السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الرواية والريف.. خيري شلبي يجسد مأساة عمال التراحيل في الأوباش

غلاف رواية الأوباش
ثقافة
غلاف رواية الأوباش لخيري شلبي
الجمعة 15/أكتوبر/2021 - 12:35 م

تناولت العديد من الروايات الريف المصري، واستطاعت أن تصور عالم الفلاح وتنقله إلينا بحرفية عالية، حيث نقلت شخصية الفلاح وملامح المكان الذي يعيش فيه، وعلاقاته بالآخرين، ومعاناته المعيشية ومن بين هذه الروايات رواية الأوباش للكاتب خيري شلبي.

تدور رواية الأوباش حول عمال التراحيل الذين سبق إليهم يوسف إدريس في رواية الحرام، وحسب الدكتور محمد حسن عبد الله في كتابه الريف في الرواية العربية، فإن رواية الأوباش لخيري شلبي تشكيل ملحمي شعبي يروي فيه حكاية قرية في شمالي الدلتا عام 1950، وقد نزل إليها الغرابوة، وقد أطلقت نفس التسمية في رواية الحرام ليوسف إدريس من قبل، واستحقوا ازدراء أهالي القرية وضربات عصيهم أيضا، وتجنبهم كما كان الأمر في الحرام من قبل.

 

ويضيف محمد حسن عبد الله: الغرابوة في رواية خيري شلبي مهانون محقرون، يفرحون بالمبيت في إسطبل الوسية، فهو خير من النوم على قارعة الطريق وفوق الأشجار، ولكن تدبيرا غير محكم يسوق أهالي القرية ذاتها إلى مبيت جماعي في الإسطبل، فيقع عراك يكون فيه الغرابوة أصحاب الهزيمة بالطبع، فليس من حق هؤلاء الغرباء أن يرفعوا صوتا أو عصا، وهكذا يدفعهم الأهالي عن المواقع الجيدة قرب منافذ الإسطبل، ولكن التقارب سيحدث بين تلميذ يسمى طلعت، نفر في الترحيلة، وصبي راغب في تعلم القراءة من أهل القرية وبعد قليل سيتم تقارب آخر من خلال العمل بين الأعرج ودياب، وستكون الشكوى هي اللغة المشتركة، فكلهم ضحايا.

نهاية الرواية

ويضيف محمد حسن عبد الله: في أول الرواية قتيل من أهل القرية سيكشف عن فساد إدارة القرية، وإدارة التفتيش معا، ما بين أكل عرق الأجراء، وتجارة المخدرات، وفي آخرها عدد من قتلى الغرابوة الذين انفجروا تحت قسوة الظلم والقمع، فقرر بعضهم التصدي ودفع حياته ثمنا لوقفته، ومعه عدد آخر، إن الرواية بين الواقع والكابوس، وهي تنتهي بفاجعة ليس الموت أسوأ ما تمثله، فقد كان الأحياء من الغرابوة عاجزين عن التصرف لا يعرفون ما يصنعون في جثث قتلاهم، كان الإسطبل مفتوحا ومع هذا لم يجسر أحد على مغادرته، وحين أشارت عليهم امرأة عجوز بضرورة دفن الموتى تصدى لهم أهل القرية، يحمي كل منهم مقبرته، فكان الحل في مقبرة جماعية هي أخدود لا يملكه أحد، وهنا يكون الموت نتيجة الوعي، وليس سببا فيه، كما أرادت رواية «الحرام»، على أن ختام الرواية يحمل مسحة أمل، في فرار «طلعت» وعودته إلى قريته.

تابع مواقعنا