الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حياتها استشهاد طويل.. مي زيادة بين تقرب الصفوة وتجاهل الجميع

مي زيادة
ثقافة
مي زيادة
السبت 12/فبراير/2022 - 04:09 ص

مي زيادة، الأديبة المظلومة، والمتفردة التي واجهت عداء الأقربين، العبقرية، التي اجتمع حولها صفوة الصفوة في عصرها، وماتت وحيدة، المولودة في 11 فبراير من العام 1886، كانت الأنثى الأشهر في عالم الأدب، وكانت من النسويات المهتمين بقضايا المرأة العربية، وما تواجهه من تسلط وظلم من قبل الجميع.

 

 

ولدت مي زيادة في الناصرة الفلسطينية، لأب لبناني، كان معلما في إحدى المدارس، مكثت في الناصرة لـ 13 عام، قبل أن تنتقل إلى لبنان، والتي قصت فيها خسة أعوام في دير للراهبات، وكانت لتلك الفترة التي قضتها في الدير أثر كبير في حياته وتكوينها بعد ذلك، حيث إنه ا كانت وحيدة والداها، وكانت شديدة التعلق بهم، وعندما ذهبت إلى الدير شعرت بوحدتها، وكانت الأيام تمر في ثقل وقسوة، وهذا ما يتضح في ما دونته في مذكراتها عن تلك الفترة الصعبة في حياتها.

 

في القاهرة.. هنا مي!

 

انتقلت الأسرة في عام 1908، من الناصرة إلى القاهرة، لتبدأ مي رحلتها الجديدة، التي ستغدو خلالها من أهم علامات الحركة الأدبية العربية، بدأت علاقة العائلة بالثقافة المصرية وحركة الأدب، بعدما أسس والدها صحيفة بـ اسم المحروسة، وبدأت هي خلال تلك الفترة في الكتابة مع والدها في الصحيفة.

 

تطور مستواها الادبي خلال تلك الفترة بصورة كبيرة، وأصدرت ديونها الأول، وكان باللغة الفرنسية، باسم أزاهير الاحلام، وكانت تسمي نفسها بـ  ايزيس كوبيا، وخلال تلك الفترات أسست مي زيادة صالونها الأدبي، حيث كانت تجتمع كل يوم ثلاثاء مع الأدباء في منزلها، لمناقشة المستجدات التي تجري على الساحة الأدبية، واستطاعت بهذا المجلس، استقطاب الكثير من رواد الثقافة والأدب إلى بيتها ومجلسها.

 

صالون مي وتفاخر العميد بحضوره

 

شهد صالون مي زيادة، حضور مكثف لأهم رموز الأدب والثقافة المصرية، منهم طه حسين، وعباس العقاد، والرافعي، وحافظ إبراهيم، وإسماعيل صبري، ومنصور فهمي، ومصطفى عبد الرازق، والمازني، وغيرهم.

 

 وقال عن صالونها الدكتور طه حسين مفاخرا: أتيح لي أن أكون من خاصة مي، بفضل الأستاذ لطفي السيد، كنت أتأخر في الصالون حتى ينصرف جميع الزائرون، وما أكثر الليالي التي انصرف فيها الزائرون جميعا، ولا يبق منهم إلا الأستاذ لطفي السيد، ومحمد حسن نائل المرصفي، وأنا، وكانت مي في ذلك الوقت تفرغ لنا حرة سمحة، فنسمع من حديثها أو إنشائها، ومن عزفها أو غنائها.

 

النابغة التي اتهموها بالجنون

 

تاريخ المرأة استشهاد طويل أليم.. هكذا وصفت الاضطهاد التي تتعرض لها المرأة عبر العصور في مقال لها نشر عام 1914، وهو بالضبط ما يصف حالها، فبعد وفاة جميع من حول مي زيادة، والداها، وأصدقائها المقربون، على رأيهم جبران خليل جبران، قررت الانزواء عن الناس طواعية، وأخذت في في المداومة على العادات السيئة، وكانت حالتها تزداد سوء، باكتئابها الحاد، يوما بعد يوم.

 

استغل أهلها حالتها، حسب ما يقال بأنهم كانت أعينهم على أموال مي، فاصطحبوها إلى لبنان، وهناك أدخلوها مستشفى العصفورية، للأمراض العقلية، بعد اتهامها بالجنون، للحجر على أموالها، وتخلى عنها كل أصدقائها ومعارفها، ومكثت داخل المستشفى 301 ليلة، عانت فيهم، وعاشت حياة أقرب للجحيم، قبل أن تخرج، وترحل في هدوء ووحدة وصمت، في عام 1941.

 

تابع مواقعنا