محمد الخضر حسين.. كيف تولى العالم التونسي مشيخة الأزهر الشريف عام 1952؟
محمد الخضر حسين، العالم اللغوي، والناقد الأدبي، والفقيه المجدد، تولى في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر من العام 1952، مشيخة الأزهر الشريف، بعد استقالة الشيخ عبد المجيد سليم البشري من المنصب.
ولد الشيخ محمد الخضر حسين بمدينة نفطة بتونس، 16 أغسطس عام 1876، درس في جامع الزيتونة، على يد كبار علمائه في ذلك الوقت، ونال منه الشهادة العالمية، تولى بعد ذلك القضاء في مدينة بنزرت، وبعد فترة أسند إليه التدريس في جامع الزيتونة، وكتب العديد من المؤلفات أثناء تواجده بتونس.
سافر إلى دمشق في 1913، التقى هناك مع أهم علمائها، وكان محبوبًا من الجميع، وجلس ليقرأ على التلاميذ في الجامع الأموي، ونشأت بينه وبين الشيخ عبد الرازق البيطار وجمال الدين القاسمي صداقة وطيدة، كما درس الشيخ محمد الخضر حسين في أهم المدارس في دمشق، ونشر هناك مؤلفات هامة، منها رسائل الإصلاح، والقياس في اللغة العربية.
استقرار الشيخ محمد الخضر حسين في مصر وتوليه مشيخة الأزهر
عندما دخل الاحتلال الفرنسي دمشق، أتى الشيخ محمد الخضر حسين إلى مصر، في 1930، وأنشأ جمعية سماها الهداية الإسلامية، ومجلة بنفس الاسم، عين بعد ذلك مصححًا بقسم الأدب بدار الكتب، وقرر الحصول على شهادة العالمية، فدخل الامتحان في الجامع الأزهر وحصل عليها، وعين في التدريس داخل الأزهر، وظل يعمل مدرسًا في كلية الشريعة والقانون وأصول الدين، لعشرين عامًا، كما شغل رئاسة تحرير مجلة الأزهر.
وفي عام 1932 صدر مرسومًا بحصول الشيخ محمد الخضر حسين، على الجنسية المصرية، واشتبك مع كبار المفكرين المصري، وألف الكتب الناقدة للكتب الأكثر جدلًا في زمنه، مثل كتابه نقض كتاب «في الأدب الجاهلي» للدكتور طه حسين، ونقض كتاب «الإسلام وأصول الحكم» للشيخ علي عبد الرازق.
تولى الشيخ محمد الخضر حسين منصب شيخ الأزهر في 1952، كما عين عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية، ونشر بمجلة المجمع العديد من الأبحاث اللغوية والأدبية الهامة، وقدم الشيح استقالته من منصب شيخ الأزهر بعد عامين فقط من توليه، احتجاجًا على إلغاء القضاء الشرعي، وخوفًا من أن يقال أنه ألغي في عهده وهو راضٍ عن ذلك.
