الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حبًّا فيه.. المصريون حاولوا سرقة جسد الرسول

أرشيفية
تقارير وتحقيقات
أرشيفية
الجمعة 28/مايو/2021 - 11:27 م

"المحبة سر" وسرها بين المصريين والنبي وآل بيت النبي لا يدرك، لكنها تأسرك حتى تهيم عشقًا ووجدًا إلى النبي وآل بيته الأطهار، فلا ينازع محبتهم في القلوب شيء، ولا تشتاق القلوب إلا لرؤياهم، ولا تجد ماهيتها إلا في مجاورتهم وحضرتهم، مستغنية بهم برضا وكفاية عما سواهم، ولو سأل آل بيت النبي عن أكثر الناس محبة لهم لأجابتهم ملائكة الأجلِّ أنهم المصريون.

وقصة المحبة بين مصر وآل بيت النبي طويلة، وإن كانت تتجلى في حفيدة النبي السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب مع محنة الحسين، عندما خيرها يزيد أبن معاوية في أي البلاد تقيم فاختارت الذهاب لمصر لتعيش بين أهلها الذين دأبوا فيها حبًّا، حتى أن واليه عرض عليها قصر الولاية لتعيش فيه فاكتفت بغرفة واحدة، وقالت في أهل مصر "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجا ومن كل ضيق فرجا”.

والمصريون "مجانين" في محبة النبي وآل بيت النبي، فمن منهم لم يرَ أن مصر وحدها التي كانت تليق أن يبعث فيها رسول الله، وبين أهلها يكون خاتم الرسالات، من لم ير أن مصر كانت الأحق أن تحتضن بيت الله الحرام ومسجد النبي.

ولم تطأ قدم النبي محمد أرض مصر ولم يزرها إطلاقا لكن بلا شك أحبها فقال: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا" ودأب المصريون في محبته حتى أنهم بخلوا أن يظل جسده الشريف في أرض غير أرض مصر فسعوا إلى قبر النبي ليجلبوا جسده إلى البلاد التي تعلق أهلها بحبه وآل بيته أيما تعلق.

وفي كتاب "وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى" الذي يتضمن تاريخ المدينة المنورة؛ يروي الإمام السمهودي محاولة المصريين الأولى لجلب جسد النبي إلى مصر، والتي وقعت في عهد الحاكم الفاطمي الأشهر الحاكم بأمر الله فيقول: وقد وقع بعد 400 من الهجرة ما نقله الزين المراغي عن "تاريخ بغداد" لابن النجار قال: "أخبرنا أبو محمد عبد الله بن المبارك المقري، عن أبي المعالي صالح بن شافع الجلي، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن محمد المعلم ، ثنا أبو القاسم عبد الحليم بن محمد المغربي، أن بعض الزنادقة أشار على الحاكم العبيدي صاحب مصر بنقل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من المدينة إلى مصر، وزين له ذلك، وقال: “متى تم لك ذلك شد الناس رحالهم من أقطار الأرض إلى مصر، وكانت منقبة لسكانها”.

فاجتهد الحاكم في ذلك، وأعد مكانًا، أنفق عليه مالًا جزيلًا وبعث أبا الفتوح لنبش الموضع الشريف، فلما وصل إلى المدينة الشريفة وجلس بها حضر جماعة المدنيين وقد علموا ما جاء فيه، وحضر معهم قارئ يعرف بـ"الزلباني"، فقرأ في المجلس: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة/12، 13 فماج الناس، وكادوا يقتلون أبا الفتوح ومن معه من الجند، ولما رأى أبو الفتوح ذلك قال لهم، الله أحق أن يخشى، والله لو كان علي من الحاكم فوات الروح ما تعرضت للموضع، وحصل له من ضيق الصدر ما أزعجه كيف نهض في مثل هذه المخزية.
فما انصرف النهار ذلك اليوم حتى أرسل الله ريحًا كادت الأرض تزلزل من قوتها، حتى دحرجت الإبل بأقتابها، والخيل بسروجها كما تدحرج الكرة على وجه الأرض، وهلك أكثرها وخَلْقٌ من الناس، فانشرح صدر أبي الفتوح، وذهب روعه من الحاكم لقيام عذره من امتناع ما جاء فيه.

واستمرت آمال الحاكم بأمر الله تداعبه مرة أخرى في جلب جسد النبي إلى مصر، فيروي السمهودي محاولة أخرى لجلب جسده الشريف فيقول: ونقل ابن عذرة في كتاب "تأسي أهل الإيمان فيما جرى على مدينة القيروان" لابن سعدون القيرواني ما لفظه: ثم أرسل الحاكم بأمر الله إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من ينبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل الذي أراد نبشه دارًا بقرب المسجد، وحفر تحت الأرض ليصل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فرأوا أنوارًا، وسمع صائح: إن نبيكم ينبش، ففتش الناس، فوجدوهم، وقتلوهم.

تابع مواقعنا