الأجداد سعداء بالأحفاد.. حكاية أقدم مصنع ألباستر في الأقصر.. رأس نفرتيتي بـ400 جنيه.. أحمد: زي ما ورثتها هورّثها لعيالي
على خطى الأجداد يسير الأحفاد، بما ورثوه عنهم في فن صناعة الألباستر أحد أهم الفنون التراثية التي يعود تاريخها إلى 7 آلاف سنة، ونمط خاص تحظى به محافظة الأقصر عن باقي المحافظات، فحجر الألباستر هو حجر فرعوني قديم موجود في محافظات مختلفة ومنها الأقصر، يحرص عدد من العمال على جلبه واستنساخ تحف فرعونية تضاهي التحف الأثرية القديمة.
مصنع الألباستر في الأقصر
وإلى جبال البر الغربي تحديدًا بجوار معبد الملكة حتشبسوت، يقع أقدم مصنع لصناعة الألباستر، فعند التجول بداخله، تأخذ نوبة من الخيال كأن الزمن عاد بك إلى الوراء في عهود القدماء المصريين، نظرًا لما تشاهده من قطع ولوحات ومنحوتات من حجر الألباستر ذات نقوش فرعونية تضفى مزيدًا من الجمال.
تُحف الألباستر
رأس نفرتيتي، تمثال أبو الهول، تمثال توت عنخ آمون وقناعه الشهير، مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون، جعارين، الإله حورس، الإله ست، الأهرامات، الحيوانات التي تمثلت في صورة إله، وتماثيل لملوك وملكات حكموا مصر قديمًا، لوحات بها نصوص فرعونية، أوانٍ، قرص الشمس آمون رع، كل هذا ما تجده داخل مصنع الألباستر بغرب مدينة الأقصر.
الألباستر ورث من الأجداد
يقول أحمد رمضان صاحب أقدم مصنع لصناعة الألباستر بمدينة القرنة غرب مدينة الأقصر، لـ القاهرة 24 إن مصنعه توارثه عن أبيه وجده، وأنشئ قبل 50 عامًا مضى، فهو يعمل بداخله منذ 15 عامًا دون أن يكلّ أو يمل من مهنته التي تحمل معها العناء وتتطلب الصبر، معربًا عن سعادته البالغة بها.
رحلة التصنيع
وعن رحلة تصنيع القطع الفرعونية المقلدة من حجر الألباستر، يوضّح أنه يتم جلب الحجارة من أماكن بعيدة من محافظات أسوان والمنيا وقنا وبني سويف، وجبال القرنة بالأقصر، وحجر الألباستر يتكون من ألوان الأبيض والأخضر والبني.
مدة صنع المنحوتات
ويستكمل حديثه بأن العمال الموجودين في المصنع جميعهم أقارب من أبناء عمومته، لكنّ واحدًا منهم مهام يقوم بها، مثل جلب الأحجار، والنحت، وتلوين النقش، مشيرًا إلى أن مدة تصنيع التمثال تستغرق يومًا إذا كان صغيرًا، وربما أكثر من عدة أيام حسب حجمه، وعند الانتهاء من ذلك يتم عرضه داخل المصنع.
قبلة السياح وأسعار مناسبة
يؤكد أن السياح من الفرنسيين والأمريكيين والإيطاليين والروسيين أحد أكثر الجنسيات التي تقبل على شراء التحف الفرعونية المستنسخة من أحجار الألباستر، لكي يقدّموها هدايا تذكارية إلى أصدقائهم وأفراد أسرتهم، وعن الأسعار فهي ليست غالية، فهناك تماثيل تصل قيمتها من 50 إلى 500 جنيه، ورأس نفرتيتي تقدر قيمتها بـ400 جنيه، والعجارين الصغيرة من 20 جنيهًا إلى 50 جنيهًا، والسلاسل بـ130 جنيهًا، وأسعار اللوحات تبدأ من 70 جنيهًا حتى 200 جنيه.
أزمة وركود
أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، فكانت أزمة فيروس كورونا أقوى ضربة للسياحة والآثار، فمع الركود السياحي جراء حالة حظر التجوال وغلق عددٍ من الأماكن الأثرية، عانى العمال في المصنع من عدم وجود دخل مادي لهم، بعد أن كانت الوفود السياحية تشهد حالة انتعاش بعد الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير.
بشرة خير
ويستطرد أحمد رمضان صاحب أقدم مصنع ألباستر في الأقصر، أن بعد عادة الحياة إلى طبيعتها وفتح الأماكن السياحية والأثرية وعودة فتح مجال الطيران تدريجيًّا، عادت تدفقات السياحة مجددًا خاصة بعد الأحداث الأخيرة من افتتاح طريق الكباش واكتشاف المدينة الفرعونية وحفل موكب المومياوات، كما أنّ الموسم السياحي 2022 يحمل معه بشائر الخير، ليعود الإقبال مجددًا على شراء المنحوتات الفرعونية المقلدة من حجر الألباستر.
صاحب المصنع يورث أبناءه فن الألباستر
وعلى الرغم أن أحمد رمضان ابن مركز القرنة في محافظة الأقصر، ورث فن صناعة الألباستر عن جده وأبيه، فإنه أكّد في نهاية حديثه لـ القاهرة 24 أن لديه طفلين ذَكَرَيْن في المراحل التعليمية الابتدائية، سوف يورثهما مهنته، لافتًا إلى أن أبناءه الصغار يحرصون دائما إلى الذهاب معه إلى المصنع ومشاهدة العمال أثناء فترات عملهم، والسياح عند عملية شراء التماثيل المصنوعة من أحجار الألباستر.
أقدم مصنع لفن الألباستر بالأقصر
