السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد اقتراح مورينيو برفض تجنيس الأفارقة.. كيف ستبدو كرة القدم تحت نظرية توازن القوى؟

مورينيو ودروجبا
رياضة
مورينيو ودروجبا
الأحد 26/يونيو/2022 - 04:51 م

أثار المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق روما الإيطالي، جدلًا واسعًا في الساعات الأخيرة، بعد أن طلب بالفعل من الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، رفض تجنيس اللاعبين الأفارقة للمنتخبات الأوروبية، وهو ما قد ينتج عنه متغيرات عديدة في مستقبل الساحرة المستديرة حال تطبيق المقترح ذاته.

نظرية توازن القوى

وفي سيناريو تخيلي حال التوجه نحو تطبيق قرار مثل هذا، ستخضع كرة القدم لما يعرف بإعادة تكوين القوى، لتشكل القارة الإفريقية السمراء قوتها الخاصة بـ منتخباتها التي لا تنقص لاعبًا لصالح نظيراتها الأوروبية التي تقوم بعض المنتخبات فيها على أساس التجنيس؛ مما يشكل توازنًا جديدًا للقوى في كرة القدم إن كان على صعيد تغيير سياسة الأندية الأوروبية في اختيار اللاعبين المحترفين أو على صعيد التنافس بين المنتخبات.

خروج كأس العالم للأندية من هيمنة أندية أوروبا

وفي حالة تطبيق قرار مثل إلغاء تجنيس اللاعبين الأفارقة في المنتخبات الأوروبية، سيؤثر ذلك بالطبع على طريقة اختيار المُحترفين من اللاعبين في الأندية بالدوريات الكبرى الأوروبية، ومن ثم سوف يشهد ذلك اختفاء الاعتماد الكبير من جانب الأندية الأوروبية على اللاعبين أصحاب الأصول الإفريقية؛ لبناء أندية تساعد منتخباتها الوطنية عبر لاعبيها، الأمر الذي يقلل بطبيعة الحال احتمالية تواجد اللاعبين أصحاب الجنسيات الإفريقية الأصل في أندية أوروبية كبرى.

وسيؤدي عدم اعتماد تلك الأندية على هذه النوعية من اللاعبين، إلى اتجاه اللاعبين أصحاب الأصول الإفريقية للبحث عن دوريات تحت إشراف اتحادات كرة القدم الخاصة ببلدانهم مع أسماء أخرى تمتلك مواهب خيالية من نفس الجنسية فضلت البقاء في بلدهم الأم؛ مما يسحب من القوة المفرطة التي تمتلكها الأندية الأوروبية بفضل تلك المواهب، ويمنحها للأندية التي تستحق لتطبيق توازن القوى المشروع.

ومع اعتماد آراء النقاد الرياضيين حول العالم، فإن اللاعبين الأفارقة يشكلون أكثر من 70% من قوة الأندية الأوروبية الكبرى، ومع سحب تلك القوة إلى أندية أخرى في قارات مختلفة حسب الجنسيات بشكل متوازن، يخلق منافسة واضحة للأندية الأوروبية التي تستغل هؤلاء اللاعبين مع الأندية الإفريقية الأخرى، ووجود احتمالية فقدان السيطرة الدائمة التي نعيشها الآن من جانب بطل أوروبا على بطولة كأس العالم للأندية.

زيادة مقاعد إفريقيا في كأس العالم

وبطبيعة الحال، سيؤدي إلغاء تجنيس المنتخبات الأوروبية للاعبين الأفارقة، إلى ازدياد قوة كافة المنتخبات الإفريقية، وعلى سبيل المثال، منتخب فرنسا الذي يمتلك كافة العناصر من جنسيات أخرى وتحديدًا الجنسية الإفريقية ما عدا مهاجمه أولفيه جيرو؛ مما قد يمنح المنتخبات الإفريقية القوة التي اكتسبها بطل العالم في النسخة الأخيرة من المونديال لتقديم مستويات مميزة لاحقًا في تلك المنافسات.

ومع زيادة فرص تقديم منتخبات القارة السمراء لمستويات مميزة بالجواهر الغالية التي تمتلك من المواهب القوية أمثال نجولو كانتي المُجنس لـ منتخب فرنسا وصاحب الأصول المالية، أو أنطونيو روديجر المُجنس لـ منتخب ألمانيا من أصل سيراليوني، تزداد فرص وصول هذه المنتخبات إلى الأدوار الإقصائية البعيدة في نسخ المونديال؛ مما يزيد مقاعد القارة السمراء المُهدر حقها في المونديال.

منافسة الدوريات الإفريقية لـ الأوروبية

انطلاقًا من السيناريو التخيلي الذي سوف يجعل الفرق المختلفة تخضع لقوانين خدمة المنتخبات بالاعتماد على لاعبين محليين حال تقرر إلغاء التجنيس، سيعيد توازن القوى في كرة القدم من جديد، القوة للدوريات الإفريقية التي سوف تقدم مستويات مميزة بخامات مميزة من اللاعبين، لتضاهي نفس القدر من الاهتمام والمشاهدة أو القوة على غرار الدوريات الأوروبية الأخرى التي تهيمن على الأخضر واليابس فيما يتعلق بكرة القدم حتى الآن.

اختفاء المحترفين الأجانب بـ الدوريات الإفريقية

وفي حال الاستقرار على قرار من هذا النوع، سوف يستوجب على الأندية الأوروبية تحديد قدر محدد من اللاعبين الأفارقة المحترفين ضمن صفوفهم، للحفاظ على قوة المنتخبات الخاصة بهم؛ مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تواجد هؤلاء الأفارقة في الدوريات الإفريقية الخاصة ببلدهم أو بأي دوري إفريقي آخر، مع تزايد احتمالية ارتفاع قوة الكرة الإفريقية بوجه عام؛ مما يقلل الاعتماد على المحترفين الأجانب، وتزايد فرص الاعتماد على المحترفين الأفارقة فيما بين دول القارة بالميركاتو.

اختفاء الأسعار الفلكية لـ مواهب كرة القدم

ولا تزال تهيمن مواهب القارة الإفريقية على قائمة اللاعبين الشباب الأفضل في العالم حتى اللحظة الحالية، رغم سعي القارة الأوروبية في تصعيد مواهب ولاعبين أوروبيين المنشأ دون اللجوء بشكل متكرر للتجنيس أو الاستفادة بالمواهب ذات الأصول الإفريقية، حيث مع النظر إلى أقوى مواهب في العالم، قد يتم طرح الثلاثي كيليان مبابي صاحب الأصول الكاميرونية المُجنس لـ منتخب فرنسا، وبوكايو ساكا صاحب الأصول النيجيرية المُجنس لصالح منتخب إنجلترا، ورافائيل لياو صاحب الأصول الأنجولية المُجنس لصالح منتخب البرتغال، وتترواح قيمتهم التسويقية بين 80 - 150 مليون يورو.

ومع سياسية احتفاظ الأندية الأوروبية بمواهبها المحلية باختفاء خيار التجنيس، نجد توازنًا في أسعار المواهب بشكل عام في كرة القدم بعيدًا عن الأرقام الفلكية، نظرًا لتزايد فرص تواجد تلك الأسماء في دوريات بلدهم الأم ومع منتخباتهم الوطنية، دون إحداث طفرة في أسعار أسماء محددة بعينها على مستوى العالم، واختفاء التوازن في تحديد أسعار المواهب الواعدة لتلاشي عاملي النُدرة وتجنيس مواهب إفريقية بعينها لصالح منتخبات في قارة أوروبا، حسب المقترح المطروح.

تابع مواقعنا