الخميس 02 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حكم نهائي بحظر إقامة الملاهي الليلية وقاعات الأفراح بجوار المساجد

المستشار محمد عبد
حوادث
المستشار محمد عبد الوهاب خفاجي
الأحد 18/أبريل/2021 - 12:08 م

بشهادة من جدول المحكمة الإدارية، بعدم حصول طعن على الحكم التاريخي الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة بتأييد قرار الحكومة بحظر إقامة الملاهي الليلية أو قاعات الحفلات بالقرب من المساجد.

أصبح الحكم الصادر في الدعوى رقم 4313 لسنة 16 ق بجلسة 30 مايو 2016 نهائيا وباتا.

وكان المواطن (أ.أ.م)  يمتلك المركب "ليالي" التي اُنشئ لها مرسى ثابت بالقرب من أحد المساجد على النيل بمحافظة البحيرة، وذلك بغرض إقامة حفلات ليلية وقاعة أفراح عليها، وقد أصدرت الحكومة قرارًا بغلقها إداريًّا وبالقوة الجبرية، وحكم القضاء الإداري بالإسكندرية بتأييده ورفض دعوى المواطن وأصبح نهائيًا وباتًا.


قالت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، إنه إذا كان المشرع قد أجاز الترخيص بأنشطة الملاهي المختلفة دعمًا للاقتصاد والسياحة، فإنه لا ينبغي أن تختار لها مكانًا بالقرب من دور العبادة لتعارض ذلك مع طهارة وقدسية الشعائر الدينية التي تقام بين جدرانها، وأن الإسلام دين الدولة، ومصر راية الإسلام بعلمائها ومفكريها وللمساجد حرمتها فلا يجوز إيذاؤها، فهي الزاد الروحي لمسيرة المسلم إلى الله تعالى، وهي دور عبادة وتضرع وخضوع لله سبحانه، ومواضع تسبيح وابتهال وتذلل بين يدي الله ومقام تهجد وترتيل لكتاب الله وحفظ له، فلا يجوز التَشْوِيشٌ - مصدر شَوَّشَ وهو فعل  خماسي لازم  متعد بحرف- على المصلين بإحداث ضوضاءَ وبلبلةً واختلاطًا في السمع ومثل هذه الأفراح والحفلات من شأنها التأثير على أهل المسجد بالكلام في أمور الدنيا وفي ذلك إيذاء لهم وإشغالا للمسلمين عن أداء طاعتهم لله على الوجه الصحيح.
 

وأن التشويش محظور ولو كان بعلو الصوت بتلاوة القرآن فكيف يكون بغيره؟ أخرج أحمد بن شعيب النسائي في السنن الكبرى تحت عنوان: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن" وذلك بسنده إلى أبي حازم التمار عن البياضي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن".

 


وأضافت المحكمة أن الإسلام كفل حرية العقيدة كما حمى الحقوق والحريات العامة الأساسية لكل إنسان دون تحيز، ووضع ضوابط تشكل الإطار القانوني لحدود ممارسة هذه الحريات، حيث تقف عند وجوب احترام حقوق وحريات عوام المسلمين المتصلة بممارسة الشعائر الدينية دون انتهاك أو تعدٍ، نزولا على مقتضى القاعدة الشرعية التى تقضى بأن "يُتحمل الضرر الخاص لدفع ضرر عام" وبهذه المثابة فللمساجد حرمتها فهي إعلاء لكلمة الله في الأرض وذكره وتسبيحه وتلاوة اَياته وتعاليمه ونسكه، ولا يجوز تعطيل رسالتها الجليلة تحت أي ظرف من الظروف، لذا فإنه لا يجوز للجهات الإدارية أن تسمح بإقامة قاعات الأفراح والحفلات والمناسبات أيا كانت بالقرب من المساجد توقيرًا لرسالة المسجد العظيمة كدور عبادة في حياة المسلمين.


وأشارت المحكمة أنه لا يفوتها إلى أن تشير إلى أن المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى ونظرًا لمكانتها وفضلها ذكرها الله سبحانه في ثمان وعشرين آية من كتابه الكريم، وأضافها إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم، وقد حرص المشرع الدستورى على النص أن مبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، ووفقا لديباجة الدستور فإن المرجع فى تفسيرها هو ما تضمنه مجموع أحكام المحكمة الدستورية العليا فى ذلك الشأن بينما الأزهر الشريف هو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، وتقوم وزارة الأوقاف بالإشراف الكامل على جميع المساجد فى مصر وضمها إليها دعما لصحيح الدين المستنير وضمانا لقيام هذه المساجد برسالتها فى نشر الدعوة الإسلامية على خير وجه.


واختتمت المحكمة أن الثابت من الأوراق أن إنشاء مرسى ثابت للمركب "ليالى" بالقرب من المسجد يؤدي إلى غضب الأهالي من المصلين المترددين على المسجد، ولا يجوز إقامة تلك الأنشطة في محال بالقرب من الأماكن المعدة للعبادة المصرح بإقامة الشعائر الدينية فيها. وارتأت اللجنة المختصة عدم الموافقة على الترخيص بالنشاط المشار إليه وأصدرت الحكومة قرارها بغلق قاعة المناسبات بالمركب المذكورة، فإنه يكون متفقاً وصحيح حكم القانون. 


وأعربت دوائر مهتمة بالشأن الديني أن حكم المحكمة برئاسة القاضي الدكتور محمد خفاجي يؤكد الهوية المصرية بالنزعة الروحية والتسامح الذى تسود الشعب المصري، باعتبار أن مصر حاضنة الأديان السماوية، ومهد الدين وراية مجد الأديان السماوية، وأن كل عمل يمس حُرمة العبادة ووقار الشعائر الدينية ينبغى منعه.

تابع مواقعنا