الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نوادر جحا.. أنا ذاهبٌ كي أُشنق في هذه المشنقة

لوحة تخيلية لشخصية
ثقافة
لوحة تخيلية لشخصية جحا
الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 05:56 ص

جحا، أو نصر الدين كما يطلق عليه الصوفيون، شخصية خيالية، يُنسب إليها العديد من المواقف الطريفة، والتي يكون وراء طرافتها مغذى آخر تعليمي، أو بعد فلسفي، تنتشر نوادر جحا في جميع أنحاء البلدان العربية، وصارت جزءًا من هويتنا الثقافية، ونحن اليوم نعرض إحدى تلك النوادر التي نسبت له، وتحمل في طياتها بعد تعليمي وفلسفي، بالإضافة إلى طرافة الحكاية.

 

 

تقول الحكاية: كان جحا جالسًا في قاعة المحكمة، وكان الملك قد حضر شاكيًا من أن رعاياه لا يعرفون الصدق، فرد جحا عليه قائلًا:-


- يا صاحب الجلالة هناك صدق وصدق آخر، ويتعين على الناس أن يتعودوا على الصدق الواقعي قبل الارتفاع إلى مستوى الصدق النسبي، لكنهم دائمًا يفعلون العكس، وتكون النتيجة أنهم يتعاملون باستخفاف مع صدقهم الذي يعرفون جيدًا أنه من صنع أيديهم، فيدركون بدافع من غريزتهم أنه مختلق.

 

فاعتقد الملك أن ما يقوله جحا معقد للغاية، فكل شيء إما صحيح وإما مزيف، ولسوف أجعل الناس يقولون الصدق، ومتى فعلوا ذلك فسوف يتعودون على قول الصدق ويتحلون به.


وعندما جاء الصباح وفتحت المدينة أبوابها، نصبت مشنقة أمام البوابات، برئاسة أحد قادة الحرس الملكي، وأعلن منادٍ من خلالها:-


- لن يدخل أي منكم المدينة قبل أن يجيب بصدق عن سؤال يسأله له قائد الحرس الملكي.
كان جحا ضمن الواقفين على البوابة، وشق طريقه نحو المدينة قبل أن ينادي عليه القائد قائلًا له.


- إلى أين أنت ذاهب؟ قل الحقيقة وإلا فالبديل أن تعلق في المشنقة.
فرد عليه جحا:  أنا ماضٍ في طريقي كي أشنق في هذه المشنقة.

فقال القائد: أنا لا أصدقك!
فعقب جحا:-
- حسنًا حسنًا، إذا كنت أكذب ماذا ستفعل؟ ألن تشنقني!
قال القائد: لكن ذلك سيصنع منها حقيقة!
فرد جحا: حقًا، ولكنها حقيقتك أنت.

تابع مواقعنا