الثلاثاء 30 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف: عدم إعمال العقل في فهم النص من أهم أسباب التطرف الفكري

وزير الاوقاف يؤدي
دين وفتوى
وزير الاوقاف يؤدي صلاة الجمعة
الجمعة 01/أكتوبر/2021 - 02:27 م

 ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، اليوم، من مسجد الإمام البوصيري بمحافظة الإسكندرية، بحضور اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، والتي تناولت الحديث عن أهمية استخدام العقل في فهم النص، مستدلًا بنصوص من الكتاب والسنة.

 

وقال جمعة خلال خطبته: أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالنظر والتدبر في كتابه المقروء وهو القرآن الكريم فقال سبحانه: كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَیۡكَ مُبَـٰرَكࣱ لِّیَدَّبَّرُوۤا۟ ءَایَـٰتِهِۦ وَلِیَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ، مضيفا: وأمرنا سبحانه وتعالى بالنظر والتدبر في كتابه المنظور وهو الكون، فقال سبحانه: إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ.

 

 وأشار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كذلك إلى حث الإسلام على استخدام العقل في التفكر والتدبر،  ذاكرا قول الله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَ ٰ⁠تُۢ بِأَمۡرِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَعۡقِلُونَ، وقول الله جل وعلا: إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلنُّهَىٰ، وقوله سبحانه جل في علاه: إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَعۡقِلُونَ، مشيرا كذلك إلى قوله تعالى: إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ.

أردف مختار جمعة، أنه نظرا لأهمية العقل، أحاطه القرآن الكريم بسياجات من الحفظ والرعاية، وجعله الشرع الحنيف من الكليات الست التي يحرم الاعتداء عليها، ذلك أن العقل هو مناط فهم النص، مؤكدا أن عدم إعمال العقل في فهم النص من أهم أسباب التطرف الفكري.

وأكد جمعة أنه لا غنى عن إعمال العقل في فهم صحيح النص وفي تطبيقاته، وفي إنزال الحكم الشرعي على مناطه من الواقع العملي، كما أنه لا بد من إعادة قراءة النص في ضوء مستجدات العصر.

وأشار إلى أن الإسلام فتح باب الاجتهاد واسعًا، فقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ الاجتهاد حتى في حياته، مشيرا إلى إنه  عندما بعث صلى الله عليه وسلم سيدنا مُعَاذ بن جبل رضي الله عنه إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ:  كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ الله،  قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في كِتَابِ الله؟  قَالَ: أَقْضِي بِسُنَّةِ رَسُولِ الله. قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في سُنَّةِ رَسُولِ الله؟  قَال: أَجْتَهِدُ رأيي ولَا آلُو. قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ في صدري وَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِى وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله، مشيرا إلى ان معنى قوله: «ولا آلو» هو لا أقصر في الاجتهاد والنظر في المسألة.

 

وفي سبيل بيان ذلك، ذكر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف نموذجين:

النموذج الأول

التوكل على الله، والذي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي سأله عن ناقته: أعقِلُها وأتوَكَّلُ أو أطلِقُها وأتوَكَّلُ ؟ فقالَ صلى الله عليه وسلم: «اعقِلها وتوَكَّلْ»، موضحا أن التوازن بين الأخذ بالأسباب والتسليم بقضاء الله وقدره لا يقف عند حدود عقل الناقة مع حسن التوكل؛ إنما يشمل كل جوانب الحياة.

واستكمل جمعة: في ظروفنا الآنية في مواجهة فيروس كورونا نقول: ارتد الكمامة وتوكل، نظف يديك وتوكل، تجنب المصافحة وتوكل، حقق التباعد الاجتماعي وتوكل، خذ بجميع الأمور الاحترازية والإجراءات العلمية والطبية وتوكل، وهكذا في سائر الأمور الحياتية، وبهذا نكون قد فهمنا وحققنا وطبقنا معنى قول نبينا صلى الله عليه وسلم «اعقلها وتوكل».

 

النموذج الثاني

 

 القصد في المشي، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى على لسان لقمان عليه السلام في وصيته لابنه  «يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الله لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ».

وزير الأوقاف أوضح أيضا أن القصد في المشي هو الاعتدال وعدم الخيلاء فيه، منوها إلى ان ذلك لا يقف عند حدود الماشي على القدمين، إنما يعني القصد في المشي وعدم الاختيال مطلقًا، سواء أكان الإنسان ماشيًا على قدميه أم مستقلا دراجته أم راكبًا سيارته، موضحا ان الاختيال بالسيارة أشد جرمًا من الاختيال بالمشي على القدمين؛ لما في الثاني من كسر نفوس الفقراء.


أشار جمعة في تلك المناسبة إلى قوال الحق سبحانه وتعالى يقول: وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا، موضحًا أن الغاية والمقصد إنما هو النهي عن التكبر على خلق الله والاستعلاء عليهم بأي نوع من أنواع الاستعلاء، لافتا إلى أن المشي في الآية هنا ليس مقصودًا به المشي على القدمين فقط، وإنما المقصود به النهي عن مطلق الاختيال والعجب والغرور بالنفس، وقد سئل أحدهم: ما السيئة التي لا تنفع معها حسنة؟ فقال: الكبر.

واختتم بالتأكيد على أهمية فهم مرامي النصوص ومقاصدها، محذرًا من المتحجرين الذين يقفون عند ظواهر النصوص لا يتجاوزن الظاهر الحرفي لها، فيقعون في العنت والمشقة على أنفسهم وعلى من يحاولون حملهم على هذا الفهم المتحجر، مشيرًا إلى أن الإمام أبا حنيفة صاحب مدرسة رائدة لإعمال العقل في فهم النص.

وزير الاوقاف يؤدي صلاة الجمعة
وزير الاوقاف يؤدي صلاة الجمعة
وزير الاوقاف يؤدي صلاة الجمعة
وزير الاوقاف يؤدي صلاة الجمعة
وزير الاوقاف يؤدي صلاة الجمعة

 

 

 

 


 

تابع مواقعنا