سيدة الخير في الشرقية.. دينا تُنشيء أكبر مطبخ لإفطار الصائمين وتحلم بـ دار أيتام | صور وفيديو
لله عباد اختصهم بقضاء حوائج الناس، متعتهم الكبرى والأزلية حُب الخير للغير، يسيرون في ركب رعاية المحتاجين وكأنهم في طريق الجنة يمشونه على أرض الدنيا، لا تسعهم الكلمات وصفًا ولا تُلهيهم الدنيا عن سبيل الآخرة، وأولئك حسُن سعيهم؛ وبينهم فتاة هي الأشهر في درب وفعل الخير في محافظة الشرقية قاطبةً.
قصة سيدة الخير في الشرقية
دينا جمال، مشرفة بقطاع التربية والتعليم يشهد لها الجميع بحُسن الخُلق، وتشهد لها أفعالها بحُب الخير حُبًا جمًا؛ سلكت طريقها إلى الخير قبل أكثر من 8 سنوات، حين طلبت منها إحدى صديقاتها الاشتراك في تجهيز وجبات لتوزيعها على الصائمين في شهر رمضان، لكن ما لبثت الفتاة أن تفوقت على أقرانها لتُسارع وتُسابق في حب وعمل الخير حتى حاذت اهتمام وثقة الآلاف من أبناء مركز ومدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، وسط كتلة سكانية هي الأكبر داخل محافظة الشرقية، وبين هذا وذاك سارت الفتاة في طريقها الذي كتبه الله لتُبرهن أفعالها على صدق نواياها، وتتسع دائرة تأثير الفريق يومًا بعد الآخر حتى وصل الأمر إلى أبعد من توفير وجبات أو مساعدات.
رعاية الإنسان لكل ما تحمله الكلمة من معنى كانت مُحصلة جهود الفريق الذي كونته دينا؛ فلم تقتصر مساعدات الفئات المستحقة على وجبات أو مساعدات مالية وعينية، لكن الأمر تخطى ذلك بكثير برعاية المستحقين طوال العام، وبين هذا وذاك توفير المأكل والملبس والأثاث ورفع مستوى المعيشة وتزويج المستحقات واليتيمات، حتى أزمة انتشار وتفشي وباء كورونا كانت بمثابة الاختبار الذي أكد صدق معدن دينا وفريقها حين ساهموا في توفير أسطوانات الأكسجين وأدوات الوقاية وغيرها من الأشياء التي ساعدت بصورة كبيرة، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الشرقية، في تخطي المرحلة الحرجة من الوباء داخل مركز ومدينة فاقوس.
على عكس المتعارف عليه بشأن الجمعيات والمبادرات الخيرية التي ينتهجها الغالبية في التعامل مع الفئات المستحقة بتوفير ملابس العيد لأطفالهم، سلكت دينا وفريقها دربًا جديدًا وصل إلى إبلاغ الفئات المستحقة بأن يذهبوا رفقة أطفالهم لشراء ملابس العيد التي يريدونها ويختارونها من المحلات، على أن يُسدد الفريق والجمعية ثمن تلك الملابس للمحلات واصحابها فيما بعد، وسط مبادرة ضمن كل ما تقوم به الجمعية تحت إشراف ومظلة ورقابة وزارة التضامن الاجتماعي.
خلية نحل يصعب حصرها، تلك حال عدد المشاركون والمتطوعين في مبادرة إطعام الصائمين، لكن دينا أكدت خلال حديثها لـ القاهرة 24، على أنها لم تبلغ نهاية ما تسعى إليه في طريق الخير، قبل أن تضيف: نفسي نكون سبب في إنشاء دار لرعاية الأيتام في فاقوس.. المركز محتاج ليها جدًا وكل الحالات بندرسها قبل أي شيء.
