الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حلم وفراق وبكاء.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لأول مُعيد مريض بـ ضمور العضلات في الشرق الأوسط

الراحل رفقة الرئيس
محافظات
الراحل رفقة الرئيس عبدالفتاح السيسي
السبت 01/يناير/2022 - 11:35 م

قبل عقدين جاء إلى الدنيا يحمل معه الخير لأهله وأفراد أسرته وقريته وكل من صادفه، من عرفهم ومن لم يعرفهم، فاض الله عليه بالعلم وعوضه عن الدنيا بعد إصابته بمرض ضمور العضلات، الذي نهش جسده النحيل، ولكن عقله رفض العجز شكلا وموضوعًا، وعيناه اللتان قرأتا وترجمتا النصوص كافة ظلت أبية على الاستسلام، مهما بلغت الصعب في شتى مراحل التعليم.

 

محمد عمر محمد خيري، اسم يعرفه القاصي والداني من أهل قرية المُجفف التابعة لدائرة مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، القرية التي كانت شاهدة على ميلاده ورحيله، كيف لا وهو واحد من قلائل من أبرز النماذج المُلهمة وأيقونات التحدي والمُثابرة خلال الفترة الأخيرة، رحل عن عالمنا مع أول ساعات صباح العام الجديد؛ بعد معاناة وآلام أخيرة مكث فيها خمسة عشر يومًا داخل مستشفى الزقازيق الجامعي بوحدة العناية المركزة، جراء تدهور حالته، حسب تصريحات الدكتور عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق لـ القاهرة 24، الذي تحدث عن الساعات الأخيرة في حياة الفتى وكيف تدهورت حالته جراء التعرض لوعكة صحية أثرت بشدة في عضلة قلب الفتى، قبل أن يُغيبه الموت وتصعد روحه إلى بارئها تاركةً جسده وقد بات جُثة هامدةً على بُعد أمتار من كليته التي تفوق فيها وأصبح قبل نحو أربعة أشهر أول مُعيد في تاريخها وتاريخ جامعات مصر والشرق الأوسط من مرضى ضمور العضلات.

رحلَّ الفتى تاركًا سيرة عطرة يُقسم بها الصغير قبل الكبير، ميراث من دماثة الخُلق وحفظ كتاب الله وأشياء كثيرة جعلت كل من التقى القاهرة 24، وقت الجنازة، يُقسم على أن الفتى كان من أهل الجنة الذين يعيشون في الأرض إلى مّعاد، وأن الميعاد قد تحدد برحيله ووفاته.

 

وصباح الأربعاء الموافق 8 من سبتمبر عام 2021، صدر قرار تعيين محمد عمر محمد خيري، مُعيدًا في كلية الحقوق جامعة الزقازيق، ليُدونَّ اسمه بأحرف من نور في تاريخ الكلية والجامعة وكافة الجامعات داخل مصر وخارجها من دول الشرق الأوسط؛ كونه أول مُعيد في ذاك المحيط من مرضى ضمور العضلات.

 

جنازة مهيبة

مشهد الفراق كان مهيبًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالقرية التي كانت مثار طموح الفتى واهتمامه طوال حياته -وعبر عن ذلك في أكثر من مناسبة أنه يرجو أن يراها أفضل بلاد الله من النجاح والتطور- كانت غارقة في الوحل الذي خلفته مياه الأمطار ولم تشربه أرضها الطينية على مدى ساعاتٍ طوال منذ هطول مياه السماء قبل يومين، لكن ذلك لم يمنع المئات وربما الآلاف من حضور الجنازة والوداع الأخير، فيما حرص العشرات من أصدقاء الفتى وجيرانه وأهله على البقاء جوار القبر لدقائق طوال بعد غلقه على جثمانه؛ جلسوا وافترشوا الأرض يؤنسون صاحبهم بالبكاء والدعوات له.

تحدث الكثيرون من أهل البلدة إلى القاهرة 24، يسردون تفاصيل حياة الفتى وكيف كان مهمومًا بهم بلدته ويأمل لهم الأفضل دومًا، حتى أن أحدهم قال صراحةً إن الفقيد يستحق أن يُطلق اسمه على مدرسة، أو أن تكون القرية باسمه هي أو غيرها كرامةً وتكريمًا لما يُمثله لهم من مثل ومثال يُحتذى به منذ نجاحه وتفوقه ولقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

 

شركاء النجاح

العرفان بقيمة الشاب وما كان يضربه من أمثال بنجاحه وتفوقه ومثابرته تخطى حدود وعرفان أهل البلدة والبلاد المجاورة ليصل إلى أساتذته من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الزقازيق، وعلى رأسهم الدكتور عثمان شعلان، رئيس الجامعة، الذي نعاه ورثاه بعباراتٍ حزينة، والدكتور ممدوح المسلمي، عميد كلية الحقوق جامعة الزقازيق، الذي حرص على أن يكون في الصفوف الأول التي تُصلي الجنازة على جثمان الراحل وتُشيعه إلى مآواه الأخير، قبل أن يؤدي واجب العزاء لأسرة الفتى، وهم الذين لا تصفهم الكلمات بأكثر مما تحدث به الراحل في آخر حواراته وأحاديثه لـ القاهرة 24، حين قال واصفًا أفراد أسرته: كانوا بيمسكوا لي الكتاب علشان أذاكر 3 ساعات أو 4 ساعات كل يوم.. همّ شركاء النجاح وبإذن الله هحضر للماجستير والدكتوراه.

أصدقاء الراحل وأهل قريته والأطفال يدعون له على باب قبره 01
أصدقاء الراحل وأهل قريته والأطفال يدعون له على باب قبره 01
أصدقاء الراحل وأهل قريته والأطفال يدعون له على باب قبره 02
أصدقاء الراحل وأهل قريته والأطفال يدعون له على باب قبره 02
الراحل رفقة الرئيس عبدالفتاح السيسي
الراحل رفقة الرئيس عبدالفتاح السيسي
جنازة الراحل
جنازة الراحل
محمد عمر في جامعة الزقازيق
محمد عمر في جامعة الزقازيق
تابع مواقعنا