اقرا في رمضان | معجم البلدان لياقوت الحموي مرجع في التاريخ والجغرافيا والأدب
تميل النفوس إلى استثمار وقت الصيام في المطالعة خلال شهر رمضان، ومن الكتب التي يمكن للقارئ أن يطالعها معجم البلدان لياقوت الحموي.
وكتاب معجم البلدان موسوعة كبيرة وشهيرة للأديب المؤرخ الجغرافي ياقوت الحموي البغدادي، ويضم الكتاب بين صفحاته وصفًا لبلدات ومدن ودول عديدة خلال تلك الفترة، ويصفها وصفا دقيقا.
ولا يعد معجم البلدان معجما جغرافيا فقط، بل هو أيضًا مرجعًا لمجالات شتى مثل التاريخ والأدب واللغة، وسبب تأليف معجم البلدان أن سائلًا قد سأل ياقوت عن موضع سوق حُباشَة بالضم، ولكنه نطقها بالفتح، فقرر أن يضع معجمًا للبلدان يكون مرجعا لمعرفة الصحيح من البلدان.
أبواب معجم البلدان
أما عن طريق جمع المعجم، فكان ياقوت الحموي في أسفاره في أنحاء الشام والبلدان المجاورة يضع المعلومات الجديدة التي يجمعها في معجمهِ أولا بأول وظل يصحح فيه ويضبطه إلى أن توفى عام 623هـ/1225م، وجاء الكتاب مرتبًا هجائيًّا في تناوله وعرضه للبلدان التي فيه، ويذكر الحموي في تقديمه للكتاب أن البعض طلب منه اختصار الكتاب فرفض لأن الاختصار يفسد الكتب ويضر بها.
ويقع معجم البلدان في خمسة أبواب هي:
الباب الأول: في ذكر صورة الأرض وحكاية ما قاله المتقدمون في هيئتها وروينا عن المتأخرين في صورتها.
الباب الثاني: في وصف اختلافهم في الاصطلاح على معنى الإقليم وكيفيته واشتقاقه ودلائل القبلة في كل ناحية.
الباب الثالث: في ذكر ألفاظ يكثر تكرار ذكرها فيه يُحتاج إلى معرفتها كالبريد والفرسخ والميل والكورة وغير ذلك.
الباب الرابع: في بيان حكم الأرضين والبلاد المنفتحة في الإسلام وحكمهم قسمة الفيء والخراج فيما فتح صلحًا أو عنوة.
الباب الخامس: في جُمل أخبار البلدان التي لا يختص ذكرها بموضع دون موضع، لتكمل فوائد هذا الكتاب ويستغنى به عن غيره في هذا الباب.
من هو ياقوت الحموي؟
وياقوت الحموي اسمه الكامل شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحَمَوي الرومي البغدادي، أديب ومؤرخ وجغرافي، ويرجع نسب الحموي إلى سيده الذي اشتراه وبيع في بغداد، حيث أسر ياقوت وهو لا يزال حدثا من بلاد الروم، وحمل إلى بغداد فاشتراه سيده عسكر الحموي فنسب إليه وقيل له ياقوت الحموي.
وعهد إليه مولاه بتجارة سافر بها ولما عاد وجد مولاه قد مات فأخذ من تركته ما يمكنه من التجارة، ثم سافر إلى حلب وتنقل من بلد إلى آخر ومكنت له رحلاته تأليف معجم البلدان هذا الذي يعد من أعظم المراجع في الجغرافيا والأدب والتاريخ.
