الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قطعوا أطرافه ولسانه وأحرقوا جثمانه.. ماذا فعل الحلاج ليعدموه بهذه الوحشية؟

لوحة تعبيرية لـ جان
ثقافة
لوحة تعبيرية لـ جان ليون جيروم 1899
السبت 26/مارس/2022 - 05:18 م

يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي.. عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي.. الحسين بن المنصور الحلاج، الصوفي الهائم، والشهيد الذي تسببت أقواله في صلب جسده، وإحراق جثمانه، الشاعر، والمفكر، والفقيه، والمتكلم، الذي أفتى الكثير من معاصريه بهدر دمه، للالتباس معاني كلماته، رحل الحلاج عن عالمنا في 26 مارس من العام 922، ليصبح أحد أعلام وعلامات الفكر الصوفي في التاريخ الإسلامي.

لقبوه بالحلاج، لأنه أتى عليه حلاجا في دكانه، فـ كلفه بشيء، فذهب الرجل، وعند عودته وجد قطنه كله محلوجا، ولد الحلاج بـ فارس، قبل أن يأتي إلى بغداد، ليقيم فيها، وهناك التقى بالكثير من المتصوفين الكبار، منهم سفيان الثوري، وكان الحلاج معروفا بالفطنة، والذكاء، والهمة، والنشاط، لذا كان من النجباء.

اعتنق الحلاج مذهب الاتحاد، وهو مذهب كلامي صوفي، يقول بوحدة الوجود، أو الحلول، والحلول يعني اشتراك الإنسان في ذات الله، وحلول اللاهوت في الناسوت، يقول الحلاج في إحدى قصائده «أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا.. نَحنُ روحانِ حَلَنا بَدَنا» وهذا المذهب مأخوذ عن البسطامي، وظل مذهبا غير معروفا للكثيرين، إلى أن أتى الحلاج، فصار المذهب حديث الناس، وظل إلى يومنا هذا، من أشهر المذاهب الصوفية، وهو يرى باختصار، أن الله هو روح العالم، فهو في كل مكان، وفي كل شيء.

الحلاج ساحرا ومدعي للألوهية

أشيع عن الحلاج أنه يتبع السحر، وأنه يآخي الجن، ونقل ذلك إلى الوزير حامد بن العباس، وأشيع له أن يدعي الألوهية، ويقول بقدرته على إحياء الموتى، فقام الوزير بإحضار القاضي أبا عمرو بن العلاء، والقاضي جعفر بن بهلول، وطائفة من فقهاء الدولة العباسية، ليقف منهم على الأمر، فلم يقولوا إلا أنه لا يجوز قبول الدعوة إلا ببينة.

أمر الوزير بمراقبة الحلاج، مراقبة شاملة لكل أفعاله، وانتشرت للحلاج رأي يقول، بأنه إن استعصت أمور الحج على أحدهم، وأراد الحج، فما عليه سوى أن يفرد حجرة في بيته في أيام الحج، ويجعلها طاهرة، ويطوف حولها، ويفعل ما يفعل الحاج، وإن فعل فقد حج.

سأل القاضي الحلاج عن ذلك القول الغريب، قائلا له من أين لك هذا، فأجاب الحلاج بأنه من كتاب الإخلاص للحسن البصري، فقال القاضي كذبت يا حلال الدماء، وأحل القاضيان دمه، لكنه رد قائلا: ظهري حمي، ودمي حرام، وما يحل لكم، فاعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، ولي كتب في السنة، فالله في دمي، وظل يردد ذلك، إلى أن انتهت الجلسة، وحمل إلى سجنه.

إعدام الحلاج وتعذيبه

ظل الحلاج في محبسه، ثماني أعوام كاملة، ثم طالب العديد من فقهاء المدينة إعدامه مرة أخرى، وتم إصدار الأمر بذلك، وتسلمه الجلاد، ويقول فريد الدين العطار أن الحلاج أخرج من محبسه، وخرج إلى الناس، فكانوا يلقون عليه الحجارة، والأوحال، وهو لا ينفك عن ترديد قوله أنا الحق.

أخذ الجلاد يضربه بالسوط، وسط حشود المتفرجين من الناس، وبعد أن انتهى من جلده، قام بـ قطع يديه ورجليه، وبعدها فقأ عينيه، ويقول فريد الدين العطار بأنه كان يقابل ذلك بابتسام، ثم قام الجلاد بقطع لسانه، وكان ينطق بالأذكار وقتها، ثم قام الجلاد فحز رأسه، وبعد موته، أحرقت جثمانه، إلى أن صارت رمادا، فأخذوا الرماد وألقوه في نهر دجلة. 

تابع مواقعنا