السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بقيادة الإخواني صلاح عباس.. عرب إسرائيل يشاركون في تشكيل حكومة الاحتلال لأول مرة بالتاريخ

منصور عباس نائب رئيس
تقارير وتحقيقات
منصور عباس نائب رئيس الحركة الإسلامية
الجمعة 04/يونيو/2021 - 03:54 م

كانت إحدى الأوراق التي لعبت دورًا حاسمًا في إنهاء عامين من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، وإنجاح مهمة يائير لابيد، في جمع ائتلاف برلماني لتشكيل الحكومة الجديدة، هي الحركة الإسلامية في الداخل الإسرائيلي أو ما يعرف بالفصيل الجنوبي المنتمي لفكر جماعة الإخوان المسلمين، والممثلة في الكنيست الإسرائيلي بأربعة نواب.

منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست، ونائب رئيس الحركة الإسلامية، يشغل كذلك منصب نائب رئيس الكنيست، كان متقاربًا في عدة مواقف مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، المنتهية ولايته، وحاول عرقلة عزله قبل الانتخابات الأخيرة، لكنه شارك في الإطاحة به مؤخرًا بالموافقة على الدخول في ائتلاف يشكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي يترأسها لابيد بالتناوب مع اليميني المتشدد نفتالي بينيت.

عدم فوز أي حزب بالأغلبية البرلمانية، جعل للمقاعد الأربعة التي تمتلكها القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية) وزنًا ثقيلًا ودورًا مهمًا في مساعي تشكيل ائتلاف يجمع الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، وهي 61 مقعدًا برلمانيًا لضمان اعتماد التشكيل الحكومي (يضم الكنيست 120 مقعدًا).

للمرة الأولى في التاريخ.. مشاركة عربية في حكومة الاحتلال

دخول القائمة العربية الموحدة الممثلة للحركة الإسلامية، في الائتلاف المُشكل لحكومة الاحتلال الإسرائيلي هو الأول في تاريخ الاحتلال، إذ لم يسبق أن شاركت الأحزاب العربية في حكومة إسرائيل، لكن عباس وحركته الإسلامية يرون أنه لا مانع من وضع يدهم في يد أي طرف يرون أنه يحقق المكاسب للمجتمع العربي، حتى وإن كان اليمين الإسرائيلي المتشدد في الحكومة الجديدة، أو حتى كان نتنياهو نفسه، زعيم اليمين المتشدد، كما حدث قبل أشهر. 

وقبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، حاول أعضاء الحركة الإسلامية عرقلة محاولات الإطاحة بنتنياهو، ليخرجوا بذلك عن اتجاه “القائمة العربية المشتركة” التي كانوا أحد أحزابها، وبفضل هذا الاتحاد بلغت مقاعد العرب في الكنيست إلى 15؛ ما جعلها قادرة على لعب دور في الإطاحة بنتنياهو، لكن فشلت المحاولة واتجهت إسرائيل إلى انتخابات جديدة للمرة الرابعة في غضون عامين فقط.

منصور عباس نائب رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة العربية الموحدة

تعاون الإسلاميين مع نتنياهو يسبب الخلاف

القائمة العربية المشتركة التي خاضت الانتخابات الإسرائيلية المبكرة الثالثة العام الماضي، دب فيها الخلاف بسبب الموقف المتباين من نتنياهو، وقضية المثليين، فمواقف منصور عباس، ونواب حزبه الحركة الإسلامية المتقاربة مع نتنياهو وحزبه الليكود، أغضب باقي نواب القائمة المشتركة، وفي المقابل رفضت الحركة الإسلامية تصويت 3 نواب من القائمة لصالح قوانين خاصة بالمثليين والتحول الجنسي.

وتمثلت مواقف الحركة الإسلامية ومنصور عباس، المتقاربة مع نتنياهو، في تغيب أعضاء الحركة عن جلسة التصويت على تمديد المصادقة على الموازنة العامة، وبالتالي بقاء نتنياهو رئيسا للحكومة، بينما حضر بقية الأعضاء العرب للتصويت على عدم التمديد وإسقاط نتنياهو وإجراء انتخابات جديدة وهو ما حدث بالفعل.

وفي موقف آخر، صوت عباس، بصفته نائبا لرئيس الكنيست، لصالح إلغاء نتائج التصويت على تشكيل لجنة تحقيق برلمانية ضد شبهات تورط نتنياهو في قضية الرشوة الخاصة بصفقة غواصات ألمانية، كما أشاد عباس بجهود شرطة الاحتلال الإسرائيلي، خلال ترؤسه اللجنة الخاصة للقضاء على الجريمة في المجتمع العربي، وأغضب هذين الموقفين أعضاء القائمة المشتركة.

منصور عباس أثناء الانتخابات الإسرائيلية

اتفاقيات التطبيع

في الوقت الذي هاجمت فيه الحركات الإسلامية في العالم العربي اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وقف عباس منصور، وحركته الإسلامية المنتمية لفكر الإخوان، يحيي اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، وأبدى استعداده للعب دور الوسيط في هذه العملية.

يدًا بيد رفقة اليمين المتشدد واليسار

للمفارقة التاريخية، فإن عباس منصور باتت تجمعه شراكة مع اليمين الإسرائيلي المتشدد بحضور نفتالي بينيت، الذي يتفق مع نتنياهو في العقيدة، وكان مساعدًا له في السابق، بالإضافة إلى اليسار المتمثل في يائير لابيد، الذي كان مكلفًا بتشكيل الحكومة الجديدة، وانتشرت صورة تجمع الثلاثة أثناء توقيع اتفاق الانضمام إلى الائتلاف الذي سيشكل الحكومة.

منصور عباس رفقة نفتالي بينيت ويائير لابيد

ويرى منصور عباس أن العرب يجب أن يكونوا فاعلين في الحكومة الإسرائيلية وليس مجرد معارضة تجيد الصراخ والخطابات، حتى وإن كان ذلك سيجعلها تضع يدها في يد أي شخص سواء كان نتنياهو أو غيره، مقابل الحصول على مكاسب للعرب في الداخل الإسرائيلي، حيث يقول إنه "يجب التعامل مع الواقع بواقعية".

"إهانة"

ووصف عضو الكنيست، سامي أبو شحادة، انضمام الحركة الإسلامية ومنصور عباس، إلى الحكومة الإسرائيلية بـ"الإهانة"، قائلا إن "ما يفعله منصور عباس يعطي شرعية لليمين الفاشي بإسرائيل"، وفق قوله.

واعتبر، في تصريحات مع قناة العربية، أن مشاركة الحركة العربية الموحدة بحكومة إسرائيلية أمر خطير، مشيرًا إلى أن منصور عباس صار يمثل حكومة إسرائيل أمام فلسطينيي الداخل، متابعًا: "غير مفهوم مشاركة فلسطينيي الداخل بحكومة إسرائيلية".

ما الحركة الإسلامية في إسرائيل؟

دُشنت في عام 1971 الحركة الإسلامية على فكر جماعة الإخوان المسلمين على يد الشيخ عبدالله نمر درويش، وتقوم على عقيدة ترى أن الإسلام هو الحل، وفي عام 1993 دب الخلاف بين أعضائها بسبب الموقف من المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية عقب اتفاقية أوسلو، وباتت هناك الحركة الإسلامية الجنوبية التي يشارك أعضاؤها في الانتخابات.

الشيخ عبدالله نمر درويش توفي في 2017

أما العرب في إسرائيل فيقدر عددهم بنحو مليون و400 ألف نسمة، ينحدرون من 160 ألف فلسطيني ظلوا في أراضيهم بعد قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، ويمثل العرب 17,5% من سكان إسرائيل، ويعانون من التمييز العنصري سواء في الإسكان أو الوظائف، وغيرها من المجالات في المجتمع الإسرائيلي.

تابع مواقعنا