الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رئيس معانا لإنقاذ إنسان: أعدنا 1860 مشردًا إلى ذويهم.. وتكلفة إعاشة الفرد 3 آلاف شهريًا ولا نتلقى تمويلًا خارجيًّا | حوار 

محمود وحيد خلال حواره
أخبار
محمود وحيد خلال حواره مع القاهرة 24
السبت 05/مارس/2022 - 06:49 م

قال محمود وحيد، رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، إن المؤسسة منذ بداية عملها، تواصلت مع نحو 1860 مشردًا بلا مأوى إلى وأعادتهم ذويهم، بعد سنوات طويلة من التّيه في الشوارع، متابعًا أن الحالات المُصنفة بلا مأوى التي تصل المؤسسة هذا العام أعدادها في تزايد مستمر، ولدينا قائمة انتظار طويلة تصل إلى أن أكثر من 1200 حالة، موضحًا أن الحالة الواحدة تكلف المؤسسة ما يقرب من 3000 جنيه شهريًا.

وأضاف محمود وحيد، رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، في حوار مع القاهرة 24، أن المؤسسة تقوم على تبرعات أهل الخير داخل مصر فقط، وتعتمد اعتمادًا كليًا على تبرعات جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن المؤسسة لا تتلقى أي دعم من الدولة أو وزارة التضامن الاجتماعي، أو تبرعات من الخارج.. إلى نص الحوار: 

 

- في البداية، ما قصة معانا لإنقاذ إنسان، ومن أين أتت إليك فكرتها؟


فكرة وُضعِت فيها ولم تطرأ عليا في البداية، وبدأت أطوّر فيها حتى ظهر كيان المؤسسة، وبدأت عندما رأيت رجلا كبيرا في السن بلا مأوى حالته الصحية صعبة جدًا وجسده يتحلل وحاولت أساعده، ولم أجد أي مؤسسة أو كيان مختصين في ذلك الشأن لأتوجه لهم فورًا، أول مرحلة أخدت ناس وكنت بلحقهم في دار مسنين مقابل أجر، وكنت بكتب على نفسي تعهدات، وفي نفس الوقت بدفع مبالغ كبيرة، فاشتريت مكان لوضع أهالينا فيه، كان عبارة عن شقتين في 6 أكتوبر، خصصت واحدة للرجال وأخرى للسيدات، وبدأت أطالب باستخراج ترخيص وواجهت صعوبات كبيرة جدًا للحصول عليه على مدار 4 سنوات، وحصلت على ترخيص رقم 1 في مصر، بدأت في 2012، الترخيص في 2016، وعلى مدار تلك السنوات كنت أمام القانون شخص مخالف ومعرض في أي وقت للمسائلة ومعرض للحبس في أي وقت، في حالة وفاة حالة.. ولكن كان دايمًا ربنا معايا، وطول ما الوحد نيته الخير ربنا هيبقى في ضهرك.

 

- منذ بداية معانا لإنقاذ إنسان وحتى الآن، كم عدد المشردين الذين أنقذتهم المؤسسة؟
 

أنقذنا الآلاف من أهالينا المشردين، وجزء منهم وفرنا فرص عمل لهم، وأصبح شخص منتج في المجتمع، وجزء رجع لحياته الطبيعية وجزء كبير وصلناه بأهله، حيث أننا قمنا بتوصيل 1860 حالة لأهلها، وأيضًا جزء توفى لأننا نتعامل مع كبار السن، ولن نقف بهم عند بر الأمان، فهناك حالات قمنا بتزويجهم من دار المؤسسة، حولنا أفراد من أشخاص غير قادرين على رعاية أنفسهم إلى أشخاص قادرين على رعاية غيرهم وفتح بيوت أيضًا.. 2021، استقبلنا فيها 221 نزيلا خلال السنة، أي ما يعادل يوم بعد يوم نستقبل فيهم نزيل.

 

- ما الصعوبات التي تواجهها كصاحب مؤسسة ترعى تلك الفئة؟
 

في بعض الأحيان، يحدث احتكاكات بين النزلاء وبعضهم البعض؛ لأن المواطنين بلا مأوى جزء كبير من سلوكياتهم خاطئة، وتصرفاتهم بتكون صعبة، فيحتاجوا إلى تأهيل كبير، كما أننا نجمع ناس بمختلف الثقافات والظروف، صعب دمجها مع بعض، مما يأخذ مننا جهد ووقت كبير.

 

- هل حدث اشتباك عنيف بين النزلاء قبل ذلك داخل المؤسسة؟
 

 لا لم يحدث، ما يحدث هو اشتباك نزيل مع آخر، وفريق الموظفين الموجود حينها يتدخل فورًا.

 

- ما مصدر تمويل المؤسسة؟
 

نحن نقوم على تبرعات أهل الخير فقط، وهذا غير كافٍ ولكننا “بنمشي على خطى ثابتة”، ومن شقة إلى مؤسسة صاحبة أكبر صرح في مصر، ونعتمد اعتماد كلي على جمهور السوشيال ميديا، أو إذا تم استضافتي في أحد البرامج، فنحن لا نقوم بدعاية على شاشات التليفزيون، ولا نتلقى أي دعم من الدولة أو وزارة التضامن الاجتماعي.

 

- وهل هناك مصدر تبرعات من الخارج؟
 

لا لم نتلقى أي تبرعات من الخارج، تبرعاتنا جميعها من الداخل، وفي حالة هناك مصريين في الخارج راغبين في التبرع نوجههم بالطرق.

 

- ما هو نظام العمل داخل المؤسسة؟..  وهل يخضع موظفوها للتدريب على التعامل مع كبار السن المشردين؟


نضع كاميرات مراقبة في كافة فروع المؤسسة، لوضع الرقابة عليهم، وأيضًا كنوع من أنواع الاطمئنان عليهم، وفي حالات المشادات التي تحدث فيما بينهم يتم الفصل فيها بالكاميرات، والنزلاء لديهم علم بوجودها، السيدات لا نضع لهم الكاميرات في غرف النوم، ولذلك لم يحدث داخل المؤسسة أي حالات انتحار للنزلاء، بالرغم من إننا نتعامل مع مرضى نفسيين، أما الموظفين فيخضعوا لتدريبات دعم نفسي؛ لأن بعض الحالات تكون استفزازية بعض الشئ، وضرورة مراعاة الفارق في العمر، ولكيفية التعامل مع الكبار في السن، وكافة والمتطوعين يقتصر عملهم على العمل الميداني فقط، أما الموظفين من الداخل؛ وذلك لمراعاة خصوصية النزيل، حتى لا يتعرض كل يوم لمتطوع جديد، فيجب أن يكون شخص متخصص أو تمريض من يقوم برعاية تلك الفئة.

محمود وحيد

 

- شتاء هذا العام كان قاسي البرودة، كمؤسسة تختص بإنقاذ المشردين كيف مر عليكم شتاء هذا العام؟
 

شتاء 2020، شهد سيول غزيرة وفي بعض الأماكن أغلقت تمامًا كأنفاق مصر الجديدة، وكان يصعب الحركة، ومع ذلك كنا نعمل وننقذ، ومنذ بداية عملنا ونحن نعلن حالة الطوارئ في الشتاء، ونرفع درجة الاستعداد القصوى، ونحاول ألا نترك أهالينا وننقذهم تحت أي ظرف من الظروف.

 

وماذا عن عدد الحالات هذا العام؟ وما المشكلات التي واجهتموها؟
 

عدد الحالات في تزايد، ولدينا قائمة انتظار طويلة، تصل إلى أن أكثر من 1200 حالة، نواجه مشكلة في توافر الأماكن وبالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، استطعنا التغلب عليها، حيث أنها أسندت إلينا 3 مقرات ذو مساحة كبيرة، ومشكلة أخرى في التمويل، فكل حالة تكلفنا حوالي 3000 جنية شهريًا، ما بين التحاليل الطبية والعمليات والملابس والمأكل والمشرب، ومصاريف الموظفين، وأخيرًا مشكلة مع وزارة الصحة، لأن أغلب الحالات تواجه الموت بسبب رفض المستشفيات استقبال أي حالة دون أوراق ثبوتية.

 

- وفي حالة وجود حالة حرجة تحتاج الدخول فورًا إلى المستشفى، ما الإجراء المتَّبع؟
 

نقوم بالتنسيق مع المستشفيات بجهودنا الذاتية.. الفكرة ليست في المصاريف وإنما في قبول الحالة من البداية دون أوراق ثبوتية.

- هل ستقوم بالتوسع في مباني المؤسسة؟
 

نحن بصدد افتتاح فرع لنا في مدينة نصر، تم التبرع بيه من أحد الجمعيات، ولدينا مبنى بالشراكة مع التضامن موجود في بولاق بمنطقة الجيزة، مبنى سيختص بالسيدات وآخر بالأطفال.. طريقنا صعب ولكن ثوابه كبير، نوصل انسان إلى بر الأمان وهذا ثواب عظيم جدًا عند ربنا.

 

- بعض الجمهور يهاجم المؤسسة لاستخدامها صور الحالات وطرح ظروف خاصة أمام الرأي العام، وبث حالات الإنقاذ مباشرةً.. ما ردك على تلك الانتقادات؟
 

فئة قليلة من ترى ذلك، فعلى النقيض الفئة الأكبر التي تطالب بمعرفة وتوثيق ذلك، ومن ينتقدنا كان فين، الحالات في الشوارع من عشرات السنين، عرفها منين إلا من خلالنا، وحتى نعلم الناس بنا لا يوجد أمامنا سوى مواقع التواصل الاجتماعي، ونحكي بعض القصص للتوعية، ومن يزايد كان يخاف منهم ويمشي على الرصيف الآخر ليتجنبهم، أما نحن فنتحمل حمل كبير جدًا لنعبر بهم إلى بر الأمان.. وطالما التصوير له فائدة كبيرة جدًا كعودة انسان لأسرته يجب أن نكمل فيه ودائمًا ما نستشير الأزهر والعلماء في هذا الصدد وأجازوا ذلك.

محمود وحيد رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان

 

- كيف تسير رحلة علاج الحالة داخل مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان؟
 

ما يراه الناس، أمام الشاشات لا يأتي شيئا في ما يحدث على الواقع من كواليس، نبدأ بالنظافة الشخصية، والاطمئنان على صحته، ثم الجانب الاجتماعي والنفسي، ثم جانب التمكين والتأهيل ونحاول رجوع الفرد مرة أخرى لشخص منتج في المجتمع، نكون أهل للحالة حتى يصل إلى بر الأمان.. ولدينا 50 % من الموظفين بالمؤسسة من النزلاء، كل جنيه يحصل عليه الموظف الذي تم دمجه هو حقُّه وأمواله.

- هل هناك حالات مُعينة ترفض المؤسسة استقبالها لسبب ما أو شرط غير مُحقَق؟
 

لا، فنجن نستقبل الحالات التي أبلغ عنها أسرتها؛ لأننا لسنا دار مسنين، ونستقبل من تلك الحالات كثير جدًا، فأصبح هناك نوع من البلادة، فمثلًا الحالات التي ألقيت في الشوارع من قبل أولادها، تلك الحالات موجودة من قبل، ولكنها في تزايد كبير خلال الفترة الأخيرة، نعم موجودة من قديم الأزل ولكن مؤخرًا فهي حاضرة بقوة، واستقبل ردود أغرب من أهل بعد إبلاغهم بوجود الوالد أو الوالدة، يكون الرد حاضرًا هبقى أجي، وعند الموت نطلب منهم الأوراق الثبوتية لإجراءات الدفن، نفاجأ بإرسال الأوراق على تطبيق الواتس اب.

 

تابع مواقعنا