الخميس 09 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أصوات شعرية| علي الجارم.. كيف تكتب الشعر بخفة ورصانة في آن واحد

علي الجارم
ثقافة
علي الجارم
الثلاثاء 01/مارس/2022 - 10:54 م

علي الجارم، الشاعر الذي عُرف بخفة دمه ومرحه بين شعراء مصر، ابن مدينة رشيد الذي عرف كيف يستر حزنه ويظهر ابتسامته، والكاتب عن قضايا الوحدة العربية والناعي همها.

يعد علي الجارم شاعرًا من الطراز الأول، كما كان لديه أسلوبًا رصينًا في التعبير عن القضايا الإنسانية، وكان يتميز بالرشاقة في القول والخفة في الشعر، وهو من مواليد مدينة رشيد عام 1881.

كتب علي الجارم الشعر بكل قوة ورصانة، وكان أغلب شعره يعبر عن قوته في تحمل الآلام، وقدرته على تجاوزها، وخاصة الآلآم التي تشترك فيها أمته العربية كلها، وكان أغلب شعره في المناسبات الوطنية والقومية، ويأتي الرثاء في مقدمة الألوان التي كتب فيها، ولم يقتصر على هذا فقط، بل كتب الغزل بقوة وعذوبة، وقرر إبراز ما يستهويه من المرأة في شعره.

مؤلفاته الشعرية والأدبية

ترك لنا علي الجارم إرثًا من المؤلفات التي خلدت فيما بعد اسمه، ومن ضمن هذه المؤلفات: الشاعر الطموح، الذين قتلهم شعرهم، مرح الوليد، سيدة القصور، شاعر ملك، هاتف من الأندلس.

طائر يشدو على فنن.. رائعة من روائع علي الجارم

طائِرٌ يَشْدُو عَلَى فَنَنِ
جَدَّدَ الذِّكْرَى لِذِي شَجَنِ
قامَ والأكْوانُ صامِتَةٌ
ونَسيمُ الصُّبْحِ في وَهَنِ
هاجَ في نَفْسِي وقد هَدَأَتْ
لَوْعَةٌ لَوْلاهُ لم تَكُن
هَزَّهُ شَوْقٌ إِلى سَكَنٍ
فَبَكَى للأَهْلِ والسَّكَن
وَيْكَ لا تَجْزَعْ لِنازِلَةٍ
ما لِطَيْرِ الْجَوِّ مِنْ وَطَن
قد يَراكَ الصُّبْحُ في حَلَبٍ
ويَراكَ اللَّيْلُ في عَدَن
أَنْت في خَضْرَاءَ ضاحِكةٍ
مِنْ بُكَاءِ العارِضِ الْهَتِن
أنْتَ في شَجْرَاءَ وَارِفَةٍ
تارِكٌ غُصْنًا إلى غُصُنِ
عابِثٌ بالزَّهْرِ مُغْتَبِطٌ
ناعِمٌ في الْحلِّ والظَّعَن
في ظِلاَلٍ حَوْلهَا نَهَرٌ
غَيْرُ مَسْنُونٍ ولا أُسِن
في يَدَيْكَ الرِّيحُ تُرْسِلُها
كَيْفَما تَهْوَى بلا رَسَن
يا سُلَيْمانَ الزَّمانِ أَفِقْ
لَيْسَ لِلَّذّاتِ مِنْ ثَمَن
وابْعَثِ الأَلْحانَ مُطْرِبَةً
يا حَياةَ الْعيْنِ والأُذُن
غَنِّ بالدُّنْيَا وزينَتِها
ونظَامِ الْكَوْنِ والسُّنَن
وبِقِيعَانٍ هَبَطْتَ بِها
وبما شَاهَدْتَ مِنْ مُدُن
وبأَزْهِار الصَّباحِ وقَدْ
نَهَضَتْ مِنْ غَفْوَةِ الوَسَنِ
وبِقَلْبٍ شَفَّهُ وَلَهٌ
حافِظٍ لِلْعَهْدِ لم يَخُن
كُلُّ شَيءٍ في الدُّنَا حَسَنٌ
أَيُّ شَيءٍ لَيْسَ بالْحَسَن
خالِقُ الأَكْوَانِ كَالئُها
وَاسِعُ الإِحْسَانِ وَالْمِنَن
كانَ لِي إلْفٌ فَأَبْعَدَهُ
قَدَرٌ عَنِّي وأَبْعدَني
أنا مَدَّ الدَّهْرِ أَذْكُرُهُ
وَهْوَ مَدَّ الدَّهْرِ يَذْكُرُني
قد بَنَيْنا الْعُشَّ مِنْ مُهَجٍ
غُسِلَتْ مِنْ حَوْبَةِ الدَرَن
مِنْ لَدُنْهُ الْوُدُّ أَخْلَصُهُ
والْوَفا والطُّهْرُ مِنْ لَدُنِي
كانَتِ الأَطْيَارُ تَحْسُدُه
جَنَّةَ الْمَأْوَى وتَحْسُدُني
وظَنَنَّا أنْ نَعيِشَ بِهِ
عِيشَةَ الْمسْتَعْصِمِ الأَمِن
فَرَمَتْ كَفُّ الزَّمَانِ بِهِ
فَكأَنَّ الْعُشَّ لم يَكُن
طارَ مِنْ حَوْلِي وَخَلَّفَنِي
لِلْجَوَى والْبَثِّ والْحزَن
ونَأَى عَنِّي وما بَرِحَتْ
نَازِعاتُ الشَّوْقِ تَطْرُقُني
وَمَضَى والْوَجْدُ يَسْبِقُهُ
وَدمُوعُ الْعَيْنِ تَسْبقُني
إنْ تَزُرْ يا طَيْرُ دَوْحَتَهُ
بَيْنَ زَهْرٍ ناضِرٍ وجَنِي
وَشَهِدْتَ التِّمْسَ مُضْطَرِبًا
واثِبًا كالصافِنِ الأَرِن
عَبِثَتْ رِيحُ الشَّمالِ بِه
فَطَغَى غَيْظًا على السفُنِ
فَانْشُدِ الأَطْيَارَ واحِدَها
في الْحُلَى والْحُسْنِ والْجَدَن
وَتَرَيَّثْ في الْمَقَالِ لَهُ
قد يَكُونُ الْمَوْتُ في اللَّسَن
صِفْ لَهُ يا طَيْرُ ما لَقِيَتْ
مُهْجَتي في الْحُبِّ مِنْ غَبَن
صِفْ لَهُ رُوحًا مُعَذَّبَةً
ضاقَ عن آلامِها بَدَنِي
صِفْ لَهُ عَيْنًا مُقَرَّحَةً
لأَبِيِّ الدَمعِ لَمْ تَصُن
يا خَلِيلِي والْهَوَى إِحَنٌ
لا رَماكَ اللّهُ بالإحَن
إِنْ رَأَيتَ الْعَيْنَ ناعِسَةً
فَتَرَقَّبْ يَقْظَةَ الْفِتَنِ
أوْ رَأيتَ الْقَدَّ في هَيَفٍ
فاتَّخِذْ ما شِئْتَ مِنْ جُنَن
قد نَعِمْنا بِالْهَوَى زَمَنًا
وشَقِينا آخشرَ الزَّمَنِ

تابع مواقعنا