الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بورقة الأمن وانقسام الأحزاب.. هل تجهض الحكومة احتجاجات السودان؟

حمدوك والبرهان
سياسة
حمدوك والبرهان
الأربعاء 22/ديسمبر/2021 - 04:45 م

لا يزال المشهد السوداني مليء بالأحداث الدراماتيكية، والتي ربما تأخذه إلى نفق مظلم، شارع غاضب رفع سقف احتجاجاته إلى إقالة وحل مجلس السيادة، وحكومة متعثرة لم تستطع الصمود أمام الاحتجاجات الغاضبة التي تجتاح المدن السودانية، وقيادة عسكرية رفعت شعار الأمن أولا، كأحد الرهانات العسكرية.

فعلى الرغم من استمرار الحراك الاحتجاجي في الشارع السوداني بزخم ملحوظ، وما أشيع مؤخرًا عن عزم رئيس الوزراء تقديم استقالته، فإن التغيير الذي يطالب به المحتجون يراه محللون حلما بعيدا نتيجة غياب القيادة الموحدة والانقسام الذي يضرب القوى المؤيدة للتظاهرات، إلى جانب طرح ورقة الأمن أولا من قبل رئيس الحكومة والقادة العسكريين بمجلس السيادة.

مراقبون يرون أن تصدع تحالف قوى الحرية والتغيير، والذي أعلنت بعض قياداته عن تأسيس جبهة شعبية بقيادة موحدة قبل ساعات، وكذلك ضعف القوى الحزبية في كسب ثقة المحتجين، سيؤديان إلى مزيد من تعقيد الأزمة السودانية.

ووفق مراقبين، فقد تصدع تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، الذي كان يجمع القوى السياسية التي قادت الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير حتى سقوطه في أبريل من العام 2019، إلى أكثر من مجموعة متنافرة، بعضها مؤيد لقرارات مجلس السيادة، والبعض الآخر لا يزال موجود في الشارع، إلى جانب عجز القوى السياسية حتى الآن عن طرح ميثاق جديد يوحدها، لتبني مطالب الشارع وترجمتها إلى عمل سياسي يخرج البلاد من الأزمة التي تضربه منذ سنوات.

تظاهرات احتجاجية

الكاتبة الصحفية السودانية، هند بشارة، قالت لـ القاهرة 24، إن الوضع الذي يمر به السودان يمكن وصفه بالمأزوم، فمن جهة يقود الشارع تظاهرات احتجاجية داعية للمدنية الشاملة للدولة، متجاوزة الأحزاب ورافضة لها، مطالبة الجيش السوداني بالعودة إلى الثكنات والقيام بدوره كحارس للبلاد.

وأضافت: بينما تقف الأحزاب موقفًا مهزوزًا بين مؤيد لقرارات رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بعد الـ25 من أكتوبر الذي  حل الحكومة وأزاح الحاضنة السياسية للحكومة، وأتى بتعيينات جديدة للمجلس  للسيادي، وبين رافض لها مستقويًا بصوت الشارع.

وتابعت: لازالت الاحتجاجات متواصلة، وجدول إعلانات المليونيات يتربع المشهد السوداني، مما يعقد الوضع جراء الإصابات وقتل المتظاهرين وتصاعد وتيرة الغضب.

أزمة الأحزاب السياسية في السودان

وأضافت: حسب الرؤية العامة للأوضاع، نجد أن عدم تهيئة الأجواء للانتخابات يجعل الأحزاب السياسية في خانة المتفرج.

وناشدت بشارة، بعدم انسياق البلاد إلى حافة انعدام الأمن والاستقرار، والإسراع بتنفيذ اتفاق سلام جوبا كاملا غير منقوص خاصة الترتيبات الأمنية التي من شأنها تحقيق الاستقرار والأمن ورفع الغبن من مكونات جاءت من أجل السلام الحقيقي.

وأكملت الكاتبة السودانية كلامها قائلة: حسب خبراء لن يدخل السودان في دوامة الانسداد السياسي، إلا في حالة إعلان قانون طوارئ وانتخابات مبكرة  حال استمرار الاحتجاجات.

وأشارت إلى أنه على الأحزاب الاستعداد للأمر، وألا تعول على الشارع  كثيرا، فمطالبه تعدت الأحزاب وأصبحت مباشرة نابضة بالشباب الثوري.

تعطل عملية الانتقال

من جهته قال المحلل السياسي، عز الدين دهب، في تصريحات صحفية، إن الخلافات السياسية عطلت سير عملية الانتقال في السودان، لكنها لم تعطل الشارع عن مطالبه في الحرية والسلام والعدالة والتحول الديمقراطي والحكم المدني.

وأشار إلى أن الانقسام أثر كذلك، على المصفوفة الزمنية لتنفيذ الجداول المتفق عليها، بين شركاء الفترة الانتقالية منذ توقيع الإعلان الدستوري.

الاتفاق السياسي السوداني

ومنذ عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لممارسة مهامه في 21 نوفمبر الماضي، نشطت مجموعة من قوى الحرية والتغيير في كتابة ميثاق سياسي، لتوحيد القوى السياسية وإكمال ما تبقى من المرحلة الانتقالية، وتهيئة المناخ لانتخابات حرة بنهايتها.

لكن هذه الجهود اصطدمت برفض أحزاب في المجلس المركزي، لـ قوى الحرية والتغيير، حيث فضلت السير خلف الشارع الغاضب على الاتفاق السياسي، الموقع بين عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك.

وقبل ساعات، تداولت أنباء عن تحركات للجبيش السوداني والقوات الأمنية داخل العاصمة، فسرها مراقبون أنها تحسبًا لأي تطورات بالعاصمة، وتثبيت الأمن.

وتأكيدًا على ورقة الأمن، كان العميد الطاهر أبو هاجة، مستشار قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، أكد قبل أيام، أن القوات المسلحة لن تفرط في أمن السودان.

وشدد مستشار البرهان،على أن القوات المسلحة ستبقى منحازة لتطلعات الشعب السوداني.

في ذات السياق، كان رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك قال قبل أيام، إن استقرار السودان ووحدته في خطر، مضيفًا: نواجه اليوم تراجعًا كبيرًا في مسيرة ثورتنا، ما يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها، وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطنًا ولا ثورة، حسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.

ويشهد السودان موجة كبيرة من الاحتجاجات التي اجتاحت أغلبية مناطق العاصمة الخرطوم ومحيطها، رافعةً شعارات منددة باتفاق رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ومجلس السيادة بقيادة عبد الفتاح البرهان، وأخرى مطالبة بإسقاط النظام كاملًا.

تابع مواقعنا