منه، فقاموا بالاتصال به حتى يقوم هو بكافة مهام الإعتناء بوالدهم وعلاجه.

وبالرغم من أنه يقطن في مكان بعيد عن المدينة والذهاب لمكان المريض يكلفه مبلغ كبير بالنسبة له، ولكن يذهب محمد لتقديم خدامته لأي مريض في أي وقت أو مكان، لكنه لا يتأخر عن أي مصاب طلب مساعدته، إلا في حالة أن أسرة المريض الأسر الذي تقوم بالاستنجاد به في أوقات متأخرة، وذلك بسبب حظر التجول المفروض في مدينة العريش، حيث يمنع المواطنين من السر في المدينة بعد الساعة 1 ليلاً.   بالرغم من أنه الراتب الذي يتقاضاه من عمله كممرض في مستشفى العريش ليس كبير، لكنه لم يفكر أبداً في الحصول على أجر من تلك المبادرة حتى وأن طلب أهل المريض منه أن يأخذ ولو مبلغ بسيط من المال، فهو يعتبر تلك المبادرة بأكملها "خالصة لوجه الله"، بالرغم من أنه يعلم جيداً أن الموضوع غير مجدي على الإطلاق، ولكن الدعوة الذي يتلقاها من المريض بعد علاجه، يقول محمد " دعوة المريض  كفيلة تخلي الواحد يشتغل ليل نهار".

ويضيف محمد لـ"القاهرة 24"،  أنه هناك أسر غير قادرة على شراء العلاج المطلوب لمرضى كورونا وفي تلك الحالة يتكفل هو بشرائه، موضحًا أن ما جعله يدفع إلى ما يقرب من 50 جنيهًا في المواصلات للذهاب للمريض لا يمنعه من أن يدفع 100 جنيه أخرى لإنقاذ حياته.

وبخصوص انضمام أعضاء أخرين للمبادرة وتكوين فريق كامل بها، خاصة بعد أن ذاع صيتها خارج مدينة العريش، يقول محمد أن لم يطلب منه أحد الإنضمام معه في المبادرة وذلك بسبب أن ما زال  الكثير من الناس يتخوفون من هذا المرض ومن التعامل مع المصابين به أيضاً، ولكن يعرض عليه أشخاص المساعدات المالية أو توفيرعلاج أو أنابيب الأكسجين أو ما يحتاجه عمتة لإسعاف المريض.

لم تكن مبادرة "محمد" هى الأولى من نوعها في المدينة التي تقع في محافظة شمال سيناء، بل في مصر بأكملها بعد أن اجتاحها ذلك الوباء في بدايات العام الماضي، حيث يوجد في مدينة العريش المبادارات الإنسانية المختلفة التي تهدف لتغسيل وتكفين مرضى كورونا على طريقة الشريعة الإسلامية، وذلك بعد عزوف الكثير عن القيام بتلك المهام خشية من الفيروس، كما أن هناك مبادرات عدة لتوفير الأدوية وأنابيب الأكسجين للمرضى غير القادرين.

يقول محمد أن كثرة تلك المبادرات ترجع إلى أن لأن أهل العريش جميعاً على معرفة وصلة وطيدة ببعضهما البعض، لذلك من يقوم بتلك المبادرات ليس فقط كعمل إنساني ولكن كواجب يحتم عليه اتجاه أقاربه و معارفه. وحث محمد المواطنين على الالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية والإجراءات الوقائية والتي تشمل تجنب الأماكن المزدحمة والتجمعات، وارتداء الكمامات، بجانب المحافظة على غسل اليدين وتعقيمها باستمرار، وذلك لأن الموجة الثانية أصعب وأكثر شراسة من الموجة الأولى والمصابين يعانون فيها من أعراض أكثر حدة، على حسب قوله.

وفي ختام حديثه مع "القاهرة 24"، قال محمد أنه لم يفكر إطلاقاً في إنهاء تلك المباردة، مضيفاً أنه لم يشرع في التفكير في تلك الخطوة إلا بعد زوال الوباء من البلاد و تسجيل صفر حالات إصابة.

"الصحة" تطلب شراء أكسجين مسال لسد عجز المستشفيات.. ومصر تبحث الاستيراد من السعودية (خاص)

"القاهرة 24" يكشف لماذا طلبت "الصحة" استيراد أكسجين طبي من السعودية؟

 

تابع مواقعنا