الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شاهندة ليست الأولى.. حقن المضادات الحيوية بالصيدليات والعيادات الخاصة مخالفات تحصد الأرواح | تقرير

القاهرة 24
أخبار
الأحد 29/مايو/2022 - 12:50 ص

ألقت واقعة وفاة الفتاة شاهندة خالد رجب، 16 عامًا، نتيجة الحساسية من المضادات الحيوية بإحدى العيادات الخاصة؛ الضوء على ممارسات طبية مخالفة تتم بشكل يومي، في أماكن غير مجهزة ولا يُسمح لها بإعطاء حقن مضاد حيوي، ولعل أبرزها الصيدليات.

ترجع أسباب وفاة الفتاة، حسب قول والدها، إلى حصولها على جرعة مضاد حيوي عقب خضوعها لعملية استئصال الزائدة بعيادة خاصة، دون إجراء اختبار حساسية من المضادات الحيوية؛ مما أدى إلى توقف عضلة القلب.

شاهندة خالد لم تكن أول حالة وفاة نتيجة عدم إجراء اختبار الحساسية من حقن المضادات الحيوية قبل تناولها، أو عدم توافر التجهيزات الدوائية اللازمة؛ للتدخل السريع في إنقاذ الحالة المرضية.

وفاة طفل نتيجة حساسية من المضادات الحيوية

عماد محمد، 4 سنوات، طفل مولود بمشاكل صحية في الرئة، وفي كل مرة يتعرض لإعياء صحي بسببها؛ يخضع لجلسات استنشاق ويحصل على حقنة مضاد حيوي ودواء شرب؛ وذلك وفقا لتوصيات الطبيب المتابع للحالة؛ لتتحسن حالته الصحية على إثرها. 

وفي إحدى المرات، التي تعرض فيها عماد لوعكة صحية، توجهت والدته إلى الصيدلية المجاورة كالمعتاد للحصول على المضاد الحيوي الموصوفة له من الطبيب، لكن في هذه المرة لم تتحسن حالته كالعادة، بل شهدت تدهورا شديدا بعد نصف ساعة من تناول الحقنة؛ ليُنقل على إثرها إلى المستشفى. 

أفاد التشخيص الطبي للمستشفى، بأن تدهور الحالة الصحية للطفل نتيجة حساسية من مضاد حيوي؛ تسبب له بتليف رئوي، وكان التدخل الطبي من المستشفى هو وضعه تحت جهاز التنفس الصناعي، دون حصوله على حقن مضادة للحساسية، والأدرينالين أو الكورتيزون؛ ليتوفى عماد صباح اليوم الأول من عيد الفطر الماضي.

تشخيص المستشفى لحالة الطفل عماد 

كادت أن تموت بعد ساعة ونصف من تناولها حقنة مضاد حيوي

وأوضح والد عماد، أنه لم يتم إجراء اختبار حساسية من حقنة المضاد الحيوي من قبل الصيدلي، ولم يكن على علم كاف بحاجة نجله للاختبار في كل مرة يحصل فيها على حقنة المضاد الحيوي، خصوصا أنه لم يتأثر منها في المرات السابقة.

وأكد الوالد، أن مستشفى إيتاي البارود العام، التي تم نقل طفله إليها، لم تعطه حقنا مضادة للحساسية أو أدرينالين، واكتفت بوضعه تحت جهاز التنفس الصناعي، ومتابعة الحالة الصحية.

وأشار والد عماد، إلى أنه بعد يومين من وفاة طفله، تعرضت أخته لوعكة صحية، لينقها إلى المستشفى، وهناك قبل إعطائها حقنة المضاد الحيوي، تم إجراء اختبار حساسية، وكانت النتيجة سلبية، والتالي يسمح لها بالحصول على الجرعة كاملة من المضاد الحيوي.

المفاجأة أن طفلته تعرضت لتدهور حالتها الصحية بعد نحو ساعة ونصف من حصولها على الحقنة، والسبب تحسسها من المضاد الحيوي؛ وبفضل التدخل الطبي السريع من قبل الأطقم الطبية بالمستشفى، من خلال حقنها بمضاد للحساسية والأدرينالين؛ للحقت هي الأخرى بأخيها.

الدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة والحساسية بالمصل واللقاح

سلبية اختبار الحساسية لا يعني عدم التحسس من المضادات الحيوية

سلبية اختبار الحساسية، لا تعني قطعا أن الشخص لن يتحسس من المضادات الحيوية بعد تناوله الجرعة كاملة، وعدم تحسس المرء من المضاد الحيوية في إحدى المرات لا يغني عن إجراء اختبار الحساسية في كل مرة، هذا ما أكده الدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة الحساسية بهيئة المصل واللقاح، التابعة لوزارة الصحة والسكان.

وأوضح الدكتور أمجد الحداد، أن سلبية اختبار الحساسية لا تعني أن الشخص لن يتحسس من المضادات الحيوية، فهناك بعض الحالات، التي تظهر حساسيتها من المضادات الحيوية بعد حصوله على الجرعة الكاملة، مشددا على ضرورة خضوع الشخص للاختبار في كل مرة، والمتابعة والمراقبة لمدة 6 ساعات بعد حصوله على الحقنة، لأنها الفترة الكافية، التي تظهر خلالها أعراض الحساسية من عدمه.

قانون مزاولة مهنة الصيدلة لم يسمح للصيدلي بإعطاء الحقن

وأكد على ضرورة الحصول على المضادات الحيوية في المستشفيات أو العيادات الخارجية للمستشفى وليس بالصيدليات أو العيادات الخاصة؛ موضحا أن المستشفيات لديها التجهيزات الدوائية التي تمكنها من التعامل السريع والاحترافي مع حالات التحسس، والممثلة في توافر حقن الأدرينالين والكورتيزون والحقن المضادة للحساسية، وهي ما لا تتوافر في الصيدليات والعيادات الخاصة.

ويذكر أن قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955، حدد مهام الصيدلي على تجهيز أو تركيب أو تجزئة أي دواء أو عقار أو نبات طبي أو مادة صيدلية، لم يتضمن السماح له بإعطاء الحقن داخل الصيدلية، والتي تعد أحد مهام الطبيب البشري.

من جانبه، طالب الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الدواء المصرية، تدخل هيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة والسكان والنقابات الفرعية للصيادلة، لوقف الممارسات الخاطئة بالصيدليات، ومنعهم من إعطاء حقن المضادات الحيوية، والاكتفاء بصرفها وتجهزيها فقط، مع ضرورة توفير أماكن مجهزة؛ لإعطاء تلك الحقن بالقرب من المواطنين، منعا للجوء لغير المتخصصين.

تابع مواقعنا