رجل المهام الصعبة.. سيرة الفريق أسامة عسكر التي أهلته لرئاسة أركان الجيش
في يناير من العام 2015، شنت الجماعات الإرهابية سلسلة هجمات استهدفت نقاط أمنية وعسكرية بسيناء، سقط إثرها عشرات الشهداء والمصابين، ما اضطر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قطع زيارته إلى أديس أبابا العاصمة الإثيوبية على هامش مشاركته في اجتماعات القمة الإفريقية والعودة إلى القاهرة لمتابعة مستجدات الأحداث عن قرب، وقيادة عمليات الرد على الجماعات الإرهابية والثأر لشهداء الوطن.
في أعقاب عودة الرئيس إلى القاهرة، وبالتحديد في 31 يناير، انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اجتماع طارئ، برئاسة القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاستعراض تداعيات الحادث الإرهابي، واستمع الرئيس لشرح تفصيلي لملابسات الحادث والإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة لمجابهة أثاره وتطهير منطقة سيناء من العناصر الإرهابية والإجرامية.
اجتماع قيادات القوات المسلحة لم يكتفي بالشرح واستعراض الإجراءات المتبعة للرد على الجماعات، بل خلص إلى إصدار قرار جمهوري بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب بقيادة اللواء أركان حرب أسامة رشدي عسكر مع ترقيته إلي رتبة الفريق اعتبارا من اليوم السبت 31 يناير 2015.
لم يكن أبدا اختيار أسامة عسكر تكليف يحمل طابع التشريف أو التدرج العسكري، بل يعتبر عسكر رجل المهام المستحيلة في القوات المسلحة، فهو من تولى قيادة الجيش الثالث الميداني في عهد محمد مرسي، فضلا عن مسؤوليته عن تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، في واحدة من أصعب المهام العسكرية في وقت حرج من تاريخ مصر.
قدرات عسكر العسكرية وما يحظى به من علاقات قوية للغاية في سيناء، أهله أن يكون مساعد القائد العام للقوات المسلحة المصرية لشؤون تنمية سيناء، فضلا عن توليه رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، قبل أن يصبح رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة بقرار جمهوري صباح اليوم.
من غير المعقول أن تحمل أيادي المدنيين السلاح في الوقت الذي تحتاج فيه مصر لأيادٍ تحمل الفأس، تلك كانت كلمات أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني في ذلك التوقيت، عندما قاد مبادرة جمع السلاح غير المرخص من بدو سيناء، والتي تكللت بجمع مئات الأسلحة، لما تربطه من علاقات قوية وطيدة بشيوخ سيناء وعواقل القبائل.
الفريق أسامة عسكر الذي حظي بألقاب كثيرة كصقر سيناء ورجل حل الأزمات، لعب دورا فاعلا ومؤثرا في العملية الشاملة سيناء التي انطلقت في 2018، كونه كان رئيسا لعمليات القوات المسلحة، وما سبق تلك الفترة وبالتحديد قبلها بثلاث سنوات، نجح في قيادة عشرات العمليات التي استهدفت الإرهابيين كونه كان رئيس القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب.
لم يكن الفريق أسامة عسكر بعيدا عن مرمى الإخوان، الذين دأبوا على إطلاق الشائعات حول الرجل الذي أحبط عشرات المخططات وكبدهم خسائر كبيرة على أصعدة الهجمات المنظمة التي كانوا يخططون لها لاستهداف قوات الجيش أو الشرطة، أو تحويل سيناء لمركز تجمع الإرهابيين، أو حتى تهديد المجرى الملاحي لقناة السويس.
تعيين الفريق أسامة عسكر أتى في وقت له دلالات سياسية وعسكرية مهمة، فالقرار الجمهورية بتولي عسكر رئاسة أركان حرب الجيش المصري، جاء بعد نحو 48 ساعة من إعلان الرئيس السيسي إلغاء العمل بقانون الطوارىء، ما يعني أن الرجل العسكري نجح فيما وكل إليه من مهمات سابقة في محاربة الإرهاب، وبات على موعد جديد من مهمات أصعب لتأمين حدود مصر الأربعة، وقيادة العمليات داخل مصر وخارجها إن لزم الأمر، فهو رجل عسكري من طراز فريد.
