السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

برامج MBA ماجيستير إدارة الأعمال بحاجة إلى تحديث يواجه التحولات الرقمية

السبت 11/ديسمبر/2021 - 08:52 م

كنت قد أتممت دراستي الجامعية، وحصلت بعدها على ماجيستير إدارة الأعمال، تخصص التسويق من إحدى الجامعات الأوروبية، والتي كانت حينها مناهج مواكبة للطفرات العالمية، الواقعة حينها بمجال تكنولوجيا المعلومات، الآن تغيرت المؤسسات العملاقة تغيرًا جذريًا في السنوات الأخيرة، من بين الشركات الأعلى قيمة عالميا اليوم مايكروسوفت، وميتا، وأبل، وأمازون، وعلى بابا.

تعتمد هذه الشركات أساسًا على المعرفة، والموهبة، والابتكار، وتأثير شبكة المستخدمين، وهذا يختلف جذريًا عن نموذج الشركات التي كانت مسيطرة في القرن العشرين مثل جنرال موتورز، وجنرال إلكتريك، وفورد، وإكسون موبيل وغيرها، وتعتمد على الأراضي والمنشآت والآلات واليد العاملة لإنتاج سلع مادية، بمعدل الشركة التكنولوجية العملاقة اليوم قيمتها أعلى 10 مرات من الشركات الصناعية في القرن العشرين.

كما بنيت كليات الأعمال تاريخيا بطريقة الكليات التقليدية مثل التمويل، والمحاسبة، وإدارة العمليات، والتسويق، وإدارة الموارد البشرية، وهذا يشابه إلى حد كبير، شكل الشركات في القرن العشرين، حيث كان استثمارها الأكبر في الآلات والمصانع، هدفها كان تجهيز مديرين لأخذ القرارات الرشيدة في الأصول، وتقليل تكاليف الإنتاج، وزيادة كفاءة القوى العاملة، والنطاق المحلي لمجال شغل الشركات، كما أن الأعمال الرقمية اليوم غيرت هذه القوانين، لننظر مثلًا إلى جوجل ومايكروسوفت وميتا.

الأصول الرقمية ممكن استخدامها عددا لا متناهي من المرات دون الحاجة إلى إطفائها، وجميعها اليوم تتنافس عالميا غير محدودة بنطاق جغرافي محدد، كما أن أرباح شركة فيسبوك في عام 2020 تعادل أرباح 3 شركات تقليدية من القرن العشرين، وأرباح شركتي أبل ومايكروسوفت أكثر بضعفين أو ثلاثة لأرباح شركة فيسبوك.

التغيرات الواقعة كالتالي: 

التمويل: يعتمد على الأصول، وبناء على المخاطر والعوائد المتوقعة، تؤخذ القرارات، ونحن اليوم بحاجة إلى نموذج جديد لإدارة الأصول الرقمية، مثلا شركة فيسبوك تمتلك شبكة من 2.8 مليار مستخدم، وشركات أخرى تولد أرباحا من أصول لا تمتلكها مثل Airbnb، وإعادة تعريف هذه الأصول يساعد في تقدير أرباحها، ناهيك عن قيمة الأصول نفسها التي بات تقديرها تحديًّا جديدًا.

التسويق: اليوم يحتاج إلى مهارات جديدة مثل التسويق الرقمي، وتحليل البيانات، ومن يعمل في هذا المجال عليه امتلاك مهارات مختلفة كليا عن السابق، كما أن كليات الأعمال عليها أن تتعاون مع كليات أخرى مثل تكنولوجيا المعلومات وتحليل البيانات لتلبية المتغيرات الجديدة. 
إدارة العمليات: نمط جديد في التفكير صار ضروريًّا لتفسير الأصول الرقمية، وكيفية استغلالها واستثمارها مثل التغريدات، والمنشورات، والبحث على الإنترنت، وبعض منها يحتاج إلى سرعة ومرونة مختلفة عن نمط المصانع التقليدي، وهناك حاجة إلى التعاون مع علماء البيانات ومختصي التقنية، لزيادة كفاءة العمليات. 
الموارد البشرية: في العصر الرقمي، المواهب والأفكار والابتكار دون محدودية التواجد الجغرافي بين جدران الشركات، كما أن بعض الموظفين اليوم يعملون كمستشارين وعن بعد، وهذا كله يتطلب سياسات موارد بشرية مختلفة. 
المحاسبة: في أحد المقالات المنشورة حديثًا على هارفرد، ذكروا أن الميزانيات وقوائم الدخل صارت مرتبطة أقل بالقرارات الاستثمارية، التوجه الجديد في المحاسبة هو استغلال تكنولوجيا البلوك تشين، وعلاوة أن القوائم الربعية والنصفية أصبحت لا تلبي حاجة العمل. اليوم التوقعات نحو بيانات لحظية أكثر من كونها محددة بإطار معين من الزمن، علاوة على أن المحاسبة الإدارية نفسها آخذة بالتغيير، كما أن الأصول الرقمية صارت تحتاج إلى طريقة مختلفة في التعامل.

الأمر يحتاج إلى دراسة عالمية، وتحديث مستمر لمحتوي المناهج عالميًا، لمواجهة الثورة العالمية الرابعة - إن صح التعبير - فلا بدّ وأن يكون المحتوى الأكاديمي مسايرًا لمجريات الحياة التكنولوجية المتسارعة.

تابع مواقعنا