الأحد 05 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.. الآية التي استشهد بها السيسي اليوم في احتفال المولد النبوي

السيسي أثناء إلقاء
دين وفتوى
السيسي أثناء إلقاء كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف
الأحد 17/أكتوبر/2021 - 03:36 م

"وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ"، آية استهل بها الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته اليوم خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، تعبيرا عن حق كل مصري في عيش حياة كريمة، وتجسيدا لحاجة الأمة الإسلامية إلى ترجمة معني هذه الآية الكريمة إلى سلوك عملي وواقع ملموس في الحياة فما هي معاني هذه الآية؟

 

تفسير آية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ"

 

الآية الكريمة وردت في سورة المائدة، وهي جزء من قول الله تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ".

 

وعن معنى آية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، فقد ورد عن الإمام علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسيره، أن إحياء النفس يعني عدم قتل النفس التي  حرمها الله إلا بالحق، لافتا إلى أن من  حرم قتل الناس دون وجه حق فإن الناس جميعا تحيا منه.

 

 وقد ورد كذلك في تفسير ابن كثير لهذه الآية: أي من قتل نفسًا بغير سبب من قصاص أو فساد في الأرض، واستحل قتلها بلا سبب ولا جناية، فكأنما قتل الناس جميعًا؛ نظرا لأنه لم يفرق بين نفس ونفس، لافتا إلى أن معنى ومن أحياها: أي حرم قتلها واعتقد ذلك فقد سلم الناس كلهم منه بهذا الاعتبار، موضحا أن هذا هو سبب قول الله تعالى بعدها: فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.

 

قصة آية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ"

تعود قصة الآية السابقة التي رواها القران الكريم في سورة المائدة حين قال: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"، حين تملك الحسد قلب أحدهما فقرر قتل أخيه، وطوعت له نفسه ذلك؛ حتى نفذ مخطته بقتل أخيه؛ إلا أن الندم تخلل قلبه بعد أن أردى أخاه قتيلا فلم يستطع دفنه، وهو ما رواه القران حين قال: "فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ".

 

وجاءت الآية فيما بعد لتدل على عظم حرمة القتل وكذلك التهويل من شأن كل ما يؤدي إليه من حقد أو حسد، لنهي الناس عن الوقوع في هذا الإثم، ولفت نظرهم إلى حرمة النفس ووجوب حمايتها بكافة الطرق الممكنة، حتى ساوت الآية بين النفس الواحدة وجميع الأنفس، وذلك في الحياة كما الممات أو القتل.

سبب تخصيص بني إسرائيل بالذكر في آية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"

 

 تنوعت الأسباب التي أبداها العلماء في تخصيص بني إسرائيل بالذكر في الآية دون غيرهم من بني البشر، رغم أن الآية عامة لجميع الأمم، إلا أن أبرز الأسباب التي سمعت عن السلف من العلماء تتمثل في كون كتباهم هو أول كتاب بيَّن الله فيه الأحكام.

 

كما قال بعض العلماء أيضا إن الغرض من تخصيص بني إسرائيل بالذكر هو التنبيه على أنهم فجروا في سفك الدماء بغير حق، فيما رأى آخرون أن السبب في ذلك هو غلبة الحسد عليهم، وانتشاره بينهم؛ نظرا لأنه يجر إلى جريمة القتل، وقد استهانوا به فكثر فيهم.

 

دروس وعبر مستخلصة من آية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"

 

يُستدل بآية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" في كثير من الأحيان على وجوب فعل الخير وتقديمه بمختلف صوره وأشكاله، والتي من بينها التبرع بالدم للمرضى مثلا، وكذلك فعل أي عمل خيري من الممكن أن ينقذ حياة إنسان من الهلاك، وفي الوقت ذاته تجنب كل عمل شر من شأنه إزهاق روح أو هلاكها.

 

الاستدلال بآية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" على جواز التبرع بالأعضاء  

يستند بعض علماء الشريعة الإسلامية القائلين بجواز عملية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة أو قبلها إلى الآية السابقة في إثبات صحة حكمهم، حيث يرون أن تبرع الحي أو الميت بأعضائه للحي بهدف إنقاذ حياته دون مقابل هو من أسمى المعاني  التي تدعوا اليها الآية.

 

وحدد علماء الشريعة الإسلامية بعض الضوابط التي يجب توفرها في قضية التبرع بالأعضاء في الإسلام، والتي من بينها أن يتم التبرع عن طيب نفس وخاطر من المتبرع، دون إرغام أو إجبار، حيث يعد ذلك من باب التعاون على البر الذي أمر الله سبحانه وتعالى به.

 

وشدد العلماء أيضا على أن الأعضاء التناسلية والتي من بينها الرحم، يحرم التبرع بها قولا واحدا بين كافة علماء الشريعة، كون التبرع بها يؤدي إلى اختلاط الأنساب، الذي هو مجرم في الإسلام.

تابع مواقعنا