مودة ترسم صورة لوالدتها المتوفاة في حادث وتهديها تفوقها بالشهادة الإعدادية في بورسعيد (صور)
لم تقع عين مودة على أمها، منذ أن كانت تبلغ من العمر 11 عامًا، ففي هذا اليوم تعرض الأب والأم والطفلة لحادث سيارة، وكتب الله النجاة لمودة ووالدها، إلا أن والدتها لقيت مصرعها على أثر الحادث، لتتحول إلى ذكرى في حياة الأب والأبناء.
عاش الأب محمد العصفوري، لأبنائه الثلاثة، مودة التي تبلغ من العمر 15 عامًا وطفل يبلغ من العمر 7 سنوات وآخر في الصف الثاني الإعدادي، وعمل من أجل أن يرى طموحات زوجته المتوفاة في الأبناء.
لاحظ الأب أن مودة لديها موهبة في الرسم، وقام بالتقديم لها في مركز متخصص لتنمية مهاراتها، ونفذت الطالبة عددًا من اللوحات، واستطاعت أن تتميز أكثر، وكان الأب دائمًا يساعدها ويساندها من أجل ان تحقق نتائج جيدة.
قالت مودة في تصريحات خاصة بـ"القاهرة 24"، إنها بالرغم من صغر عمرها وقت الحادث فإن صورته لا تفارقها، وأكدت أن فقدان الأم لم يكن شيئًا سهلًا، وأشارت إلي أنها تعلمت الرسم من أجل أن ترسم صورة لأمها من خيالها.
وأشارت إلي أنها تلقت أمس خبر النتيجة وسعدت كثيرًا بكونها من الطالبات المتفوقات، وأكدت أن حصولها علي 95 بالمائة كان الدافع الأول له هو كلمات الأم المتوفية، قائلة "أنا دايمًا حاطة صورة ماما أمامي، وبابا بصراحة واقف معايا وداعمني في كل حاجة".
وأكدت مودة، أنها أهدت النجاح الذي حققته في مسيرتها الدراسية لأمها المتوفية، قائلة: "أنا لما أتعلمت الرسم بقواعده كان علشان أرسم صورة ماما وأقدمها لروحها في يوم أن متأكدة أنها هتكون فرحانة فيه ولذلك أنا بهديها تفوقي في صورة رسمتها ليها بأيدي".
واستكمل "محمد العصفوري" والد الطالبة، أنها لم تُبلغ أحدًا برسم الصورة، وظلت تُبدع في رسمها لتكون مفاجأة للأب والأخوة، مؤكدًا أنه فوجئ بقيامها بعرض الصورة وإهدائها للأم المتوفاة، وكذلك إهداء النجاح لروحها التي لا تزال تعيش بين الأسرة الصغيرة المكونة من أب و3 أطفال.
